-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وجهات نظر

أريد راحتي.. لا أريد الجنّة!

أماني أريس
  • 4159
  • 33
أريد راحتي.. لا أريد الجنّة!
ح.م

تكثر مطالبهم، ولا تنقطع شكاويهم.. يبكون ويصرخون مثل طفل صغير. لا شيء يرضيهم، ولا تفسير لتصرفاتهم غير صغر العقل والخرف، لكن من عساه يدرك حجم الحسرة التي تملأ قلوبهم، والغربة التي تنهش دواخلهم.. كتلة هزيلة تخطّاها الزمن وجاز، وخانها الساق والساعد والعكاز.

كبار السنّ في مجتمعنا هم ضحايا مجتمع تنكر لهم، وارتدى ثوبا ليس على مقاسه، هم المنتسبون إلى عصر العائلة الكبيرة التي لا ينفصل فيها الأبناء عن والديهم، ويدينون لهم بالبرّ والتقدير طوعا، وجدوا أنفسهم فجأة في مواجهة مصير لم يتوقعوه، ربما رحل أبناؤهم عنهم واحدا تلو الآخر، أو وضعهم أرذل العمر تحت رحمة الكنّة.. وهنا تكمن المحنة.

ألقيت عليها تحية الصباح فرأيتها تلوح لي بيدها وتطلب مني الاقتراب، وما إن وقفت أمامها، حتى أجهشت بالبكاء وانطلقت تشكو حالها مع الوحدة وهي التي أنجبت ستة أبناء، توفي رفيق دربها قبل سنوات، بناتها الثلاث تزوجن في مدن بعيدة، وبقيت تعيش مرتحلة بين منازل أبنائها الثلاث، تغتالها تأفّفات زوجاتهم ومعاملتهن الفظّة في اليوم ألف مرة، ختمت المسنّة المسكينة شكواها بكلام استوقف تفكيري: “ما ربحت غير القاورية ما ولدتهم ما استنات يعلقولها التّاج”.

 قبل أن يتخلى الغرب على نظام العائلة الكبيرة التي تجمع الأبوين الكبيرين وأبناءهم تحت سقف واحد، وقبل أن يصبح للمرأة أدوار واهتمامات أخرى خارج نطاق بيتها، وتصبح لا وقت ولا طاقة لها حتى لرعاية أطفالها فضلا عن رعاية حمويها، أحدثوا “فرمطة” تدريجية للذهنيات، وأعادوا شحنها بثقافة جديدة تمنح الفرد مساحة شاسعة من الاستقلالية، ثم أرسوا نظما مدنية تلعب فيها المؤسسات أدوار الأسرة التقليدية، دور الحضانة للطفولة، ودور اليتامى، ودور المسنين، والمطاعم…الخ

 لقد أسسوا فكريا  للحياة الفردانية قبل أن يرسوها على أرض الواقع، أما فردانيتنا جاءت قبل أوانها خدّجا مع سبق الإصرار، ودون تسبيق الإنذار، متناقضة مع تعاليم ديننا وقيمنا وثقافتنا، فوجدنا أنفسنا نتخبط في شبكة من العلل الاجتماعية. أبرزها هذا الفراغ وخيبة الأمل التي يشعر بها المسنّ بعد افتراقه عن أبنائه، أو شعوره بأنه عالة و فرد من الدرجة الثانية في بيت تحكمه كنّة لسان حالها يقول: أريد راحتي.. لا أريد الجنّة!.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
33
  • شيخ لم يشيخ بعد

    2 أشحال في عمرك ياسوسو ؟ المتتبع لتعليقاتك يضعك في 80 عاما ومريضة، أمي الحاجة ربي يرحمها في سن 80 كانت في قمة المرح وحب الحياة ( تجاوزت 100 عام ) ومعظم نكتها جاءت بهم من الحج بحيث اصبحت دارها محج لكل مكتئب وحزين يسعى لطلب الأبتسامة ( صلاة الكثير بلا وضوء ، دعواة لكحالش ، تقليد حديث عرب المشرق ، مضع العلك وقت الصلاة في مسجد الحرام ، وتناول المكسرات اثناء التراويح . الهجوم على الشيطان وهو ماكانش .الحديث مع الحجاج بالإشارات

