آخر المستجدات بشأن الباحثة الإسرائيلية-الروسية التي وقعت أسيرة في العراق

رفضت واشنطن صفقة شملت فدية ومبادلة محتجزين لإطلاق سراح الباحثة الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف التي وقعت أسيرة في العراق، بعد تعثر وساطة بشأنها في عاصمة عربية.
وكشفت مصادر عن كواليس اجتماع عُقد بين مفاوضين أميركيين وعراقيين في أواخر فيفري 2025 لبحث صفقة الإفراج عن الباحثة، التي فُقد أثرها في بغداد في مارس 2023، واتُّهمت كتائب «حزب الله» باختطافها.
ورفض مسؤولون أميركيون، خلال الاجتماع، فدية وصلت إلى 200 مليون دولار وإطلاق سراح أشخاص موالين لإيران في العراق ولبنان بينهم قبطان بحري يعمل لصالح «حزب الله» اللبناني.
وأفادت مقابلات أجرتها «الشرق الأوسط» مع عشرات الأشخاص الضالعين في مفاوضات لتحرير تسوركوف بأن الجهة الخاطفة تقدم «مثالاً قوياً» على هشاشة خطط بغداد لحل الفصائل.
وقالت مصادر إن “رفض مبادلة تسوركوف بمحتجزين يؤشر إلى أن إيران تحت الضغط وهي تحاول تفادي خسارة نفوذها في العراق”.
وشدد متحدث باسم الخارجية الأميركية، في تصريحات صحفية على “ضرورة أن تقوم الحكومة العراقية بتأمين إطلاق تسوركوف في أسرع وقت”.
وأكد مسؤول عراقي أن الحكومة في بغداد تعالج قضية تسوركوف “وفق أطر قانونية”، وأن مؤسسة أمنية عراقية كُلّفت التواصل مع “جهات صديقة” لتحرير الأسيرة قريباً.
ومع بداية فيفري الماضي، عاد الحديث عن الباحثة الإسرائيلية-الروسية إليزابيث تسوركوف ليتصدر مشهد الأحداث العالمي، بعد حوالي عامين على اختفائها في العراق، حيث تعوّل عائلتها على الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أجل استعادتها.
البداية كانت في شهر مارس من العام 2023، حيث اختفت تسوركوف بحيّ الكرادة وسط بغداد، لتُرجح تل أبيب أنه تم اختطافها من قبل فصيل “كتائب حزب الله”، العراقي، بينما ذكرت عديد المصدر بأنها جاسوسة تعمل لصالح الموساد.
بعد سبعة أشهر من اختفاها، نشر محتجزوها مقطعاً مصوراً لها، وكانت تتحدث باللغة العبرية عن عملها مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) وتكليفها مهمات داخل العراق، مطالبة حكومة الاحتلال الإسرائيلي بوقف الحرب على غزة.
الرابعة تنفرد ببث اعترافات الأسيرة الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف في العراق وكيف نظمت تظاهرات ومحاولة خلق صراع شيعي شيعي!#الرابعةtv pic.twitter.com/K3LGWbhSgN
— قناة الرابعة – Al Rabiaa TV (@alrabiaatv) November 13, 2023
وتُعرّف تسوركوف نفسها عبر صفحاتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي بأنها تتحدّث الإنجليزية والعبرية والروسية والعربية، وتعمل زميلة في معهد “نيولاينز” للاستراتيجية والسياسة، وزميلة بحث في منتدى التفكير الإقليمي، وهو مؤسسة مقرّها القدس المحتلة.
ووفق قناة “كان” العبرية الرسمية فإن “تسوركوف مجندة سابقة في الجيش الإسرائيلي ومعروفة كباحثة في الشؤون السورية، ومعلقة على شؤون الحرب التي اندلعت هناك عام 2011، ودخلت بجواز سفرها الروسي”.
وتحدثت حكومة الاحتلال عن ظروف احتجازها، محملة العراق مسؤولية مصيرها وسلامتها، بعد الزعم بأنها دخلت إلى هناك بمبادرتها الشخصية، من أجل إجراء أبحاث أكاديمية لجامعة برينستون في الولايات المتحدة.
ومنذ أيام اتهم آدم بولر -مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الرهائن- رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بتقديم وعود كاذبة بشأن الباحثة، حيث قال في تدوينة عبر منصة إكس: “إذا لم تعد إليزابيث تسوركوف الآن فإن رئيس الوزراء العراقي إما غير قادر ويجب طرده أو متواطئ”.
