-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أخزوا الشيطان!

جمال لعلامي
  • 2018
  • 1
أخزوا الشيطان!

قال لي أحد المتفائلين من الذين يُقاومون اليأس والإحباط، إن الأغلبية المسحوقة، “فاقت” بعدما “كرهت”، وكان بمقدور الطبقة السياسية أن تحتضنها ولا تتركها “تفيق”، وذلك بأن لا توفـّر الأسباب والظروف التي تجعلها “تكره”، لكن أغلب السياسيين “فاقوا” هم كذلك بأن الأغلبية “فاقتلهم”، وهو ما جعل الهملة الانتخابية كمن “يتهرّس” في العرس!

كان من المفروض أن يلتقي هؤلاء وأولئك حول هدف واحد وموحّد، يدعو إلى الوحدة، لكن الظاهر أن الأنانية واصطدام المصالح أجّل التصالح، وأصبح هذا العامل الآن “خطر على النظام العام”، في ظل إنشاد كلّ جهة لمعزوفة “فولي طيّاب” بالرغم من أن”المرميطة” لم تعد تثير الشهية ولا تسيل اللـّعاب نتيجة “الذبّان” الدائر عليها وحولها!

نعم، إن الاختلاف رحمة، لكن أن يتحوّل الخلاف إلى “حرب مواقع وزعامات”، وتصبح “الفوضى المنظمة” تهدد الأمن والاستقرار، فمن الضروري أن يستفيق العقلاء والحكماء قبل فوات الأوان، وقبل أن يقع الفأس على الرأس، ويصبح المتهارشون نادمون يوم لا ينفع الندم ولا هم يحزنون!

كم هو جميل أن يتناقش هؤلاء وأولئك بالتي هي أحسن، ويتبارزن بالأفكار بدل التكسار، ويتنابزون بالحلول عوض صبّ البنزين على النار، لكن الحملة الانتخابية، كشفت مرّة أخرى، أن الطبقة السياسية مازالت بعيدة كلّ البُعد عن الهدوء والتهدئة، بل إنها تحوّلت إلى عود كبريت لإشعال الشارع بدل إقناعه وامتصاص غضبه!

لقد فشل المترشحون ومعهم الأحزاب الموالية والمعارضة، والنواب والوزراء والأميار والولاة والمنتخبين والجمعيات والتنظيمات الجماهيرية، فشلوا بالجملة والتجزئة في إعادة بصيص أمل إلى مضجع يُراد له أن يبقى غير آمن، فألا يعود هؤلاء وأولئك إلى رشدهم وكفى الجزائريين شرّ الفتنة؟

الجزائريون طوال الحملة التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من النهاية، لم يسمعوا سوى الوعود والعهود والكلام المعسول، مثلما شبعوا من عبارات السبّ والسباب والتراشق بالاتهامات، وكان المنتظر أن تتهاطل على”المتفرّجين” حلولا وبدائل قابلة للتجسيد، بعيدا عن الخدع السينمائية والبلهارسيا الانتخابية والفوبيا الحزبية التي دوّخت أصحابها قبل أن تدوّخ الرأي العام!

ما الذي يُمكن الاستفادة منه في حال بحث الجزائريون عن عصارة أو مستخلص الحملة؟ ماذا قدّم المتنافسون؟ ما الفائدة من الثرثرة و”الهدرة”؟ ما الدّاعي إلى النفخ في الرماد وتقليب المواجع ورشّ الملح على الجراح؟..ثم ألم يستفد هؤلاء وأولئك من الدروس؟ ولماذا الإصرار على الصعود نحو الأسفل والتقدّم نحو الوراء؟     

 

المفيد لكلّ الأطراف، أن “تخزي الشيطان” وتترك الكلمة للشعب وإرادته، حتى لا يكون الخاسر خاسرا والرابح خاسرا أيضا!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • algerien

    رأيي هو المثل القائل هكذا ولا اكثر