  • علي

    تابع
    من جهة اخرى الله امر بالاحسان ووعد عباده المحسنين بالخير الكثير ومعلم شرعا ان الاحسان هو اعلى درجات الايمان والكمال في الدين وامر الله بالاحسان مع كل الناس المؤمن والكافر والبر والفاجر وحتى مع الحيوان وحيث المرءة والتي سقت الكلب فدخلت به الجنة وهذا وحده يكفي لان يوكون اول الناس بالاحسان هم الوالدين خاصة بعد عجزهما اي كبرهما
    وهنا اقول ان بعض الوالدين قد شاركو في عقوق ابنائهم لهم ولكن من ناحية اخرى فان الولد مهما بلغ اساءةوالديه له فانه لايجوز له عقوقهما
    ولعله فتنة لينظر الله ايصبر ام لا فليصبر وليعلم ان الاجر يضاعف له

  • خالد

    بسم الله الرحمان الرحيم اولا هدا من العقوق لان الله اكد في غير من موضع من ايات القرءان على طاعة الوالدين حتى قرنها بعبادته منها (الاية 83 من سورة البقرة و النساء الاية 36 والاسراء الاية 23-24 والانعام الاية 151 وامر بطاعة الوالدين حتى وانكانو مشركين سورة لقمان الاية 14-15) و اما من الاحاديث النبوية فيكفي انه فضل القيام على بر الوالدين على الجهاد في سبيل الله كما ذكر الحديث و
    من ناحية اخرى ان الله امر بصلة الرحم في غير من موضع في القرءان واوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم وبر الوالدين اولى في صلة الرحم يتبع

  • ilyas aouadi

    موضوع جميل احسنت

  • Moh

    أول مرة ألتقي مع مقاربة واقعية جديرة بالاحترام. الباقي هو تعميمها وتوحيدها لتصبح اتجاها اجتماعيا وسياسيا تجتمع حوله كل الجهود في كل المجالات. بما فيها مجال المال، توزيع العمل، الانتاج والاستهلاك، العدالة الاجتماعية، ليصل الامر الى الأدوار الاجتماعية والعلاقات الاجتماعية، حتى تتبلور فكرة الثورة على الأمر الواقع الذي أريد له أن يكون منذ أكر من قرن. لو لا تتوحد الجهود سنبقى نتباكى على ما فات دون حتى المحاولة.

  • لؤي الراوي

    الغرب لا يفرخ كالارانب ليبق ارنوب يقوم بجدته
    الغغرب الكل يعمل و الاطفال تحرسهم المربية
    الغربسماها دور المسنين لكي يلتقي المسنون و يدعموا بعضهم
    نحن فقط لدينا هوس بالحفاظ على حب الام لنقتل حب الزوجة لان حب الزوجة يعلي من قيمتها ونحن لا نريدها سوى وعاء للانجاب
    هل ترك الجد مع اقرانه مع العناية افضل ام تركه في المنزل مع مراة مستعبدة
    لا احد يفكر لانها عالم ثالث لا مخ له

  • واحد أونص

    25 أنا لم أتهم لا محمد بهلول الجزائري ولا غيره بالتحجر الفكري وأجهل إن كان قد حدث إنما قلت أن المعلقين الأجاتب سورتو لبخاخش هذوك اديال لمراركة الذي يتدخلون في شؤوننا ويفتون جهلا في المسائل الدينية ويكلحوننا بالخرافات والشعوذة حابين يحشيوهانا باصلات انبي ماهم سوى مجرد كائنات ذات ذهنيات معاقة وفكرا متخلفا أومايحشموش

  • واقعية

    الله يهدي امثالك ناس تبحث عن المشاكل والله عجب يا امراة الدنيا ما دوم لواحد المراة الذكية تاخذي الراي و اسرقي الصنعة بالحذاقة مدام هي طيبة معاك و فرحي راجلك بشطارتك و انك تحبيه و اي راجل يحب اكل امه عادي احسبي روحك في عطلة يجي نهار كلش يفض و تولي دائما في دارك مع ولادك مهيش مشكلة تفضحيها هنا سبحان الله الناس تبحث على الهنا و العشرة و اللمة في رمضان الله يهديك

