أساتذة مستفيدون من “التوظيف الوطني”..دون إيواء
لا يزال ملف توفير “الإيواء” للأساتذة المستفيدين من إجراءات وتدابير “التوظيف الخارجي”، لم يعرف طريقا للتسوية، إذ أكدت تقارير المفتشين أن أغلب المربين أضحوا يلجأون إلى “التغيب المستمر” عن أقسامهم، من خلال إيداع عطل مرضية قصيرة المدة، وذلك لأجل تبرير توقفهم عن العمل من جهة ومن جهة ثانية للمحافظة على مناصبهم.
وفي هذا الصدد، طالبت النقابة الوطنية لعمال التربية والتكوين، القائمين على وزارة التربية الوطنية، بإيجاد حلول عملية لهؤلاء المربين، من خلال العمل على تحسين ظروف الإيواء بالمراقد الجماعية المتواجدة بالمؤسسات التربوية، أو عن طريق تخصيص سكنات اجتماعية – تربوية لفائدتهم، بمنح الأولوية للعاملين خارج ولاياتهم، مثل ما كان معمولا به منذ 34 سنة.
وأفادت مصادر “الشروق” أن التأخر الذي صاحب عملية إيجاد حلول عملية وسريعة ونهائية، لإشكالية “إيواء” الأساتذة سواء العاملين خارج ولاياتهم أو في مناطق بعيدة عن مقر سكناهم، قد نتج عنه تعطل العملية التربوية التعليمية وضياع للدروس، وذلك جراء لجوء هؤلاء المربين إلى التغيب وبشكل مستمر عن أقسامهم التربوية وطيلة السنة الدراسية، حيث أضحوا يضطرون إلى إيداع عطل مرضية قصيرة المدة، للبقاء مدة أطول في منازلهم، ومن ثمة المحافظة على وظائفهم من دون أن يفقدونها، وهي الوضعية التي أصبحت تربك مديري المؤسسات التربوية بشكل كبير، على اعتبار أن غالبية الأساتذة المستخلفين والذين يتم استدعاءهم لتغطية مناصب الأساتذة الشاغرة وبصفة مؤقتة، يرفضون مباشرة “الاستخلاف” على أيام معدودة، ليبقى الخاسر الأكبر هو التلميذ، تضيف مصادرنا.
إلى ذلك، لفتت مصادرنا إلى أن هناك أساتذة وبسبب معاناتهم المستمرة مع مشكل عدم توفر أماكن مناسبة للإيواء، خاصة في ظل ارتفاع أسعار كراء الشقق، قد اضطروا إلى تقديم الاستقالة، حيث أشارت تقارير المفتشين إلى أن نسبة 25 بالمائة منهم تخلوا عن وظائفهم، رافضين العمل في ظروف أقل ما يقال عنها إنها سيئة، خاصة بعد ما حاولوا المشاركة في عملية الدخول والخروج الولائي، وقوبلت طلبات ترشحهم بالرفض.
وفي الموضوع، طالب بوعلام عمورة الأمين الوطني العام للنقابة الوطنية لعمال التربية والتكوين، في تصريح لـ”الشروق”، السلطة الوصية، بضرورة إيجاد حلول سريعة لإشكالية إيواء الأساتذة العاملين خارج ولاياتهم، وذلك عن طريق تحسين ظروف الإقامة بالمراقد الجماعية المتواجدة بالمؤسسات التربوية العاملة بالنظام الداخلي أو نصف الداخلي، أو من خلال تخصيص سكنات اجتماعية تربوية لفائدتهم، وترتيبهم حسب درجة الاستحقاق، وهو الإجراء الذي كان معمولا به سنة 1990، وألغي بعد ذلك، أو منحهم الأولوية في الاستفادة من الخروج والدخول الولائي.
كما اقترح المسؤول الأول عن نقابة “الساتاف”، أهمية استغلال “دور الشباب”، لإيواء هؤلاء المربين، كحل ظرفي ومؤقت، إلى حين حصولهم على سكنات لائقة، وذلك لأجل تحقيق الهدف المبتغى وهو منح التلاميذ حقهم كاملا في التعليم، ومن ثمة المحافظة على العملية التربوية التعليمية، وتفادي ضياع الدروس بسبب غيابات الأساتذة، والتي يتم تبريرها عادة بالعطل قصيرة المدة.