أحداث لقاء التضامن السوفي- بني ثور تعيد العنف في نهاية الموسم

عادت ظاهرة العنف في آخر أنفاس الموسم الكروي الحالي، وهذا بعد الذي حدث في مباراة التضامن السوفي ضد شباب بني ثور، حين أرغم الحكم طيب بودربال على توقيف المباراة بعد هدف السبق الذي وقعه الزوال في مباراة مصيرية للفريقين، حيث تعرض الحكم إلى الاعتداءات جعلته ينهي اللقاء بعد مضي أقل من نصف ساعة عن انطلاقتها، ما يجعل الجهات الوصية تجد نفسها أمام معالجة ملف آخر صعب لا يقل عن الملف الذي ميز مباراة مستقبل الرويسات ضد اتحاد الحراش في وقت سابق.
عبر الشارع الكروي عن استيائه من عودة مارد العنف من جديد إلى الملاعب الجزائرية، بشكل يعكس الخلل الكبير الذي بات يسود المنظومة الكروية على جميع الأصعدة، في ظل غياب أخلاقيات الروح الرياضية والمنافسة الشريفة، ما جعل العنف يطغى فوق الميدان وخارجه في مباريات يفترض أن تكون فضاء للعروض الكروية والمتعة الفنية، لكن بعضها تحولت إلى حلبات للملاكمة والاعتداء على الحكام واللاعبين، ناهيك عن اجتياح الأنصار لأرضية الميدان رغم ا مكانهم الطبيعي هو مساندة فرقهم من المدرجات. وقد كشف لقاء التضامن السوفي ضد شباب بني ثور على الأزمة العميقة التي تعرفها الكرة الجزائرية في مختلف المستويات، مادام العنف أصبح الهاجس الكبير والحاضر الميداني بشكل مخيف، وهذا، رغم الجهود والتدابير التي اتخذه المكتب الفيدرالي للاتحادية الجزائرية خلال الأسابيع الأخيرة. وجاءت أحداث لقاء التضامن السوفي أمام شباب بني ثور لتؤكد أن ظاهرة العنف لا تزال تعشش في مختلف البطولات الوطنية، بدليل إرغام الحكم طيب بودربال على توقيف المباراة بعد تعرضه إلى اعتداء من المحليين مباشرة بعد تسجيل بني ثور للهدف الأول، في مباراة كان الزوار في حاجة ماسة للفوز بغية تحقيق الصعود إلى القسم الثاني، فيما يحتاج أصحاب الأرض إلى تفادي كل أشكال التعثر، لأن الخسارة تجعلهم يسقطون إلى القسم الجهوي، وهو الأمر الذي زاد من ضغط المباراة على وقع الحسابات المسبقة، في ظل مراهنة الزوار على تحقيق الفوز لتحقيق طموح الصعود مقابل إصرار أصحاب الأرض على تفادي شبح السقوط، لتتعقد الأمور مباشرة بعد هدف السبق الذي وقعه شباب بني ثور في وقت مبكر من الشوط الأول.
وقد كشفت الصور والفيديوهات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عن الاعتداءات التي تعرض لها الحكم بودربال من طرف بعض اللاعبين والأطراف المحسوبة على الفريق المحلي، حيث عبر محيط فريق التضامن السوفي عن غضبه من قرار الحكم، متهمين إياه بالانحياز لصالح الزوار، فيما يؤكد البعض أن هدف شباب بني ثور شرعي، وكان يفترض على الجميع الاحتكام إلى منطق الميدان دون اللجوء إلى استعمال العنف، حيث أعادت هذه الحادثة إلى الواجهة سيناريوهات مماثلة، ذهب ضحيتها عديد الحكم في مباريات حاسمة، لعل أهمها ما حدث للحكم زكريني ربيع العام 2005 في ملعب تبسة بين الاتحاد المحلي ومولودية باتنة، حيث كان اتحاد تبسة في حاجة ماسة إلى الفوز لتفادي السقوط، فيما تحتاج مولودية باتنة إلى نتيجة ايجابية لتعبيد طريق الصعود إلى القسم الثاني. ومباشرة بعد تقدم الزوار في النتيجة انهال لاعبو تبسة على الحكم بالضرب والركل بالأقدام، ما جعل اللقاء يتوقف قبل انتهائه، في الوقت الذي نقل زكريني إلى المستشفى في حالة مؤسفة. وهو نفس الأمر الذي حدث في مباراة التضامن السوفي ضد شباب بن ثور، حيث غادر الطاقم التحكيمي الملعب تحت حراسة أمنية مشددة.
وبعيدا عن مخلفات هذا اللقاء على وقع العنف الذي تأسف له الكثير، فإن الرابطة الوطنية لبطولة ما بين الجهات ستجد نفسها أمام حتمية معالجة هذا الملف في أقرب وقت، بغية الحسم في هوية الصاعد إلى القسم الثاني ومن ينزل إلى القسم الجهوي. وإذا كان الكثير يؤكد بأن الكلمة ستعود إلى شباب بني ثور، بناء على مجريات المباراة وتقارير التحكيم والرسميين، إلا القرار النهائي في يد الرابطة الوطنية لاتخاذ القرار المناسب في غضون الساعات القليلة المقبلة.