-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
صنعوا الفارق في مسلسل "أولاد الحلال"

أبناء الخشبة ينقذون الموسم الرمضاني ويهزمون عارضي الأزياء

زهية منصر
  • 2661
  • 0
أبناء الخشبة ينقذون الموسم الرمضاني ويهزمون عارضي الأزياء
ح.م

كشفت الأعمال الرمضانية أن الممثلين والوجوه التي كانت لها خلفية تكوين مسرحي، وتلك القادمة من الخشبة صنعت الفارق وكانت لها الكلمة العليا في الأعمال الرمضانية، حيث كشف مثلا مسلسل “أولاد الحلال” أن جزءا من نجاح العمل هو قوة الإقناع والأداء الذي قدمته نخبة من الوجوه القادمة من أبي الفنون: “عبد القادر جريو، فضيلة حشماوي، احمد مداح، أحمد بن عيسى، عبد الله جلاب وغيرهم…”.

أهمية التكوين المسرحي لدى الممثلين طرح نفسه بقوة بعد أن تراجع هذه السنة حضور عارضي الأزياء في دراما رمضان، إذ يرى المخرج شوقي بوزيد أن الانتقاء يعد روح العمل الإبداعي، فالمخرج مطالب بالبحث عن قدرات فنية مميزة وغالبا ما تكون هذه القدرات في أصحاب الاختصاص، لأن التمثيل فن يكاد يقترب من الرياضيات، ويعتقد بوزيد أن الحركات التي يقوم بها الممثل على الركح أو على البلاتو ليست عبثا ويبقى على المخرج أن يحسن تحريك فريقه لأن هذا يصنع الفارق.

بالنسبة للفنان حليم زدام فإن أهمية التكوين المسرحي تطرح نفسها بإلحاح في معاينة الفارق بين الأعمال التي كان فيها للوجوه المسرحية حضور، عكس الأعمال التي اعتمدت على عارضي الأزياء، واعتبر المتحدث أن “ما يقوم به المسرحيون أمثال السحايري وجريو وعبد الله جلاب وووو إلخ … في مسلسل “أولاد الحلال” يعتبر دلالة على أن التكوين الفني والمسرحي مهم جدا”. ودعا زدام وزارة الثقافة إلى إنشاء مراكز جهوية في تكوين وإعداد الممثل ومهن الفن لمواكبة هذا الحراك الفني لأننا إذا أردنا أن نرتقي بالفن علينا إنتاج الأعمال الراقية ومع فنانين راقيين يقدّرون المهنة ويعملون على تقديم الوجه الأحسن لها.

بالنسبة لعبد الحق بن معروف فإن الاستعانة بالمسرحيين في دراما التلفزيون هذه السنة هي بداية العودة للسكة الصحيحة، فقد استحسن الجمهور الوجه الذي ظهر به الممثلون لأنهم أقنعوا الناس بأدائهم . بعد أن سجل العام الماضي انتقادات حادة لإقحام عارضي الأزياء في مسلسلات رمضان، توجّه المنتجون والمخرجون هذه السنة للاستعانة بأبناء الخشبة وهذا التوجه صار يفرضه حتى المموّلون والمعلنون لتسويق إنتاج في المستوى. ويؤكد مدير مسرح عنابة أن التكوين شيء جوهري لتقديم الأفضل للمشاهد، لهذا دعا بن معروف إلى ضرورة تنظيم تربصات وتكوينات في فن الأداء مع الكاميرا خاصة للفنان المؤدي سواء كان في السينما أو في التلفزيون.

بالنسبة لمحمد زتيلي فإن التكوين هو المنطلق الأساس لكل إبداع فني يراد له تحقيق النوعية والإقناع، فالمتحدث يرى أن الموهبة وحدها لا تنزع عن الممثل صفة فنان ممثل، ولكنها تبقيه في حدود ضيقة ومحدودة من نمط الشخصية التي تقدم نفسها على الركح للمتفرج، إذ ومع الوقت تحصل أزمة الرتابة والنمط المكرور، وتحصل للممثل عقدة استرضاء المتفرج أو المشاهد. ويبرر زتيلي موقفه بوجود عديد الممثلين استقبلهم الجمهور في بداياتهم لأنهم أبدعوا وأمتعوا بمواهبهم الملفتة، ولكنهم سرعان ما انكمشوا لسبب أو لآخر إما للسقوط في عقدة الغرور أو لعزوف المنتجين والجمهور.

ويضيف زتيلي أن المسرح هو رافد قوي وأساس للسينما والتلفزيون، وحتى الفنانين الكبار في المشرق لا يتخلون عن المسرح حتى لو اشتهروا في التلفزيون، وعادة تنطلق شهرتهم من المسرح قبل الشاشة الفضية، لكن عندنا الكثير منهم تغيرت نظرته إلى الخشبة بعد الشهرة التلفزيونية، وهذه عقدة سببها انعدام التكوين الأساس الذي يربي فيه حبّ الخشبة وعدم الخوف منها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!