-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“أرقى من عمر المختار”.. علي الصلابي يتحدث عن فيلم الأمير عبد القادر!

نادية شريف
  • 3352
  • 0
“أرقى من عمر المختار”.. علي الصلابي يتحدث عن فيلم الأمير عبد القادر!
ح.م
الدكتور علي الصلابي والأمير عبد القادر

تحدّث الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي محمد الصلابي عن ضرورة إنتاج فيلم يتناول سيرة الأمير عبد القادر الجزائري على مستوى أرقى من “عمر المختار” الذي أصبح ملهما للكثيرين عبر العالم.

وأعرب الصَّلابي، وهو كاتب وداعية إسلامي من أصل ليبي، عن أمنيته في إنتاج فيلم عن الأمير عبد القادر، ونضاله وكفاحه، باعتباره من أبرز قادة العالم وأول من خاض حرب العصابات، وسجله حافل بالإنجازات التي تستحق الوقوف عندها بعمل مميز.

وقال الصلابي، المتخصص في التاريخ والفكر الإسلامي وتفسير القرآن الكريم: “أتمنى أن الأمة الإسلامية، خصوصا الشعب الجزائري والحكومة والدولة الجزائرية أن تعمل فيلم عن الأمير عبد القادر وعن نضاله وعن كفاحه على مستوى أرقى من عمر المختار”.

عمر المختار هو مجاهد ليبي قاوم الغزو الإيطالي لبلاده في الفترة من 1911 إلى 1931. لقبه الليبيون بـ”شيخ المجاهدين” و”أسد الصحراء”، وأسره الإيطاليون وعقدوا له محاكمة صورية قضت بإعدامه شنقا في 16 سبتمبر 1931.

وأضاف: “فيلم عمر المختار أصبح ملهما لأجيال، سواء العرب أو المسلمين أو الأحرار في العالم.. أصبح ملهما ويستدل به، وكذلك فيلم الأمير عبد القادر لا بد وأن يكون على جودة عالية من حيث الدقة التاريخية والتصوير والإخراج لأن كثير من الأجيال الجديدة لا تقرأ وإنما تشاهد”.

وتابع: “لما يكون عمل عظيم.. فيلم مركز على جهاده ونضاله وكفاحه وباعتباره من أكبر قادة العالم كرجل حر ناضل وكافح في سبيل قضيته العادلة ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى”.

وأردف: “يعتبر من أول من قاد حرب العصابات ضد الاحتلال يعني استلهم بعد ذلك الأمير عبد الكريم الخطابي وعمر المختار، لكن كان السبق للأمير عبد القادر، الذي تحتاج ملحمته وبطولاته إلى فيلم على نمط فيلم عمر المختار وأيضا  عبد الكريم الخطابي”.

ونشر الدكتور الشهير، في 2 نوفمبر الجاري، مقطع فيديو عبر قناته الرسمية على يوتيوب، تناول من خلاله الثورة الجزائرية كأحد أهم النماذج في مقاومة الاستعمار الفرنسي وكيفية استلهامها كدرس لكل من يدافع عن حريته وكرامته، خاصة في القضية الفلسطينية.

وسلط الضوء على التضحيات العظيمة للشعب الجزائري وصموده أمام القمع العنيف باستخدام الطائرات والمدرعات والتشريد.

كما استعرض كيف أسهم العلماء المسلمون، كـ الأمير عبد القادر، عبد الحميد بن باديس، ومحمد البشير الإبراهيمي، في ترسيخ قيم النضال وتوحيد الصفوف في الجزائر، وكيف دعمت جمعية العلماء المسلمين الشعب في بناء وعيٍ جماهيري.

بالعودة إلى موضوع الفيلم، كان الرئيس عبد المجيد تبون، قد أمر في 20 أكتوبر الماضي، لدى ترؤسه اجتماعا لمجلس الوزراء، بإطلاق مناقصة دولية في الإنتاج والإخراج من أجل إنجاز عمل سينمائي كبير حول الأمير عبد القادر.

وبحسب ما جاء في بيان لمجلس الوزراء حينها فإن الإجراء يهدف إلى “منح هذا العمل البعد العالمي، لما للأمير عبد القادر من رمزية سامية، بالنظر لمساره الذي أفناه في بناء الجزائر المعاصرة وإشعاعه الدولي، وما بذله في سبيل حماية الأقليات عبر العالم”.

وأوضح نفس المصدر، أن رئيس الجمهورية “وجه بفتح المجال أمام كل الكفاءات السينمائية الجزائرية والعالمية مع مراعاة المضمون المتفق عليه في دفتر الشروط”.