  • واحد برك

    الى احدكم (ج) اظن ان محمد ب رد عليك بشكل غير مباشر من باب ان ديننا كفل حق الوالد والولد. انت تنعتنا بمتحجري العقول وانا اقول ان كان تحرير العقل في علوم الدين فالحمد لله انني متحجر وان كان في هلوم الدنيا من اقتصاد فيزياء اعلام آلي رياضيات فوالله ما طاب منا ربنا وماكان سلفنا من المتحجرين بل سبحانه امرنا بالتفكر واستعمال العقل ونبينا قال لنا انتم ادرى بشؤون دنياكم (زراعة النخيل في الحديث كمثال طبعا). فالمشكلة هي ان العلمانيين المتعالمين يرموننا بتحجر العقول والواقع انهم هم من كذلك. كي نهدرو على الدين تقولولنا الناس طلعت للقمر وانتوما مزلتو في الجلباب والسنة و و. اه اطلعونا للقمر راكم طولتو

  • Lydia

    السلام عليكم
    عندما يتزوج الفرد فبذلك هو سيصبح مسؤول على أسرته و حياته و مستقل
    يعني راك كبير لازم تستقل ف حياتك .
    و كي تعيش وحدك مع زوجتك و تأسس عائلة مثل ما عملوا والديك ماهوش معناته راك تتخلى على عائلتك .. لا بالعكس، لا تقطع صلة الرحم، زورهم كل ثلاثة أيام.. يومين .. أو اسأل عليهم باتصال هاتفي.. نفس الشيء للمرأة .. بالعكس أحسنوا للوالدين ♡
    يعني لي يقدر يستقل ف حياته لما لا؟
    و المرأة لما تطلب ذلك إنما ليس تخييرا بينها و بين الوالدين..!
    فهذا رأي و رأيها أنها تأسس أسرة حقيقية مع زوجها فيها خصوصية!

  • أحدكم (ج)

    22 تلك وجهة نظري المعبرة عن قناعتي والتي لم تكن مبلورة بذاك الشكل قبل بداية الإرهاب ( شابا وقتها ) وإن بدت لك وللغير ناقصة أو خاطئة وقد تحتمل ذلك والعكس قائم أيضا فأنا صادق ومقتنع بيما أقول ، كذلك أتمنى من كل قلبي لك ولكل أبناء وطني العزيز كل الخير ومن بينها أن يكون شهر رمضان وكل الشهور مباركة وتعود على الجزائريين بالخير . ( يعجبني الحل بزاف كيقوللي واحد جزائري راك غالط ) صح افطورك

  • Zohir

    الى صاحب التعليق" 2" ( احدكم): ختمت كلامك ب صح رمضانكم. و لكن هل بقي بعد كل ما قلته رمضان؟؟؟؟!

  • .

    20 خاص برقم 1 مع التوضيح حسب الظاهر أن أمك رحمها الله توفيت وأنت طفلا وأنك متزوج 3 مرت ومطلق مرتين

  • كذلك يقولون

    لا أصدقك ، قد تكون أكثر الناس عقوقا .

  • .

    16 تلك ليست نساء إنما مجرد إناث ، ربما وقت أن تتزوجين ستجدين ذلك شيئا عاديا إن كنت مثلهن أما إن كانت طينتك غير ذلك فستجدين متعة في أن تصبح لك أمتين بدلا من واحدة .

  • أُسامة

    شكرًا للأخ الكريم محمد ب على تعقيبه الطيب وتذكيره أيانا وجزاه الله خيرا.
    (في كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ.) ما أعظم ديننا لو عرفناه!! رمضان سعيد للجميع.

  • سامي

    السبب الأول في رأيي في المعاناة التي يكابدها الأولياء سواء كانوا في ديار العجزة أو في بيوتهم لوحدهم هو الأنانية وحب الذات التي تطبع بني البشر، خاصة اذا لم يتلقوا تربية كافية عن حقوق الوالدين ومكانتهم في حياتنا. زيادة على اهتمام الإنسان المبالغ فيه بالمادة، تجعله قاسي القلب و لا يعير أهمية لمن يعيش معه، بل و يحاول جادا أن يلبي رغباته أولا، ويستمتع بكل ما أوتي من مال في الملذات الزائلة الدنيئة في هذه الدنيا.

