-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“أدّاتهم الحملة”!

جمال لعلامي
  • 3409
  • 3
“أدّاتهم الحملة”!

“أبو الفقراء”، “مانديلا”، “سفينة نوح”، “الملك”، “مول الفول”، “الزعيم”.. هي بعض التسميات والأوصاف، التي أطلقها مترشحون للمجالس “المخلية” على أنفسهم، أو “حرّشوا” موالين لإطلاقها عليهم، أو اختارها لهم عارفون بحالهم وأحوالهم، فتمّ استغلالها في الحملة!

باستثناء “الحركية” التي يصنعها بعض قادة الأحزاب، خلال الحملة الانتخابية، لم يتمكن أغلب المترشحين من استدراج مواطني بلدياتهم وولاياتهم إلى “عرسهم” الانتخابي في انتظار “يوم الدخلة”، حيث سيكرّ هؤلاء أو يُهانون بالصندوق وكلمة الفصل من الناخبين !

الكثير من “المتحرّشين” بأصوات الناخبين بالقرى والمداشر والبلديات المغبونة، “أدّاتهم الحملة” في هذا نوفمبر الذي يتذكـّر فيه الجزائريون، والعاصميون أكثر، “طوفان” باب الوادي الشهداء، فطوال 15 يوما من الهرولة والتسوّل والتوسّل عبر الأسواق والجوامع والشوارع، لم ينجح مترشحو الأحزاب في إثبات براعتهم وإبداعهم لفنون استدراج “بقايا” الناخبين!

فعلا، “أداهم الواد”، والسبب هو الاستمرار في “الهفّ” و”الفستي” و”التبلعيط”، المنهج الذي سئم منه الزوالية، ولذلك تكون في الغالب قاعات التجمعات الانتخابية فارغة على عروشها، باستثناء بعضا منها، والتي يتمّ ملؤها بالتجنيد والحشد وحتى بشراء “الكاسكروطات” ودفع “تشيبا” لكلّ مصفّق!

طريقة عمل الأحزاب هي التي شجّعت آلاف المترشحين على استسهال النضال وتبني “الهبال” خلال الحملة، قبلها وبعدها، فهل سمعتم مثلا، أن مترشحا في أيّ حزب كان، عاد إلى المواطنين بعد انتهاء الانتخابات، سواء كان رابحا أو خاسرا؟، وإذا كان الجواب بنعم، فهذا المنتخب أو المترشح، هو نموذج ينبغي الدفاع عنه ظالما أو مظلوما !

نعم، غياب الحساب والعقاب، من طرف الأحزاب، قبل وبعد الانتخاب، هو سبب “انتصاب” وتفرعن كائنات لا تستحق أبدا الاحترام والتقدير، ولذلك، هرب ويهرب المواطن كلما عادت التشريعيات والمحليات، فحصيلة وأداء النواب والأميار وأعضاء المجالس “المخلية”، البلدية والولائية، لا تشجّع على “المعاودة”، ولكنها تحرّض على الاختباء والاختفاء يوم الاقتراع !

الأحزاب كافأت “الباندية” بتجديد الثقة وإعادة الترشيح، والإدارة أغمضت أعينها في أحسن الأحوال عن الكثير من المشبوهين والمتورطين والمتابعين والمنبوذين و”المكروهين”، وهذا وحده يكفي لعدم إقناع المواطنين بجدوى “التغيير” والمشاركة في اختيار “ممثلي الشعب” بالبلديات والولايات، والأخطر من ذلك، هو عجز الأحزاب عن العثور على مترشحين “محترمين”، فيتمّ اضطرارا إلى الاستنجاد بالنطيحة والمتردية وما أكل السبع!

عندما يصرّ “الفاشل” على الترشح والفوز مجددا، في قائمة أيّ حزب، رغم أن حصيلة عهدته المنقضية كانت كارثية، فمن الطبيعي أن يشنق آخر عاقل نفسه بآخر شعرة في رأس فرطاس!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • دوادي

    تحية طيبة و بعد : ما تفضلتم به هو وصف الحالة العامة التي آلت إليها ظاهرة الانتخابات و التي تعكس مستوانا جميعا حتى أولئك الذين ينظرون إلى الأوضاع كسواح من المريخ ، إن السلبية و عجز من يعتقدون أنهم أحسن و الذين يتفرجون الآن سيجترون نفس الكلام يعد خمس سنوات بينما سيعود نفس المترشحون لعهدة أو هردة جديدة ، ثم من هي الأحزاب أليست من إنتاج هذا المجتمع ، يجب علينا ان نضع المثالية جانبا و نقيم وضعنا و ننضر في أسبابه لا في نتائجه فلا نكتفي بالظاهر لأن الوضع الذي نرفضه نحن من صنعه .

  • بدون اسم

    السلام عليكم
    شكرا ..
    .. نتمنو الخير لهاد الوطن الغالي ، علىنا أن نفكر جيدا
    و نتذكر قوافل الشهداء - ربي يرحمهم -
    .. كنت صغيرة وكانت والدتي تعلمني وتحفظني بعض الكلمات -وهي تبكي بحرقة -
    " طيارة صفرا حبسي ما تضربيش الله الله ربي رحيم الشهداء،
    من بعد عرفت وفهمت - 8 خوالي شهداء والقائمة مفتوحة من فاميلتي .. ؟؟
    وشكرا

  • نصيرة/بومرداس

    خلي الحملة تديهم....الله لا يردهم.