“أتمنى أن تكون مبادرتي قدوة في جميع المجالات”

تفاجأت مصالح مديرية التربية بولاية ميلة، في الأيام الأخيرة، بمئات الطلبات، من أجل تحويل تلاميذ الابتدائي إلى مدرسة الربيع مزدورة بقلب مدينة شلغوم العيد، وجاءت هذه الطلبات من أولياء تلاميذ يقطنون بشلغوم العيد وبلديات الولاية المجاورة، على خلفية ما قامت به إحدى أستاذات ابتدائية الربيع، عندما حوّلت القسم الذي تقدم فيه دروسها إلى ما يشبه كوكب المعارف في عملية تزيين فريدة من نوعها.
كانت هذه الأستاذة الشابة روميساء خلاف، قد أنفقت عطلتها الصيفية بالكامل، وبعض أفكارها والكثير من أموالها التي فاقت مئتي مليون سنتيم، في عملية تزيين نموذجية وعلمية لحجرتها وحجرة أبنائها أي تلامذتها كما تسميهم خلال حديثها لـ”الشروق اليومي”، وبقدر ما ركزت برفقة مقاول وبنائين على الإتقان الفني والتناسق الجمالي، بقدر ما ملأت جدران القسم بمعلومات وقواعد المعرفة من حروف العطف والجرّ والجملة الإسمية والفعلية، ووحدات قياس الوزن والمسافة والفصول والشهور الهجرية والميلادية والأرقام والأحرف العربية واللاتينية.
مصدر من مديرية التربية بولاية ميلة، قال بأن التحويل من مدرسة إلى أخرى غير متاح حاليا على الأرضية الرقمية، ونبّه إلى ضرورة ذكر سبب طلب التحويل من مدرسة إلى أخرى.
يذكر أن الأستاذة روميساء خلاف، ابنة مدينة شلغوم العيد، درّست في الموسم الماضي الأقسام التحضيرية، وكانت تزيّن قسمها بطريقة جميلة، كما تقتني بين الحين والآخر بعض الأثاث، إلى أن قررت مع نهاية الموسم الماضي مباشرة قلب قسمها رأسا على عقب بما في ذلك بلاط الحجرة وسقفها مع استعمال أجمل وأثمن مواد البناء.
تهافت على تحويل التلاميذ إلى ابتدائية “الربيع” بميلة
أما الأولياء الذين أرادوا تغيير أبنائهم المتمدرسين في السنة الأولى من بعض الابتدائيات مثل الحرية وعبد الله باشا، فقالوا بأنهم علموا بأن الاستاذة تبذل جهدا مضنيا من أجل إفهام التلاميذ وترسيخ القيم، كما استحسنوا ما قامت به وحققت الإجماع، وقال بعضهم بأن عائلة خلاف معروفة في شلغوم العيد،ووالدة روميساء الحاجة هجيرة، ظلت تساعد التلاميذ الأيتام والفقراء من زمن طويل.
“زميلة لي وعدت بتحويل مدرستها إلى جنة”
الأستاذة روميساء دخلت عالم التعليم في الموسم الماضي فقط، في الأقسام التحضيرية، وانتقلت مع أقسام الموسم الماضي إلى السنة الأولى ابتدائي وتحاول أن تقدم إلى غاية بلوغ السنة الخامسة، قسما نموذجيا علما وخلقا.
وفي اتصال “الشروق اليومي” أمس بالأستاذة روميساء، أكدت بأن المبادرة كانت عفوية وأن هدفها جاء من أجل تسهيل العمل التربوي لتلاميذ السنة الأولى ابتدائي، الذين هم تلامذتي في القسم التحضيري للسنة الفارطة، وأن المبلغ المالي المنفق من أجل هؤلاء البراعم المقدر بحوالي 260 مليون سنتيم،هو تكلفة انجاز القسم هو من مالي الخاص وطبعا بمساعدة العائلة الكريمة التي تقدس العلم وبراءة الاطفال، أما عن جمع أموال من جهات أخرى أو مساهمة جهات أخرى سواء أولياء التلاميذ أوغيرهم فهذا غير صحيح، مضيفة للشروق اليومي: إنني بادرت إلى هذا العملوأرجو أن يسير الجميع على خطاه في كل المجالات، لتحسين ظروف العمل وتحفيز التلاميذ وتسهيل العمل التربوي لا غير،فمن طبعي أحب التميز والنجاح، ويؤسفني أن أجد الانتقاد من بعض الناس واتهامي بأنني أبحث عن الشهرة”.
وتضيف الأستاذة: “بفعل مبادرتي سوف تقوم إحدى زميلاتي ببلدية تاجنانت بولاية ميلة رفقة زوجها بمباشرة أشغال تهيئة مدرسة ابتدائية من الداخل والخارج وبمالهم الخاص، وهذا ما كنت أريد الوصول إليه وهو أن يعتبرها الناس انطلاقة لعدة مبادرات تصب في صالح أبنائنا التلاميذ، وأؤكد بأن كل تلاميذي هم أنفسهم الذين درّستهم في القسم التحضيري وهم معي الآن في السنة الأولى”.
روميساء لاقت مبادرتها الكثير من الانتقادات من بعض أبناء القطاع وهذا ما حز في نفسها ومنهم من قال لماذا لم تبادر بإنشاء مسجد وتقول روميساء عمل الخير سواء في المدرسة أو المسجد يبقى عملا خيريا، والقسم قمت بتهيئته لأبنائي التلاميذ ولا أخذه معي إلى البيت، وطموحي أكبر من التعليم وعندما أتوجه الى عمل آخر فالقسم يبقى والحمد لله.
روميساء خريجة جامعة قسنطينة في تخصص الحقوق، وتقول عملت عام متربصة واستفدت من الإدماج السنة الحالية، وأحب عملي لا أكثر ولا أقل، كما أن روميساء مخطوبة وعلى وشك دخول القفص الذهبي في الأيام القادمة وربة بيت بامتياز على حد قولها.