أبدا…لم أتنكر لموال فضيلة الدزيرية

الفنانة المغربية “هدى سعد” من الفنانات القلائل اللائي إخترن التمسك بلهجة بلدانهم الحقيقية، وبرزوا بشكل لافت. إلتقيناها وكانت فرصة للحديث عن نقاط كثيرة أهمها إعادة موال “أنا طويري” لفضيلة الدزيرية، وتمسكها بالغناء باللهجة المغربية، وسبب خروجها من برنامج “إكس فاكتر” وأسئلة أخرى تجيب علها في هذا الحوار.
*بداياتك كانت في برامج المواهب، كيف عشت التجربة؟
شاركت وسني 17 سنة في برنامج نجوم الغد وفزت بالمرتبة 3. ولم تستهوني فكرة المشاركة في “ستار أكاديمي” او“سوبر ستار“، هي برامج ترفيهية من خلال بعض المشتركين، وهي ماركتينغ أكثر من اكتشاف موهبة، لكني تقدمت فيما بعد إلى برنامج “إكس فاكتر“، لأن شركة إنتاج روتانا هي التي ترعى البرنامج، لكن كانت صدمتي كبيرة، حيث أن لجنة التحكيم لا علاقة لها بالمجال الفني، وأنا قلت هذا الكلام على الملأ فأخرجوني!
*هذه ليست أول مرة تزورين الجزائر؟
زرتها منذ 14 سنة للمشاركة في أوبرات القدس لجمع التبرعات، وشارك فيها الكثير من الفنانين العرب مثل عبد الله رويشد، عمر عبد اللات، ليلى غفران، حياة الإدريسي، وكنت أنا من بين هذه المجموعة. وكانت لي زيارة أخرى. ومنذ سنتين اتصل بي الديوان الوطني للثقافة والإعلام للمشاركة في مهرجان “تيمقاد” وكنت متحمسة جدا، لكن توقف كل شيء فجأة ولا أعلم لماذا؟
*كيف ترين توتر العلاقات بين المغرب والجزائر اليوم؟
هناك الكثير من الفنانين الجزائريين الذين يقيمون في المغرب، وُيعتبرون في بلدهم، وهناك تبادل فني بيننا وبينكم، مثلا هناك فنانين مغاربة من أمثال لطيفة رأفت، الداودية، نعيمة سميح… لا يعتبرون مطربات مغربيات ولكنهن مطربات مغاربيات، نحن دائما نريد إحياء العلاقات الفنية بيننا وبين إخوتنا الجزائريين. ونحن بعيدون كل البعد عن أي بلبلة، لأن ما يربطنا أكبر كالثقافة والأصول والتاريخ وحتى المعاناة ولذلك نحن نرفض أي تفرقة بيننا وهذا ما يؤكد وجودي اليوم في الجزائر.
*إلى أي مدى ساهمت عائلتك الفنية في اختياراتك؟
أكيد ان البيئة التي يخلق فيها الفنان هي التي تساعد على الإبداع، أبي زجال، يوجهني دائما نحو اختيارات أفضل، لما كنت صغيرة والدي الشاعر أحمد سعد كان يقول لي: أن محمد عبد الوهاب سيساعدك كثيرا، لأنه لا يبالغ في العُرب ويلحن اللحن كما هو، على عكس فناني الجيل الجديد الذين يميلون للفذلكة في الغناء ويستعرضون عضلاتهم في الغناء والطبقات وربما ذلك لا يخدم الأغنية. هذه بعض النصائح التي تلقيتها، إضافة أننا في بيتنا نتكلم بلغة راقية، ونحرص على إختيار كلماتنا. اعتمدت على أساسيات الغناء وليس على الموضة وما هو رائج اليوم في الفن، وتمسكت بلهجتي المغربية في الغناء.
