أبناء سوسطارة يحرزون الكأس بـ”شطارة” وعليق يمنح الإضافة

احتفظ نهائي كأس الجمهورية، لهذا العام، بعدة صور جميلة، ميزت ملعب نيلسون مانديلا ببراقي، وعلاوة عن حضور رئيس الجمهورية وشخصيات سامية في الدولية، وكذلك الأجواء التي صنعها الجمهور في المدرجات، فإن اتحاد الجزائر عرف كيف ينهي الموسم بتتويج مهم ومستحق على حساب الجار شباب بلوزداد، ورغم أن الاتحاد لم يكن المرشح الأول لحسم معركة النهائي، بالنظر إلى الوضعية التي مر بها هذا الموسم، إلا أن الكلمة الأخيرة عادت إليه، بفضل حنكة أبناء المدرب محمد لاسات في التفاوض مع مجريات التسعين دقيقة منذ البداية.
أجمع أغلب المتتبعين على أحقية اتحاد الجزائر في الظفر بكأس الجمهورية، بعد تفوقه بهدفين دون رد أمام شباب بلوزداد، حيث عرف أبناء سوسطارة كيف يتجاوزون جميع الصعاب، ويفرضون منطقهم في نهائي كان مفتوحا على كل الاحتمالات، بل إن المعطيات الأولية التي سبقت اللقاء كانت في صف شباب بلوزداد، الذي كان مرشحا للحفاظ على هذا اللقب للموسم الثاني على التوالي، إلا أن مجريات اللقاء كشفت الوجه الآخر لعناصر اتحاد الجزائر التي دخلت مجريات المباراة من موقع جيد، بفضل التحلي بالفعالية وحسن التركيز المصحوب باللعب المنظم واستغلال أي هدية تأتي من دفاع شباب بلوزداد، وهو الأمر الذي تجسد بعد مضي تسع دقائق فقط عن صافرة الانطلاقة، وهذا إثر خطأ دفاعي مؤثر، استغله هجوم الاتحاد لبناء هجمة سريعة مكنت بن عياد من مباغتة الحراس زغبة بعد تلقيه تمريرة على طبق جعلته يروض الكرة بشكل جيد مفتتحا باب التسجيل بشكل مبكر وفي فترة حساسة من عمر المباراة، ما أفقد توازن العناصر البلوزدادية التي يبدو أنها لم تصدق ما حدث لها، وفي غمرة تلك الغفلة تلقى دفاع بلوزداد هدفا ثانيا في (د12) إثر عمل جيد من وسط الميدان، وبتمريرة في العمق يحسن أحمد خالدي في استقبال الكرة ثم التوغل وتوقيع الهدف الثاني لفريقه بعد انفراده بالحارس زغبة الذي استسلم للأمر الواقع، ما جعل مختلف الموازين في مصلحة زملاء الحراس الدولي أسامة بن بوط الذين عرفوا كيف يسيرون المباراة بكل هدوء وتركيز، من خلال الحفاظ على المكسب المحقق، والسعي في الوقت نفسه إلى بناء هجمات سريعة ومنسقة كادت أن تضاعف الفاترة في عدة مناسبات، تزامنا مع خروج عناصر شباب بلوزداد أملا في التدارك أو تقليص النتيجة على الأقل، مثلما حدث في النصف الثاني ن المباراة، لكن غياب الفعالية لدى أبناء المدرب راموفيتش سهل مهمة أبناء سوسطارة الذين واصلوا التفاوض مع مجريات اللقاء بكل حنكة و”شطارة” إلى غاية إعلان الحكم عن نهاية المباراة التي امتدت إلى أكثر من 100 دقيقة بعد إضافة حوالي 10 دقائق كوقت بدل ضائع.