  • صالحي امنة الجزائر

    والله العظيم الشيء الذي لا استطيع استعابه هو لماذا بعض النساء يقمن باحتقار امهات ازواجهن في الوقت الذي لا يرضين ان يهين احد امهاتهن ولو اننا فكرنا بالمنطق وكل امراة عاملت حماتها مثل معاملتها لامها ما كان يحدث ما نشاهده من كوارث .... حسبي الله ونعم الوكيل

  • محمد ب

    **) أمّ قضية الوالدين فهما أيها العبد أو أيتها الأمة جنّتك أو نارك (خلودا) لا 100سنة(على الأكثر) كالدنيا.
    ربط الخالق تعالى عبادته بطاعة الوالدين(وقضى ربك ألاّ تعبدوا إلاّ إياه وبالوالدين إحسانا). وكما تدين تدان , هناك إثنتان يدفع صاحبهما الثّمن في الدنيا قبل الآخرة :1) عقوق الوالدين , 2) والخيانة الزوجية.
    أحدهم قام بكلّ ما يلزم نحو والدته ثمّ سأل ـ هل أديت لها حقّها ؟ قالوا : لا ... كانت هي تقوم بذلك وتقول في نفسها (حتى يكبر) وكنتَ تقوم بذلك وتقولُ (حتّى تموت). فاختلفت النيات.
    اصح يا نائم ووحد الدائم.

  • محمد ب

    3) نعود إلى المخلوقات البشرية التي تؤمن بخالق الوجود وقوانينه , فهولاء عليهم أن يعلموا أنّ سبب وجود البشر على الأرض ما هو إلاّ إمتحان ليوم معلوم :((قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)).فيأتمروا بأوامره وينتهوا عند نواهيهمن ذلك أفعال الخير في الدنيا هي عملت الآخرة إنطلاقا من:(يْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ شَرفَ كَبِيرِنَا)وانطلاقا من (في كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ.).من هنا وغيره يأتي الرصيد الأخروي فالدنيا ساعة الحاذق يغتنمها في الطاعة.

  • محمد ب

    2) هولاء الماديون تخلّصوا من قوانين ربّ الوجود وعوّضوها بقوانين فردية تخضع لأهوائهم ونزواتهم الدنيوية كأنّ ربّت البيت تلهث وراء هواها المادي فلا تسأل عن ضروريات بيتها كإرضاع أبنائها والنوم في حضنها والتّغذي المعنوي من رائحتها , فما بالك أن تقوم بخصوصيات زوجها أو حتّ والديه فهي لا تنتظر جزاء آخرة ولا تعتقد في ذلك, والزوج ما عليه إلاّ أن ينفذ مطالبها فهي بالنسبة له مصدر لذّاته فيقبلها بشروطها فيتخلّى عن معيلهم كالوالدين فتفتح له العلمانية المادية تعويضا (دور العجزة) يرمي به أعز وأقرب ما له ظنّا منه أنه أفادهما في جانبهم المادي أمّا الروحي فلا يهمه فهو لا يعتقد في ذلك.

  • محمد ب

    1) قال الخالق الذي لا يؤمن به الملاحدة والعلمانيون الماديون:(مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ).
    وهذه طبيعة البشر , هناك من إنبهر بالدنيا ومادياتها وزخارفها فأراد أن يتلذذ فيها فأنكر أسباب وجوده على الأرض وربّ أنكر حتّى أنه مخلوق فتناسى أنّ مدّة عيشه ظئيلة, وظنّ أن القرن أو العصر الذي هو فيه خارج نطاق الرسالات الربّانية, فحدد على هذا الإعتقاد مصيره وارتبط بدنياه بكلّ أنانية فردية يرفض مساعدة غيره وبأنانيته الذاتية يؤذيهم .ولا ينتبه من إنتفاخه الدنيوي إلاّ آخر لحظاته. أولئك الذين تجرّدوا من أوامر الخالق ونواهيه علمانيون ماديون وملاحدة.