*هل هذا يعني أنك ضد الغناء بالعربية الفصحى؟
لا، لم أقل هذا، ولكن لما تكون عندك قاعدة جماهيرية، ويكون عندك انتشار في الوطن العربي سيطلب منك الغناء بلهجة معينة، لكن قبل هذا يجب على الفنان أن يحقق ذاته، أن يكون فخورا بلهجته. غنيت باللهجة المغربية حبا في بلدي، فتحت عيني عليها ولطالما كنت أبحث في الفلكلور المغربي، وحتى المغاربي وخير دليل على ذلك هو إقتباسي من الفلكلور الجزائري الموال الأول من أغنية “طير الحب“.
*أغنية “طير الحب” أثارت ضجة في الجزائر والجمهور الجزائري شجب عدم الإشارة في الفيديو كليب إلى أن الموال جزائري؟
نحن لسنا مطالبين بذكر تفاصيل الأغنية في الفيديو كليب، لأنه محدود بمساحة زمنية معينة، ولكن من اقتنى الألبوم سيجد ذلك على الجاكيت، كتبنا بالحرف الواحد: الموّالين فلكلور جزائري. وأنا كنت معتزة وحريصة على مزج الفن الجزائري، خاصة وأنه ألبومي الأول، لأني أعتبر أن تكويني الموسيقي ليس فقط مغربي وإنما هو جزائري وتونسي ولذلك أنا فنانة مغاربية.
*من قدم العرض للغناء باللهجة المغربية روتانا أولا، أم أنت؟
قدمت أنا العرض و“روتانا” قبلت بكل بساطة. هناك فن مغربي نريد تقديمه هذا كل ما في الأمر. روتانا شركة تعرض في اكثر من دولة في العالم، عندها الكثير من الطبوع الغنائية وأنا قدمت أغان مغاربية، الفكرة جاءت من عندي وهم قبلوها. هو ليس غرورا مني، لأني ألحن وأكتب وأغني، بل هو إحساس بأن هناك فنا جميلا يجب أن نقدمه على صورته بتراثه ولهجته. سعيدة، لأني أول فنانة مغربية تطرح أول ألبوم بالمغربية في روتانا. أنا فتحت الباب لغيري.
*كيف تحققين معادلة الكتابة ثم التلحين فالغناء؟
عندي موهبة، كما أعمل على التثقيف موسيقيا، أسمع مدارس كثيرة كالهنود، والإسبان. كما ان تكويني الموسيقي الأوروبي جعلني أرى الفن من زاوية أخرى. أنا زجالة، لأني أقرأ الكثير وخاصة القديم ولا أركز فقط على القافية. أريد أن أصنع اسما خاصا بي، الشهرة لا تعنيني ولا أتصل بالصحافة ولا أتودد للتلفزيونات، كل عروضي هي بيو، على غرار غنائي في موازين أو في قرطاج او غيرها. الساحة الفنية اليوم تعج بالدخلاء، بالنسبة لي آخر أغنية حققت نجاحا باهرا هي “آه يا ليل” لشيرين عبد الوهاب، أو “أنا الشاكي أنا الباكي” لـ“حسين الجسمي“. منذ 10 سنوات لم تحطم أغنية مقياس النجاح في الوطن العربي.
*أنت بالجزائر في زيارة للملحن “نوبلي فاضل” ومشروع فني بينكما، ما هي تفاصيل هذا الأخير؟
التقيت في دبي مع أخ الأستاذ نوبلي فاضل، وعرض عليّ مجموعة من الألحان. لما سمعت اللحن فرحت كثيرا وأخذته مباشرة. وكتبت كلمات على قياسه، اللحن جميل جدا وهو مركب، فيه مقدمة ومذهب. والأغنية هي “ما لقيت ليك طبيب“. ومن المنتظر أن تنزل سينغل في أقرب وقت بعد نجاح أغنية “شاب الراس“. وستكون فيه مشاريع فنية اخرى مع الملحن “نوبلي فاضل“.