وبعيدا عن حنكة وأحقية اتحاد الجزائر بالتتويج بكأس الجمهورية لهذا العام، وهو اللقب التاسع في تاريخ النادي، مقابل تضييع شباب بلوزداد فرصة الحفاظ على ذات اللقب الذي توج به الموسم المنصرم، وكذلك تفويت فرصة رفع الرصيد إلى 10 ألقاب في مجال السيدة الكأس، إلا أن السيدة الأس أكدت مجددا أنها لا تؤمن بالحسابات والمعطيات المسبقة، خاصة وأنها كثيرا ما يحسم أمرها على جزئيات تصنع الفارق وتقلب الموازين، مثلما حصل لاتحاد الجزائر الذي عرف كيف يتغلب على الصعاب التي مر بها، وباغت شباب بلوزداد الذي كان الأفضل من الناحية المعنوية، لكن الدخول الجيد لتشكيلة المدرب محمد لاسات جعلها تكسب المعركة في وقت مبكر نسبيا، كما أن بعض المتتبعين أجمعوا على بصمة العائد سعيد عليق من الناحية الإدارية، وهو المعروف بخبرته كلاعب سابق قدم الاتحاد في سبعينيات القرن الماضي، مثلما قدم الكثير للاتحاد كمسير ورئيس للنادي في السبعينيات ومطلع الألفية الحالية، ما جعل عودته تمنح إضافة مهمة لفريق عانى الكثير من الناحية الإدارية والتنظيمية رغم بدايته الجيدة خلال الموسم المنقضي، إلا أن الصراعات وغياب الاستقرار الفني بالخصوص جعله يضيع فرصة مواصلة اللعب على اللقب، ولو أن ذلك لم يمنعه من تصحيح بعض الأخطاء المرتكبة، ما جعله يتدارك في آخر الموسم، محرزا لقب الكأس الذي مكنه من رفع الرأس، في انتظار التحضير بجدية للموسم المقبل، بغية تقديم وجه مشرف على الصعيدين المحلي والقاري.
لم ينسوا نظراءهم من المولودية الذين يعيشون فترة حزن
اتحاد الجزائر يحتفل بالنجمة التاسعة في الذكرى 88 لتأسيس النادي
خرج أنصار فريق اتحاد الجزائر إلى شوارع العاصمة للاحتفال بتتويج فريقهم بلقب كأس الجزائر للمرة التاسعة في تاريخه، بعد فوزه، في نهائي الطبعة الـ58، على الجار شباب بلوزداد (2-0)، مساء يوم السبت بملعب نيلسون مانديلا- ببراقي.
قوافل المناصرين من مختلف الأعمار على متن السيارات أطلقت العنان للمنبهات رافقتها إطلاق الألعاب النارية والمفرقعات من شرفات المنازل وصرخات الفرحة والأغاني الممجدة لزملاء مسجل الهدف الثاني، الشاب أحمد خالدي، معبرين عن ابتهاجهم بالتغلب على أبناء “العقيبة” في النهائي السادس بينهما.
الأحياء الشعبية كباب الوادي وسوسطارة وساحة الشهداء غزاها مئات الشباب من أنصار الفريق في قمة الفرحة “إنه لقب يسعدنا ويجعلنا نفتخر بفريقنا المحبوب الذي أنقذ موسمه الصعب في البطولة، كما أن الفوز في الداربي العاصمي له طعمه الخاص”، يقول مناصر خرج للاحتفال رفقة أصدقائه بشوارع العاصمة”.
هذا التتويج يجعل من فرحة أنصار النادي العاصمي فرحتين، كونهم يحتفلون اليوم بالذكرى الـ88 لتأسيس ناديهم المفضل والمصادفة لتاريخ 5 جويلية 1937.كما تكون عودة الرئيس الأسطوري للاتحاد، سعيد عليق، بمثابة “فأل خير” على فريقه، حيث عادت “السيدة” الكأس الى “خزائنه” مع رجوعه إلى النادي العاصمي، بعد غياب عمر 12 سنة، حيث كانت آخر كأس حققتها تشكيلة “سوسطارة” سنة 2013 وذلك أمام الجار والغريم بمولودية الجزائر (1-0).
ورغم الاحتفال بهذا التتويج، لم ينس أنصار الاتحاد نظرائهم من مولودية الجزائر، الذين يعيشون فترة حزن بعد الحدث الأليم الذي وقع مؤخرا بملعب 5 جويلية وخلف وفاة أربعة مناصرين.
وبهذا التتويج يتعادل نادي “البهجة” الرقم القياسي في عدد التتويجات بتسعة ألقاب مع شباب بلوزداد، والتي حققها سنوات (1981، 1988، 1997، 1999، 2001، 2003، 2004، 2013 و2025.
ويحقق الاتحاد أيضا فوزه الثالث على “العقيبة” في نهائي الكأس، بعد سنتي (1988، 2003)في الوقت الذي فاز فيه الشباب على “سوسطارة” ثلاث مرات أيضا في النهائي سنوات (1969، 1970 و1978).
