-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

آه يا السرّاقين!

جمال لعلامي
  • 4123
  • 0
آه يا السرّاقين!

من حقّ، بل من واجب، كلّ أستاذ وإطار ومسؤول نزيه وشريف، أن يشرع في شنق نفسه بشلاغم آخر عفيف وكفء، وهو يسمع ويرى أن أساتذة وعمداء جامعات، تورطوا أو تواطؤوا في تنفيذ “سرقات” علمية وأدبية.. فروحي يا جزائر.. روحي بالسلامة!

ماذا بوسعنا أن ننتظر في ظلّ هذا الرقم الموجع والمخيف والخطير؟.. عمليات السرقة والسطو والنصب والاحتيال، تجتاح أيضا العقول والأفكار والمسابقات والأبحاث العلمية والأكاديمية، فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم.. اللهم لا تؤاخذنا بما فعله السفهاء منّا وبنا.

سمعنا كثيرا وتألمنا مع المتألّمين، لتلك “الشهادات الشرفية والفخرية”، التي فرّخت دكاترة وفلاسفة ومنظرين، لم تجن من عندهم الجزائر سوى غلّة الفشل والعجز و”الهفّ” والإفلاس!

الاحتجاجات التي تجتاح منذ مدة بعض الجامعات والكليات والمعاهد والمدارس العليا، بسبب “السرقات العلمية”، تكشف المستور وتدقّ ناقوس الخطر، وتنذر بما هو قادم من تداعيات ستكون وخيمة وبآثار مدوية وفضائحية مستقبلا!

تصوّروا يا جماعة الخير، ما الذي يُمكن أن يُفيدنا به أستاذ مزيف، أو باحث مزوّر، أو دكتور افتراضي، سوى الضحالة والبؤس والقحط.. ولو أن المصيبة توقفت عنده فقط، وكانت فعلا فرديا ومعزولا، لكانت بأقلّ الأضرار، لكن الطامة الكبرى أن أعراض الوباء انتشرت وزحفت!

لم تعد فضائح “الفساد” والنهب والسرقة مختزلة في قضايا الخليفة والطريق السيار وسوناطراك، وغيرها من الملفات التي “أفرغت” الخزينة العمومية وضربت سمعة الدولة وأسالت لعاب الأجانب، وإنّما المهازل بدأت تنكشف في مواقع من المفروض أنها قلاع آمنة ومحصّنة!

عندما تتعرّض الجامعة والمدرسة لرياح “الأفسدة”، فمن الطبيعي أن “يُفسد” أو “يفسد” المجتمع، بعد استهداف شرائحه، بالتدريج والتقسيط، وعلى مراحل مختلفة ومتباينة في المكان والزمان!

إن الإطار الذي يُوظف بشهادة وهمية، والباحث الذي يُكرّم على بحث مسروق، ورجل الأعمال الذي يُسمّن ثورته بالصفقات المشبوهة، والوزير والمدير والمير الذي يغرف و”يعلف”.. هذه المشاهد المأساوية لا يُمكنها أبدا أن تنتهي بخير، مثلما لن تخدم لا البلاد والعباد!

للأسف، وإنه لمن العيب والعار، أن يصل الأمر إلى هذا الحدّ من منطق “اسرق حتى تغرق”، من طرف “سرّاقين” في السياسة والتجارة والاستثمار والمجالس المنتخبة والجامعات والشركات الكبرى.. أفلا تاب وتوقف هؤلاء وأولئك و”خافوا ربّي”؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • مالك

    المجتمع الجزائري في حالة متعفنة من التصنيف العنصري،
    حيث المسلم و الوطني عو الفقير كما الحال للسود و الفقر في امريكا...هذا الترتيب لم يولد اليوم، موجود على اقل تقدير منذ دخول فرنسا إلى الجزائر......
    مجتمع البشاغا و القياد لم يذق مرارة الإستعمار قط....... إبن الباشغا كان دائمًا المختار للإمتياز...هذا الإمتياز كان يجب عليه إظهار المقدرة و الإميتاز يوم العزم أمام محافل الكولون......فكان يلجأ هؤلاء الأبناء للقياد للمتيز الفقير" الذي كان يقوم مقامهم بالنجاحات الفعلية ثم يلصقةنها لأنفسهم

  • رشيد - Rachid

    في رأيي المشكلة تبدأ من التعليم الثانوي وتحديدا من امتحان البكالوريا... الكل صار ينجح في هذا الامتحان.
    والله رأينا أشخاصا لا علاقة لهم بالعلم أو التعليم يصولون ويجولون في ساحات الجامعات، لا غرض لهم في الجامعة سوى لقب "طالب جامعي" يتفاخرون به على الأميين من أقاربهم وأصدقائهم أو لأغراض أخرى تافهة يعرفها جميع من دخل الجامعات الجزائرية.

    رأينا أساتذة ضعيفي المستوى يعجزون عن حل تمارين حسابية، وآخرين يعاملون الطلبة على أنهم أطفال في الروضة...

    أن توضع الجامعة الجزائرية في آخر ترتيب الجامعات فهذا أمر ع

  • ahmed

    كلمة واحد و الفاهم يفهم
    اذا كان رب البيت على الدف ضارب فلا تلومنا الاطفال إذا رقصوا
    اذا اهل العقد و الربط هم سبب بلوتنا من زمن بعيد إلى ومن قريب فقل على الجزائر السلام
    اللهم احفظ الحزائر من مكروه
    انشرو أنشرو أنشرو