-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أزواج يطلقون كي لا يلتقوا في الجنة

ليلى حفيظ
  • 2634
  • 0
أزواج يطلقون كي لا يلتقوا في الجنة
بريشة: فاتح بارة

كلما ازددت وعيا ازددت شقاء. والجهل نعمة أحيانا. هذا، أقل ما يسعنا قوله، بعد إدراكنا لحال ومآل بعض المُتفيهقين والمتفيقهات من الأزواج، الذين تبحروا في دينهم، إلى أن أدركوا أن زوجهم في الدنيا هو زوج الآخرة. فعقدوا العزم على تغيير قدرهم بالطلاق. رفضا منهم لأن يتعذبوا مع نفس الشريك في الدارين.

مُكْرَهٌ أَخُوكَ لَا بَطَلٌ..

صادفت، منذ فترة، صورة “ميمز” تظهر فيها الفنانة المصرية، عبلة كامل، وهي تلطم خديها بطريقة تراجيدية، لأنها علمت بأن زوجها في الدنيا سيكون زوجها في الجنة.. الصورة كانت كوميدية مضحكة. ولكن، تعليقات أغلبية المتابعات كانت صادمة مفجعة، إذ أعربت أكثريتهن عن صدمتهن، وبأنهن يرفضن أن يكون شريك حياتهن في دار الفناء هو نفسه شريكهن في دار البقاء. وعلقت سعاد: “أنا، ما عجبتنيش الفكرة. أكيد، كاين مخرج لهاذ الحصلة”. في حين، ولولت يسرا: “يا ويلي. يعني، عذاب في الدنيا وعذاب في الآخرة.”. أما أحلام، فحاولت تطمين المفجوعات بقولها: “هذه المعلومة مغلوطة. أنا سمعت شيخا بالتلفزيون يقول إن الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت وما لا يخطر على قلب بشر. يعني، إذا أردت الاستمرار مع زوجك في الدنيا، فلك ذلك. وإذا أردت رجلا آخر، فلك ذلك أيضا. يعني، كل الطلبات مجابة”. كما استنكرت صابرين الأمر، وأكدت: “لا أظن. فالله يبتلي في الدنيا. ولكنه يجازي ويرحم في الآخرة”. كما استعاذت أم إسحاق من ذلك المصير، وقالت: “بعيد الشر. لا أستطيع الاستمرار في تحمل زوجي حتى في الجنة”. إلى غيرها من التعليقات التي توحي وكأن أغلبية المتزوجات مكرهات على العيش رفقة أزواجهن. ويتمنين الفكاك منهم على الأقل في جنة النعيم.

أوهن البيوت

يقول الله- تعالى- في محكم تنزيله: “وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت”. وللأسف، بيوت بعض المتزوجين باتت بذات الهشاشة، التي قد تجعلها تنهار لأهون سبب. بدليل، أن هناك فعلا من صار ينفصل عن شريك حياته، كي لا يكون زوجه في الجنة. وكأنه ضمن دخولها. فالأمر، لم يعد يقتصر على سجالات وتبادل آراء وتعليقات، على مواقع التواصل الاجتماعي فقط، وإنما امتد، ليتحقق على أرض الواقع. تذكر نسيمة مقدار صدمتها، عند سماعها السبب الذي جعل خالها يرفض إرجاع زوجته إلى عصمته. تقول: “أنه شيخ عنيد عصبي، وصعب المراس. عانت معه زوجته الأمرّين، طوال مشوار حياتهما الزوجية. ولكن، لما تقدمت بهما السن باتت تعمد أحيانا إلى التمرد عليه. الأمر الذي دفعه إلى تطليقها، وهما في أرذل العمر. فصار يعيش وحيدا، في ظل معاناة بناته وأخواته في سبيل خدمته وتمريضه، ما دفعهن في النهاية إلى الاستماتة لأجل إقناعه بإعادة طليقته إلى عصمته. الشيء الذي كان يرفضه بشدة، ويُبرر موقفه بنشوزها وبعصيانها له وبأغلاطها الكثيرة. ولكن، من ضمن كل ما كان يذكره، استوقفني دافع وحيد لإصراره على عدم العودة إليها. وهو قوله: “لقد

سمعت إمام المسجد يقول إن زوج المرء في الدنيا هو زوجه في الجنة. وأنا لا أريدها أن تكون زوجتي في الجنة.”

الشجرة التي تخفي الغابة

ومن خلال حضورها الكثير من جلسات الصلح بالمحاكم الجزائرية، تؤكد دكتورة علم الاجتماع العائلي، سعاد. ت، أنه “كثيرا ما يذكر بعض الراغبين في الطلاق عدم رغبتهم في أن يكون شريك حياتهم في الدنيا هو ذاته في الجنة، من ضمن دوافع إصرارهم على الانفصال. ويرفضون كل محاولاتنا لإصلاح ذات البين بينهم. ولكن الحقيقة، أن ذلك المبرر هو بمثابة الشجرة التي تخفي الغابة. أي إنه يؤشر لمعاناة كبيرة عاشها أحد الطرفين، جعلته لا يتمنى لقاء معذبه ولو في جنة النعيم.”

هي لأحب أزواجها

يؤكد الشيخ شمس الدين الجزائري “أن زوج المرأة في الدنيا هو زوجها في الآخرة، إذا كانت هي وهو من أهل الجنة. أما من مات زوجها ثم تزوجت غيره، فهي لآخر أزواجها. إن كانت وكان من أهل الجنة. وهناك من قال هي لأحب أزواجها. أما من ماتت وكانت من أهل الجنة وزوجها من الكافرين، فالله- تعالى- يزوجها من رجل مسلم زوجته كافرة من أهل النار. ومن طلقت لكي لا تكون مع زوجها في الجنة، فهي جاهلة، فمن أخبرها أنها ستكون من أهل الجنة؟ ومن أعلمها أنه سيكون من أهل الجنة حتى تتجنبه بالطلاق؟”

مقالات ذات صلة
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!