سعيد عليق (المدير الرياضي لاتحاد العاصمة):
“تتويجنا بكأس الجزائر هذا الموسم له طعم خاص”
أعتبر العائد الكبير لبيت اتحاد العاصمة، سعيد عليق، أن تتويج فريقه بالكأس التاسعة له طعم خاص لتزامنه مع ذكرى تأسيس النادي وقال في هذا الصدد: “تتويجنا بكأس الجزائر هذا الموسم، له طعم خاص، بالنظر للوضعية التي كان عليها فريقنا… هذا التتويج جاء عشية الذكرى الـ88 لتأسيس النادي، وتزامنا مع الذكرى الـ63 لعيد الاستقلال، لاعبونا أبانوا عن وجههم الحقيقي، وأنا جد سعيد بمردودهم، إلى جانب كل من الطاقم الفني، والطبي، والمسير، الذين بذلوا مجهود كبير لنيل هذا اللقب”.
محمد لاسات (مدرب اتحاد الجزائر):
“التتويج لم يكن سهلا نظرا للموسم الصعب الذي أديناه”
أبدى مدرب إتحاد الجزائر، محمد لاسات سعادته الكبيرة لتتويجه بكأس الجمهورية مع الفريق العاصمي الذي أنقذ موسمه: ”أولا، أهدي هذا الفوز لعائلتي. التتويج لم يكن سهلا نظرا للموسم الصعب الذي أديناه، ولكن الحمد الله بفضل الله أولا والعمل الذي قمنا به تمكنا من تحقيق الفوز. بعد تضييع حظوظنا في البطولة وإصابة العديد من اللاعبين، سطرنا ورقة الطريق من خلال بناء فريق تنافسي في كأس الجزائر. اليوم، كنا مجبرين على الفوز من أجل إنقاذ الموسم وإسعاد الجماهير. في ما يتعلق بالمقابلة، غامرنا في الشوط الأول من خلال فرض الضغط على شباب بلوزداد قبل التراجع بعد تسجيلنا لهدفين”.
رياض بن عياد (لاعب اتحاد الجزائر):
“المباراة لعبت على جزئيات”
”الحمد الله على هذا التتويج الذي لم يكن سهلا. أنا جد سعيد وأود أن أعتذر من الأنصار بعد موسم صعب. المباراة لعبت على جزئيات والحظوظ كانت متكافئة 50/50 بالنسبة للفريقين. فريق شباب بلوزداد يطبق كرة قدم جميلة ولكن فريقنا كان مثل المجموعة المتماسكة”.
سليم بوخنشوش (لاعب اتحاد الجزائر):
“اتفقنا على أن نقدم كل ما في وسعنا من أجل التتويج”
”الحمد الله على هذا الفوز خاصة بعد موسم صعب وشاق. العديد شككوا في قدراتنا قبل النهائي. كنا قد سطرنا كأس الجزائر كهدفنا الرئيسي قبل انطلاق الموسم. بصراحة، لم نكن في المستوى المطلوب في البطولة الوطنية وكأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف) ولكن اتفقنا بعدها على أن نقدم كل ما في وسعنا في الكأس. نهدي هذا الفوز للأنصار وأشكرهم على صبرهم وتفهمهم للوضيعة الصعبة التي عشناها”.
أسامة شيتة (لاعب اتحاد الجزائر):
“الكأس ستكون البداية نحو تتويجات أخرى”
”في البداية، مبروك للاتحاد وأنصاره هذا التتويج. أود أن أشكر المدير العام للاتحاد، سعيد عليق، على ما قام به. الموسم كان صعبا خاصة في البطولة ولكن تمكنا من حسم لقب الكأس في نهاية المطاف. إن شاء الله هذه الكأس ستكون البداية نحو تتويجات أخرى”.
إلياس شتي (لاعب اتحاد الجزائر):
أعتذر إلى الأنصار بعد الموسم الصعب الذي أديناه”
”إنه ثاني نهائي بالنسبة لي وأول تتويج في كأس الجزائر. بعد خسارتي الأولى بألوان شبيبة القبائل، وفقني الله اليوم وتوجت مع اتحاد الجزائر. أشكر كل من وقف إلى جانب النادي في الأوقات الصعبة، وأود أن أهدي الكأس لجميع الأنصار وأعتذر منهم بعد الموسم الصعب الذي أديناه”.