أخبار الجزائر ليوم الثلاثاء 12 نوفمبر 2024

تعتدي على ضحاياها بالسلاح الأبيض
الإطاحة بشبكة لسرقة السيارات بأم البواقي
مامن. ط
وضعت فرقة مكافحة الجرائم الكبرى، بأمن ولاية أم البواقي مؤخرا، حدا لمجموعة إجرامية، تنشط في مجال سرقة المركبات، متبوع بالاعتداء بالأسلحة البيضاء، حيث تم توقيف ثلاثة أفراد، واسترجاع عدد من السيارات المسروقة، ثلاثة منها كان أصحابها يستغلونها في النقل الحضري، وتعرضوا لاعتداءات متبوعة بالسطو.
وجاءت العملية الأمنية، بعد تحديد مكان عقد صفقة بيع، إحدى السيارات المسروقة، بولاية باتنة، ما مكن من الإطاحة بالشبكة، واسترجاع عدد من المركبات، حيث ينتظر إحالة الموقوفين الثلاثة على المحاكمة، بتهم ثقيلة، منها محاولة القتل العمدي، مع سبق الإصرار والترصد، وتهمة تكوين جمعية أشرار لغرض الإعداد لارتكاب جناية، وجنحة ضد الأشخاص والممتلكات، والسرقة الموصوفة بتوافر ظروف التعدد والاعتداء بالعنف باستعمال أسلحة بيضاء ظاهرة، وشراء مسروقات.
وكشفت مصادر “الشروق ” الثلاثاء، أن القضية تم كشف تفاصيلها، إثر تحقيق معمق كانت قد باشرته، شرطة أم البواقي، بخصوص العديد من الشكاوى، التي تقدم بها سائقو سيارات الأجرة، بالولاية، تتعلق بالاعتداء تحت طائلة التهديد، باستعمال أسلحة بيضاء، متبوعة بسرقة مركباتهم، وبعد ترسيم الشكوى من طرف الضحايا، تم تنشيط عنصر الاستعلامات، والتحري في الموضوع، ما أفضى إلى الوصول إلى مكان اجتماع المشتبه بهم لإبرام صفقة لبيع مركبة سياحية، مقابل سعر زهيد بولاية باتنة المجاورة لولاية أم البواقي.
وتنقل عناصر الأمن، بعد تمديد الاختصاص الإقليمي، إلى عين المكان، وأوقفوا عنصرين من العصابة في حالة تلبس، وجرى بعدها استغلال تسجيلات كاميرات المراقبة، المثبتة في الأماكن العمومية، أثبت المحققون تطابق أوصاف الموقوفين، في جميع قضايا سرقة المركبات المتبوعة بالاعتداء، وتحديد أماكن المركبات المسروقة الأخرى، ليتم استرجاعها في ظرف وجـــيز.
…
تسبب في شجار عنيف مع غلق الطريق العام
ملهى ليلي يخلف موجة من الغضب بسطيف
سمير مخربش
شهدت بلدية عين ولمان بولاية سطيف مساء الاثنين، حالة من الفوضى بسبب شجار بملهى ليلي انتقل خارجه، كان وراء غلق الطريق العام، رافقته حركة احتجاجية لسكان المنطقة، ولم تعد الأمور إلى نصابها إلا بعد تدخل رجال الدرك الوطني.
الحادثة وقعت ليلا بالمدخل الشمالي لبلدية عين ولمان الواقعة جنوب ولاية سطيف، أين تفاجأ أصحاب المركبات المتوجهون إلى عين ولمان وسطيف، بغلق الطريق الوطني رقم 28 المعروف بحيويته اليومية، فتراكمت المركبات وسط حالة من الفوضى والغضب، وتوقفت حركة المرور.
كل ذلك كان بسبب شجار بملهي ليلي ناتج عن خلاف بين مرتادي هذا المكان، الذين تلاسنوا وتشاجروا بمحيط الملهى. وحسب مصادر الشروق اليومي فإن الخلاف نشب لما حاول بعض القصّر الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة دخول الملهى، لكنهم منعوا من ذلك باعتبار أن المكان خاص بالكبار فقط، وصاحبه يحوز على رخصة للنشاط مع شرط الالتزام ببعض الضوابط في مقدمتها عدم السماح للصغار بدخول هذا المكان الذي تباع فيه المشروبات الكحولية.