  • ميتووو

    نمط حياة الغرب في تأسيس دور العجزة وحشدهم فيها هو عقوق لا يختلف كثيرا عن حال مجتمعاتنا التي يتحمل أفرادها معاناة هذه العجوز في تركها تواجه منفردة لنوازل الدهر

  • أحدكم (ج)

    الفقرة الموضوعة بين قوسين في التعليق رقم 2 منقولة حرفيا من مقال موضوع التعليق فمعذرة عن عدم الإشارة ( الموت الرحيم أفضل من عيش الجحيم ) تقليدنا الأعمى للجميع بدائيون كانوا أم متحضرون بشكل غير مدروس هو من جعلنا قردة من نوع خاص ، تقوقعنا بفعل جمود ذهنياتنا هي من جعلتنا نتخبط في شبكة من العلل الاجتماعية كما أشارت الأخت أماني مشكورة . كذلك عدم اقرارنا بفشلنا بفعل فردانيتنا أساس تخلف فكرنا وجمود ذهنياتنا هي أساس كل مآسينا وقد يكون أحد العوامل المؤدية حتما إلى أنقراضنا .

  • سرحان الهادي

    التي حرمت الإنسان من إنسانيته بحرمانه من الحياة الروحية التي هي كُنه الإنسان وحوّلته إلى كائن مستهلك تقوده الأقليات الحاكمة بغرائزه مستعملة من أجل ذلك تصُّصَات علمية في سلوك الإنسان صنعتها كي تحكم بها القطيع وتوجهه الوجهة التي تريد. علينا إذن أن نبدع نظاما اجتماعيا عائليا فعّالا منتجا يكفل حريته للفرد ويتيح له التعبير عن عبقريته وطاقاته الكامنة مع المحافظة على نبل قيمنا الأسرية وقدسية روابطنا العائلية.

  • سرحان الهادي

    لتفادي كل لبس بشأن تعقيبي الذي يبدو خارجا عن موضوع المقال ولكنه في الواقع مرتبط به كل الارتباط، أقول أن معاناة شيوخنا في دار العجزة هي معاناة كل المقيمين في أواخر أيامهم بمثل هذه المؤسسات: الوحدة، الفراغ، الشوق إلى الدفء العائلي، الشعور بالضياع وفقد لذة العيش والاحساس بسخافة الوجود، إلخ... كل هذا طبعا نتيجة لزوال القيم العائلية التقليدية وانسياق المجتمع الجزائري وراء نمط العيش الغربي والثقافة المادية. ما قصدته في تعقيبي هو أن خروجنا من التخلف الحضاري يستدعي طبعا التخلص من سجن الثقافة الظلامية اللهوتية التي ورثناها عن القرون الغابرة دون أن يعني ذلك استنساخ تجربة الظلامية المادية الغربية التي

  • سرحان الهادي

    القتل الرّحيم: Euthanasie

  • سرحان الهادي

    يفيدنا طبعا في بناء تجربتنا الخاصة أما تقليد الآخرين كالقردة فذلك خزي وعار وانتحار جماعي ودليل على ضعف الشخصية وقلة الهمة وقصور الفكر وفقر الخيال وانعدام العبقرية. وبدون عبقرية واصرارعلى خوض تجربة خاصة لا سبيل للإقلاع وبناء حضارة.
    الإقلاع يبدأ حين ندرك أن الخلاص من ظلامية القرون الوسطى اللهوتية لشعوب الشرق الأوسط لن يكون بالارتماء في الظلامية المادية لقطعان الشعوب الغربية. من لم يفهم أن دعاة الظلامية الشرقية و مروجو الظلامية الغربية هم كلاهما تعبير عن نفس الشر فهو لم يفهم شيئا.

  • سرحان الهادي

    وكذا من المقيمين فيه، إلخ...
    رغم كثرة الأعمال السينمائية والتيلفزيونية التي سعت إلى كشف ما يحدث في مراكز ودور الشيخوخة و مايتعرض له المساكين الذين رماهم قدرهم فيها، إلاّ أن نبل أهداف هذه الأعمال الفنية لا يستطيع شيئأ ولا يقدر أن يغير الأوضاع لأن كسر مخالب ووأنياب التنين الرأسمالي يعني ثورة ثقافية أي فرض رؤية مغايرة للحياة ونمط فكري جديد وهذا ما لا تقبلة الأقلية المافياوية الحاكمة.
    إذا أردنا إذن أن ننجح علينا أن نشقّ سبيلنا في هذه الحياة ونبدع فكرنا الخاص ونبني نموذجنا الثقافي الاجتماعي الذي يتماشى مع شخصيتنا واحاسيسنا وطموحنا في هذا الوجود. الاطلاع على تجارب الأجناس والثقافات الأخرى