وقبل أيام، قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين لمراسل موقع أكسيوس الإخباري، إن الباحثة التي تحمل الجنسيتين الإسرائيلية والروسية المحتجزة كرهينة لدى جماعة مسلحة عراقية على قيد الحياة”، مؤكدا أن رئيس الوزراء العراقي يعمل من أجل تحريرها.
ووصلت تسوركوف إلى بغداد مطلع جانفي 2022 بجواز سفر روسي، حيث ركّزت في بحثها على فصائل موالية لإيران وعلى التيار الصدري الذي يقوده مقتدى الصدر، وفقا للعديد من الصحفيين الذين التقوها.
ظهرت بالحجاب.. مقطع قديم للباحثة الإسرائيلية المختطفة بـ #العراق #إليزابيث_تسوركوف تتحدث عن #مقتدى_الصدر#إرم_نيوز #إسرائيل #كتائب_حزب_الله #ElizabethTsurkov pic.twitter.com/qpR9mTvT8R
— Erem News – إرم نيوز (@EremNews) July 7, 2023
والخميس الماضي، قال مسؤول بحكومة الاحتلال الإسرائيلي إن الحكومة تعمل مع الحلفاء في جهد متجدد لتحرير الباحثة مزدوجة الجنسية،لافتا إلى أنه تم طرح المسألة في اجتماع للمبعوثين الخاصين بشؤون الرهائن في القدس.
وقال إن المبعوثين التقوا بأسرة إليزابيث تسوركوف، وإن “إسرائيل” طلبت من المبعوثين، وهم من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا والنمسا وكندا، أن تضغط سفاراتهم في بغداد على الحكومة العراقية وتبحث عن طريقة لبدء المفاوضات.
وأضاف: “إننا نعتمد على حلفائنا. وآمل في أن تقترح دولٌ أخرى مساعدتنا لتحرير إليزابيث. وهناك العديد من الدول التي لديها سفارات واتصالات مع الحكومة العراقية”.
من جانبها قالت إيما تسوركوف المقيمية في كاليفورنيا، لقناة “الحرة” إن شقيقتها إليزابيث كانت في بغداد لإجراء أبحاث لصالح جامعتها حيث تدرس في برنستون، لافتة إلى أن الحكومة الأميركية هي من تبذل الجهود من أجل إطلاق سراحها.
وفي هذا الصدد نفت السفارة الروسية في بغداد وجود أي معلومات لديها بخصوص تسوركوف، ولا عن جنسيتها، ولا عما حدث لها في العراق، ما أثار العديد من علامات الاستفهام بشأنها.
وأضافت أن المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن، بوهلر تواصل معها وأبدى تصميما لبذل الجهود لإطلاق سراح شقيقتها، موضحة أنها تعول على إدارة ترامب لإطلاق سراح شقيقتها.
وتابعت أنه خلال وجودها هناك تعرضت لمشكلة صحية دعتها لإجراء عملية جراحية في ظهرها في أحد مستشفيات بغداد، واصفة إيها بأنها “طيبة ومحترمة ولطيفة وبريئة”، ولديها علاقات جيدة مع أفراد في الشعب العراقي، وكانت تصفهم بـ “الشعب المضياف الذي يرحب بالأجانب”.
وتعود آخر تغريدة لتسوركوف إلى 21 مارس وقد شاركت فيها مقالا أعدته لمعهد نيو لاينز للأبحاث ومقره الولايات المتحدة.
من خلال صفحة التعريف على الموقع الالكتروني الخاص بها، تعترف بأنها تستند في بحثها “إلى الرغبة في فهم ونقل وجهات نظر وخبرات الناس في الشرق الأوسط، وإبراز الانتهاكات التي يرتكبها الفاعلون الأقوياء، سواء كانت أنظمة دكتاتورية أو جماعات مسلحة أو دول أجنبية تتدخل في المنطقة” (أي أنها تعلن العداء بشكل واضح لمحور المقاومة كلّه).
أعلنت بشكل واضح في صفحتها على تويتر بأنها شاركت كمجندة في حرب جويلية من العام 2006، كما كتبت قبل نحو عامين تغريدة تقول فيها: “أنا ضد تبادل الأسرى – حتى لو وقعت مشاكل في المستقبل عند زيارتي الى سوريا او العراق”.