وشاهد المارة شجارا عنيفا بين عمال الملهى والمحتجين الذين انضم إليهم سكان من المنطقة المجاورة استعملت فيه الحجارة والعصي، كما تم إضرام النار في العجلات المطاطية، الأمر الذي خلف حالة من الرعب وسط مستعملي الطريق، الذين فضلوا عدم الاقتراب من مكان الشجار خوفا من تعرض مركباتهم للكسر والتحطيم. وتسبب الشجار في قطع الطريق وشل حركة المرور لمدة حوالي ساعة ونصف، ومع تفاقم الوضع تدخل رجال الدرك الوطني وتمكنوا من إعادة الأمور إلى نصابها، مع فتح تحقيق في الحادثة.
يذكر أن الملهى شهد منذ شهرين أحداثا مماثلة، كانت وراء غلق الطريق بعد شجار بنفس الطريقة استعلمت فيها العصي والأسلحة البيضاء مع رشق الملهى بالحجارة، ليرد أصحاب الملهى بطلقات الألعاب النارية، وشن بعض المواطنين حركة احتجاجية ضد أصحاب الملهى، وطالبوا بغلقه نظرا للمشاكل التي تسبب فيها، خاصة مع كثرة المترددين على الموقع، والذين يأتون من البلديات والولايات المجاورة، الأمر الذي أثار غضب السكان الذين احتجوا على الوضع، فاستمرت الاحتجاجات إلى ساعة متأخرة من الليل. ومن يومها صدر قرار بغلق الملهى مدة شهر ليستأنف نشاطه في الآونة الأخيرة.
للإشارة، فإن الملهى كان ينشط في السابق، لكن في سنة 2017 تم غلقه بقرار من السلطات الولائية، آنذاك، بسب حركة احتجاجية قادها السكان بعد وقوع جريمة قتل في محيط الملهى، حيث لقي كهل يبلغ من العمر 46 سنة حتفه، بعد تلقيه طعنات خنجر أثناء شجار عنيف. وكان للحادثة يومها وقع كبير وسط سكان عين ولمان الذين تجمعوا بعد جنازة الضحية وطالبوا بغلق الملهى، واستجابت السلطات بإصدار قرار الغلق في حينه، وتخلص السكان من هذه البؤرة الملتهبة التي خمدت لمدة 7 سنوات ونسيها الناس تقريبا، خاصة في فترة جائحة كورونا، لتعود في الآونة الأخيرة إلى النشاط من جديد، بعد ما قام مالك الملهى ببيعه لشخص آخر، ليصبح المكان معروفا بمثل هذه الحوادث المتكررة ومحل احتجاج من طرف أهل المنطقة.
…
ألقى بنفسه من الشرفة بعد ارتكابه الجريمة
تأجيل محاكمة قاتل زوجته وأبنائه الثلاثة بعنابة
س.ك
تقرر الإثنين، تأجيل النظر في أخطر وأبشع جريمة، وقعت في تاريخ مدينة عنابة ومازالت بشاعتها وهولها لحد الآن على كل لسان بالرغم من مرور سنتين وثلاثة أشهر على حدوثها، وهي الجريمة التي وقعت في قلب المدينة بحي حسين بوزرد، في أواخر شهر أوت من سنة 2022، عندما استيقظت عنابة على مجزرة اقترفها أربعيني يملك فضاء تسلية وترفيه في منطقة البوني بعناية.
قام في لحظة “جنون” بقتل زوجته البالغة من العمر أربعين سنة، وخنق إلى حد الموت بواسطة حبل، أبناءه الثلاثة البالغين من العمر ما بين11 و14 سنة وجميعهم يتمدرسون في الطور المتوسط، ثم رمى بنفسه من شرفة المسكن العائلي الكائن بالطابق الثالث، من عمارة ترقوية، طلبا للانتحار، ولكنه نجا بأعجوبة من الموت.