  • سرحان الهادي

    أود أن أشير إلى أن الشيخوخة في الغرب ليست جنة كما يظن البعض. صحيح أن الأمور تعالج بعقلانية عند الأمم المتقدمة في حين أن فكر القرون الوسطى لا زال سائدا عندنا لكن ذلك لا يعني أن النمط الغربي ينبغي أن يكون مبتغانا ومثلنا الأعلى. دور العجزة في الغرب ليست أماكن للعيش بل هي أماكن لانتظار الموت والموت في أسرع وقت ممكن لأن ضيوف هذه الدورفي منظورالثقافة الرأسمالية السائدة (أي الطاغية على الوعي واللاوعي، المقرّرة سلوك الفراد والموجّهة حياتهم) غير مفيدون للمجتمع ومكلّفون اقتصاديا لذلك يتعرضون للضرب والإهانات ويتعرضون للقتل الرحيم و كثيرا ما نسمع بحريق مهول نشب في دار العجزة الفلاني وراح ضحيته كذا

  • سرحان الهادي

    تذكّرتُ ما حدث لعجوز بعد رحيل بعلها. لم يتقدم أحدُُ أبنائها وهم كثير ليقولَ أنّه يرغبُ أن تعيش أمُّه في بيته ويتعهد بالحرص على راحتها وسعادتها بل أجمعوا كلٌّهم على أن تسكن شهرا عند كل واحد منهم بالتداول. كانت المسكينة تجمع متاعها القليل نهاية كل شهر وهي تُسمِعُ عويلا تقشعرُّ له الأبدان ثم تصرخُ: "آيمَا!.. آربي!.. لو كان لي معاش لما استثقلوني..." لم تلبث أن تدهورت حالتها النفسية وقواها العقلية وصارت لا تتوقف عن النحيب والصياح فجعلوا يربطونها بوثاق خوفا من أن تخرج وتهيم في وجهها. ظلت المسكينة على تلك الحال إلى أن غادرت إلى دار البقاء. اللّهم ارحمنا وارزقنا حسن العاقبة واجعل آخر أيامنا يسرا.

  • أحدكم (ج)

    هم خططو فكريا للعناية بتربية أطفالهم قبل أن يؤسسوا للعناية بشيوخهم بيبنما نحن بإهملنا للفكر واستسلامنا للأحلام البدائية أهملنا تربية الأطفال فكريا فنتج تعذيب الجميع وقمع الضعفاء والمسنين(لقد أسسوا فكريا للحياة الفردانية قبل أن يرسوها على أرض الواقع )تمسكهم بالحياة جعلهم - ذوو الفكر - يعتمدون الفكر كأساس للتخطيط والبرمجة العقلانية لتسهيل حياتهم في كل شيء بينما أعتمدنا نحن - ذوو الجهل - وجعلنا الآخرة كهدف أسمى من الوجود وتعاطينا مع الحياة على أنها متاع الغرور وأخذنا نهيء أنفسنا للفناء لاشعوريا بفعل قوة ضلال قاهرة خضوعا حالة ضعف لبائعي أحلام اليقضة من بقايا الكائنات البدائية(تشكر وصح رمضانكم)

  • عبد الغني

    أقسمت أن لا أتزوج إلا بالتي ترضى العيش مع والدي و إلا فالعزوبية أرحم لي من أن أعق والداي و أخسر آخرتي فنساء اليوم أصبحن يخيرن الرجال بكل صفاقة بينهن و بين والديهم و الويل عند الله لمن رضخ للإبتزاز، إنه الإختبار الأعظم أيها الناس فيا عباد الله اثبتوا فعن قريب سنرحل عن هذه الدنيا الفانية و كما تدين تدان هذا في الدنيا أما في الآخرة فهو العذاب الشديد، كذلك العذاب و لعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون.