-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مخابر بعض الدخلاء تتلاعب بصحة المرضى

أخطاء التحاليل الطبية.. بداية رحلة الضياع في أروقة المستشفيات

وهيبة سليماني
  • 546
  • 0
أخطاء التحاليل الطبية.. بداية رحلة الضياع في أروقة المستشفيات

يقع العديد من المرضى في دوامة التحاليل الطبية الخاطئة وغير الدقيقة، ويدخل بعضهم في رحلة من التشخيصات والعلاجات التي تهدر أموالهم وتضيع أوقاتهم، وتسمح لبعض الأمراض بالتطور أو الانتشار، فلا ينفع بعد ذلك أي شيء، حيث أكد البروفسور عبد الحليم شاشو، رئيس الجمعية الجزائرية لمختبرات التحاليل الطبية، أن 70 بالمائة من التشخيصات الطبية مرتبطة بنتائج هذه التحاليل.

في الوقت الذي يعاني بعض المرضى من ارتفاع أسعار التحاليل الطبية، فإن الأخطاء التي قد تقع في نتائج هذه التحاليل، تكون أحيانا البداية لدخول دوامة البحث عن العلاج المناسب لإنهاء المعاناة، وقد يكون ذلك تضييعا للوقت مندون تشخيص العلة الحقيقية، وعلاجها بما يستدعي الشفاء منها، إذ أن بعض المصابين بأمراض معقدة أو مستعصية، يدخلون أيضا في دائرة المترددين على الرقاة أو المشعوذين.

عبد الحليم شاشو: 70 بالمائة من التشخيصات الطبية مرتبطة بنتائج التحاليل

وفي هذا السياق، قال البروفسور عبد الحليم شاشو، في تصريح لـ”الشروق”، إن بعض الدخلاء على قطاع الممارسة البيولوجية الطبية، ليست لديهم كفاءات من ناحية الشهادة الجامعية، وسمح لهم بممارسة التحاليل الطبية، مشيرا إلى أن القانون ينص على ضرورة إلزام شهادة طبية متخصصة للسماح بفتح مخابر طبية، لكن حسبه هناك ممارسات غير شرعية، فبعض العيادات وبعض المصالح السريرية لديها مخابر طبية وتفتقر لمختصين في البيولوجية الطبية.

واستغرب البروفسور شاشو، لممارسة بعض الحاملين لشهادات من معاهد وجامعات علوم الحياة، مثل علوم المحيط والبيئة وعلوم البحار وبيولوجية النباتات، للتحاليل الطبية الخاصة بالبشر على أنهم متمكنون من البيولوجية الطبية، وهذا الأمر الذي قد يجعل من بعض مخابر التحاليل الطبية أشبه بـ”بزنسة” تهدد حياة المرضى الجزائريين.

تشخيص خاطئ يساوي علاجا خاطئا

ومن جهته، أفاد الدكتور عادل عقون، نائب رئيس النقابة الجزائرية لمختبرات التحاليل الطبية، بوجود ممارسات غير شرعية في هذه الأخيرة، والتي تعتبر مهنة مستقلة بذاتها، وتتطلب مستوى أكاديميا وشهادة دراسات طبية متخصصة في البيولوجية، وتمارس من طرف صيادلة وأطباء، وقال إن اغلب التشخيصات الطبية مرتبطة بنتائج التحاليل الطبية، ونظرا لوجود بعض الثغرات القانونية أدى ذلك إلى العديد من المشاكل، موضحا أن تحاليل طبية خاطئة تساوي تشخيصا خاطئا، وعلاجا غير مناسب، وتضييعا للوقت والمال، والدخول في حالة تيهان، أو في دوامة أمراض أخرى.

عادل عقون: هناك ثغرات قانونية تقف وراء الكثير من المشاكل بالقطاع

 ودعا الدكتور عادل عقون، إلى ضرورة وضع نصوص وتطبيقات صارمة لمنع الممارسات غير الشرعية لمهنة التحاليل الطبية، مع استشارة خبراء المجال قصد إصدار مراسيم تنفيذية من شأنها تنظيم المهنة، ونبه إلى أن التحاليل الطبية الخاطئة إجراء أولي له دور هام في تفادي أخطاء طبية، فالتشريع يهتم بتقنين العمل الطبي منذ أولى تعامل الطبيب مع المريض، ويساهم التحليل الطبي، حسبه، في حصر نسبة حدوث الأخطاء الطبية، لما لها من دور ثابت كوسيط يسلط الضوء بصفة دقيقة على الحالة الصحية للمريض، ويمكن أن يصبح هذا الدور أكثر أهمية إذا نصت قوانين وإجراءات مهنية وطبية تفرض تقوية الدور الثنائي للفريق المخبري البيو طبي مع الفريق الطبي المتخصص في جميع مراحل التكفل بالمريض.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!