واعترف الجاني المفترض، في أول تصريح له بعد استفاقته من غيبوبته، بأنه هو الفاعل واكتفى بالقول إن حياته مع زوجته الراحلة كانت مستحيلة، لأنها طلبت منه القيام برقية شرعية للقضاء على السحر الذي تمكّن منه حسبها وحسب تصريحاته، فرفض كلامها وأصرّت هي، إلى أن اندلع خلاف كبير ما بينهما، فقرّر أن يمسح العائلة، بالكامل، من الوجود ،خاتما الإبادة، بالانتحار.
طلب تأجيل أخطر قضية في تاريخ عنابة إلى الدورة الجنائية القادمة المبرمجة مع نهاية السنة الحالية، جاء بطلب من محامي المتهم، الذي يشاع بأنه قد تعرض إلى حالة عصبية في صائفة 2022 جعلت الكثير من أفعاله خارج السيطرة وشخّصتها زوجته في مسّ أو سحر.
تعود قضية الحال إلى صائفة 2022، عندما غاب المتهم عن مقر عمله في إحدى مساحات التسلية المعروفة بمدينة عنابة، حيث اتصل به العمال وأيضا شقيقه الأصغر، لكنه لم يرد على مكالمتهم طوال يوم كامل، كان الهاتف يرن في الفراغ، فاتصل شقيقه بزوجة أخيه ولكن من دون ردّ، وبعد تكرار المحاولة وبقاء الأمر مبهما، قرر الشقيق الأصغر التنقل إلى بيت أخيه لمعرفة ما حدث، ووصل الأخ إلى المسكن الواقع ضمن عمارات ترقوية محروسة ومسيّجة، وراح يطرق الباب ويواصل الاتصال هاتفيا، من دون جدوى، إلى أن قرر برفقة حارس التجمع السكني وبعض الشباب، كسر الباب أو فتح أقفاله باستعمال القوة، ليفاجأوا بتناثر الجثث على مستوى رواق وغرف البيت، وبينما هم يقتحمون البيت سمعوا ضجة خارجه، واتضح بأن الشقيق الأكبر، قد أقدم على رمي نفسه من شرفة البيت الموجود في الطابق الثالث للعمارة، وسط دهشة وصدمة الجميع.
مصالح الحماية المدنية تدخلت بثلاث سيارات إسعاف، نقلت أربع جثث إلى مصلحة الحفظ بالمستشفى الجامعي ابن رشد بعنابة، إضافة إلى نقل رب الأسرة في حالة خطيرة إلى قسم الاستعجالات، وقد بيّن تقرير الطبيب الشرعي بأن الزوجة قد تلقت ضربة قاتلة بآلة حادة على مستوى الرأس أودت بحياتها بينما تم القضاء على الأبناء الثلاثة بطريقة الخنق وكتم الأنفاس، بواسطة حبل استعمله الجاني، في حين نجا الفاعل من الموت، لأن الإصابات التي تعرض لها أدت إلى كسور على مستوى الأطراف العلوية فقط، وسيعود مجلس قضاء عنابة للقضية في الدورة الجنائية القادمة في قضية مازال لغزها محيرا، لأن العائلة كانت تعيش في رفاهية، حيث أن الأب الجاني يملك حظيرة ترفيه، وزوجته الضحية مسيّرة لدار حضانة ملك لها، كما أن الأبناء الثلاثة الضحايا كانوا متفوقين في دراستهم وعلاماتهم ومعدلاتهم دائما فوق الـ15 من عشرين.
واللافت ايضا أن ربة الأسرة وأبناءها الثلاثة كانوا في الأيام السابقة قبل الجريمة المرعبة في عز العطلة الدراسية الصيفية، في بيت أهل الأم، يقضون بعض الوقت كما جرت العادة خلال العطل، وكان الزوج والأب الجاني يزورهم باستمرار، ويتناول في بيت أهل زوجته وجبات الغداء والعشاء، كدليل على أن العلاقة ما بين الجاني وزوجته الأولى على ما يرام حسب المحيطين من حولهما ولا يشوبها ما يعكّر صفوها باستثناء حكاية السحر والرقية، التي أوقعت الخلاف بين الضحية وجلادها، إلى أن تحول إلى مجزرة هزت ومازالت مدينة عنابة.