-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أزواج مغتربون لأجل العمل.. هل يحتاج المال كل تلك التضحيات؟

نسيبة انتصار علال
  • 2379
  • 0
أزواج مغتربون لأجل العمل.. هل يحتاج المال كل تلك التضحيات؟

يتبع الرجال أحيانا سبلا صعبة نحو كسب الرزق، حتى يوفروا لأسرهم حياة كريمة ومستقبلا مضمونا، قد يكلفهم ويكلف زوجاتهم تضحيات جساما، خاصة إذا ما اضطرهم العمل إلى التغرب عن الديار، ليعودوا للاستقرار بعد دهر من الكد، وقد ضيعوا عنهم أجمل سنوات العمر بذكرياتها مع زوجاتهم وأطفالهم.

كيف تعوض زوجات المغتربين الفراغ العاطفي

الزوج، هو الشريك الذي تحتاج اليه المرأة كي يقاسمها متاعب الحياة، تستند إليه إذا ما مالت من حمل المسؤوليات وتعب الانشغالات اليومية، وتزيد حاجتها إليه في حضور الأبناء، حيث تصعب التربية بوجود طرف واحد فقط، مع هذا، فإن كثيرا من الأزواج يتخذون قرار الانفصال المؤقت من أجل تحسين الظروف الاجتماعية، وعادة يغادر الزوج تاركا وراءه أسرة ناقصة، بحثا عن مستقبل مريح لها، لتبدأ الزوجة رحلة الكفاح في غيابه، ولتتمكن من سد الفراغ العاطفي الذي ستعاني منه هي وأبناؤها.

 قد يستلزمها الأمر تضحيات استثنائية، منها أن تؤجل طموحاتها الشخصية ومشاريعها لتكون إلى جانب أطفالها دائما.. هي حال السيدة شهيرة، 37 سنة، تروي لنا كرنولوجيا تضحياتها منذ غادر زوجها للعمل كإعلامي في الخليج: “قبل أربع سنوات، كنت قد وضعت طفلي الثالث للتو، استقلت من عملي في عيادة خاصة، وكان علي أن أؤجل مشروعي لتربية صغيري، بعد مرور هذه السنوات، مازلت غير قادرة على ترك أطفالي بمفردهم في المنزل، أو حرمانهم من الخرجات والرحلات المشتركة، أحصل على مال وفير من زوجي، لكنني في حاجة إلى إثبات نفسي كسيدة ناجحة، وهذا ما قد يكلفني التضحية بالاستقرار النفسي لأسرتي، وخلق فراغ عاطفي لديهم”.

المال مقابل الاكتمال

تتواجد عائلات كثيرة رفقة بعضها، لا ينقص فرد في المناسبات، ولا يغيب عن طاولة العشاء آخر، بالنسبة إليهم ذلك الجمع أهم بكثير من المال، فيرضون عيش الظروف الصعبة، ويتقبلون المعاناة مع الديون وانعدام ظروف الحياة المريحة، على ألا يغادر والدهم بعيدا عنهم، فلا يشعرون بالأمان.

في الجانب المقابل، تفضل أسر كثيرة التضحية باكتمالها على أن تعيش معا في وقت لاحق وفي ظروف أحسن، تقول رابحة، بعد 17 سنة من اغتراب زوجها في فرنسا: “عندما حصل زوجي على فرصة الهجرة، قررنا ألا نقطع دراسة أبنائنا هنا، واخترنا أن نربيهم وسط مجتمع محافظ أفضل، لطالما شعرنا بغصة الفراق في الأعياد، والأعراس والمناسبات، خاصة في رمضان، عندما تجتمع العائلة، بعد سنوات، أصبح بإمكاننا الجلوس معا حول زوجي في فناء منزل أوسع، مكتفين ماديا، نقيم عطلنا معا، وأصبحت معاناتنا السابقة مجرد ذكريات”.

مغتربون يشكون عدم التقدير

مسؤوليات مضاعفة وحياة مرهقة مقابل نعيم الأسرة في الوطن

في الوقت الذي تعتقد فيه سيدات كثر أنهن الوحيدات اللواتي يقدمن تضحيات جساما نظير هجرة الزوج للعمل، وأن هذا الأخير يستمتع بحياة ممتعة بعيدا عن المسؤوليات، يؤكد أزواج مغتربون أن معاناتهم أكبر، ومسؤولياتهم مضاعفة، فليس من حقهم الاستسلام عند التعب، لأن هناك أفرادا في الضفة الأخرى ينتظرون إعالتهم، وتقديم حياة مريحة لهم، وكما أن الزوجة تلعب دور الأب في غيابه، يكون على الزوج أن يعتني بنفسه في غياب زوجته.

يشكو سفيان الذي غادر الجزائر نحو ليبيا قبل أشهر، جفاء بعض الزوجات، ويدعوهن عبر فيديوهاته إلى أن يحسنّ عون شركائهم: “لا يتوجه الرجال للغربة من أجل اللهو والاستمتاع بأوقاتهم، إنهم هنا لكسب أغلى لقمة عيش تتاح أمامهم، في وقت فراغهم عليهم أن ينظفوا مأواهم، وملابسهم، ويطبخوا لأنفسهم، هذا مختصر حياة المغترب لتنعم زوجته براتب محترم تنفقه بسخاء وهي مرتاحة في بيتها”.

مقالات ذات صلة
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!