يشار إلى أنه في عام 2007 تم الإعلان عن بداية التحضير لفيلم حول الأمير عبد القادر، كأحد أهم وأكبر المشاريع الثقافية التي أطلقت على هامش تظاهرة عاصمة الثقافة العربية التي رعاها الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة شخصيا.

الملف رصدت له ميزانية 200 مليار سنتيم لإخراج فيلم وفق المعايير العالمية يليق بسمعة مؤسس الدولة الجزائرية كان هذا قبل أن يتوقف العمل لأسباب قيل أنها تقنية تتعلق أساسا بعدم الاتفاق حول السيناريو الذي سيتم اعتماده حيث رشح في البداية سيناريو بوعلام بالسايح قبل أن يعاد النظر فيه وتوكل مهمة الكتابة لسناريست آخر.

وفي عام 2017 خرج وزير الثقافة الأسبق عز الدين ميهوبي ليكشف عن تجميد الفيلم بسبب الأزمة المالية التي أثرت على كل القطاعات بما في ذلك الثقافة، وفي 2021 تم فتح الملف أمام القضاء، بسبب الميزانية الضخمة التي خصصت له دون أن يرى النور.

وفي عام 2022 أبدى المخرج والسيناريست والمنتج الأمريكي “رونالد ماكسويل” رغبته في إنتاج عمل سينمائي عن الأمير عبد القادر وقال خلال استضافته في “بيت الثقافة والفنون” بواشنطن دي سي، المؤسسة الثقافية غير الربحية، التي تديرها وترأسها الكاتبة الجزائرية المغتربة سهيلة بورزق بواشنطن، أن حياة الأمير عبد القادر لا يكفي لتغطيتها فيلم سينمائي واحد.

وفي أوت 2023 وقّع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون مرسوما رئاسيا ينقل بموجبه، الوصاية على المؤسسة العمومية المكلّفة بإنتاج وتوزيع فيلم الأمير عبد القادر إلى وزارة الثقافة والفنون.

وتكلّف المؤسسة المذكورة، بناء على مرسوم تأسيسها الصادر في أكتوبر 2021، بكافة مراحل إنتاج وتوزيع الفيلم السينمائي التي تسعى السلطات لإصداره حول تاريخ وسيرة مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الأمير عبد القادر، مع تولي مهمّة دبلجته وترجمته إلى عدّة لغات، لعرضه في دور السينما وقنوات التلفزيون حول العالم.

عبد القادر بن محيي الدين بن مصطفى، اشتهر باسم الأمير عبد القادر الجزائري، يعتبر من كبار رجال الدولة الجزائريين في التاريخ المعاصر ومؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورائد مقاومتها ضد الاستعمار الفرنسي بين 1832 و1847.

تتميز شخصية الأمير عبد القادر، وتجربته في مواجهة العدوان الفرنسي بالتنوع والثراء، فقد قاد الشعب الجزائري للمواجهة، والدفاع عن الوطن طوال 17 عاما حقق فيها الكثير من الانتصارات بالرغم من تقدم أسلحة جيش العدو.

كان تعليمه الديني صوفياً سنياً، أجاد القراءة والكتابة وهو في سن الخامسة، كما نال الإجازة في تفسير القرآن والحديث النبوي وهو في الثانية عشرة من عمره ليحمل بعد ذلك بسنتين لقب “حافظ” وبدأ بإلقاء الدروس في الجامع التابع لأسرته في مختلف المواد الفقهية.

شجعه والده على الفروسية وركوب الخيل ومقارعة الأنداد، والمشاركة في المسابقات التي تقام آنذاك، فأظهر تفوقا مدهشا.

بالرغم من استخدام الجيش الفرنسي الرصاص والنيران لإحراق القرى الجزائرية؛ إلا أن فرنسا عجزت عن احتلال الجزائر في بداية الأمر، واعترفت بهزائمها أمام الجزائريين الذين استخدموا الخيول والسيوف، فناشدت فرنسا كل الدول الأوروبية لإمدادها بالجنود والأسلحة المتقدمة.

وقفت أوروبا كلها خلف فرنسا، وأمدتها بالسلاح والجنود؛ في الوقت الذي خذل فيه حكام العرب الأميرَ عبد القادر فلم يستجيبوا لرسائله، ولم يقدموا له عونا، ونجحت فرنسا في إغراء بعض ضعاف النفوس بالمال؛ فخانوا وأرشدوا الفرنسيين عن الأماكن التي يوجد فيها الأمير، لينفى بعد القبض عليه إلى إسطنبول.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!