أسماء شابة تصنع الحدث في البطولة الوطنية وحان وقت منح الفرصة للأجدر

عرف سوق الانتقالات في الصائفة الماضية ثورة في التعاقدات، بتصدر أسماء قوية لقائمة المطلوبين، بين كبرى الأندية الجزائرية، التي احتكرت الميركاتو ورسمت خارطة طريق بطولة قوية هذا الموسم، بالنظر لقيمة اللاعبين سواء الفنية أو حتى المالية، في صورة شباب بلوزداد الذي استعاد هداف الخضر التاريخي إسلام سليماني، أو شبيبة القبائل التي استعانت بخبرة رياض بودبوز، ومولودية الجزائر التي غلقت الميركاتو الصيفي بصفقة زكرياء دراوي، وأندي ديلور والتي كانت بمثابة إعادة الروح للبطولة إعلاميا، بالإضافة إلى اتحاد الجزائر الذي قام بصفقات مدوية في صورة الياس شتي، حسام الدين غشة، علي موسى وغاساما.
بداية الموسم، كانت قوية للجميع، وأعطت مؤشرات على تنافسية كبيرة بين الرباعي الذي أشعل الميركاتو، حيث اتضح للجميع هوية الفرق التي ستنافس على لقب البطولة، بتصدر كل من مولودية الجزائر، شبيبة القبائل واتحاد الجزائر للمشهد الكروي في الجزائر، في غياب شباب بلوزداد الذي كانت بدايته كارثية، غير أن توالي اللقاءات، عرفت سقوطا حرا في مستوى كل الأسماء التي كانت الآمال معلقة عليها لرفع مستوى البطولة، بداية بمغادرة إسلام سليماني لبيت الشباب، وإصابة رياض بودبوز في الشبيبة، وصولا بإعارة أندي ديلور من مولودية الجزائر نحو مونبولييه الفرنسي، بالإضافة إلى التراجع الرهيب في مستوى لاعبي إتحاد الجزائر، ما فتح الباب لظهور أسماء جديدة شابة، فرضت مكانتها بين من يعرفون بالنجوم، وأصبحوا نجوما حقيقيين فوق أرضية الميدان بمستوياتهم الكبيرة، التي اختزلت القيمة التسويقية في معطيات المقارنة، وأكدت أن منطق الكرة والإمكانات يتفوق على شعارات الخبرة والأسماء الكبيرة.
وبالحديث عن أبرز اللاعبين الذين برزوا هذا الموسم، سيتفق الجمهور الرياضي المتتبع للبطولة المحلية على أسماء لم تكن معروفة في الأوساط الرياضية، على غرار بلال بوكرشاوي لاعب شباب بلوزداد، مستفيدا من تغيير المدرب عمراني ومنح الفرصة مؤقتا للمدرب المساعد سمير حوحو الذي وضع فيه الثقة كأساسي رغم تواجد أسماء قوية في وسط ميدان شباب بلوزداد، على غرار سالمي، بن غيث، جاك مبي، إلا أنه تمكن من فرض نفسه وسط هذا الزخم من الأسماء الرنانة، ونصب نفسها كعنصر أساسي حتى في المنتخب المحلي، لما يملكه من إمكانات سترشحه للاحتراف في القريب العاجل، ولم تتوقف إدارة شباب بلوزداد عند هذا الحد، بل استعان المدرب راموفيتش بأسماء من الرديف، قدمت نفسها بامتياز مع الفريق الأول، على غرار المدافع بكور، والهداف بوصوار.
متصدر ترتيب البطولة الوطنية، ورغم قيمة الأسماء المتواجدة، والتي قدمت أفضل المستويات سواء في مسيرة الفريق نحو الحفاظ على لقب البطولة، والقيام بمشوار قوي في رابطة الأبطال الإفريقية، إلا أن هذا لم يمنع من بروز أسماء لم تخلق تلك الضجة في الميركاتو الصيفي، على غرار أكرم بوراس، الذي فرض نفسه في وسط ميدان يعج بأقوى الأسماء، في صورة دراوي، بن خماسة، ثابتي وزوغرانا، ونصب نفسه كأفضل لاعب في مولودية الجزائر، حيث أصبح القلب النابض في تشكيلة العميد والمنتخب المحلي، بالإضافة إلى المدافع عبد القادر منزلة، الذي أبهر الجميع بمستواه في خط الدفاع، وهناك من وضعه في خانة الأسماء التي ستطرق أبواب المنتخب الأول في المستقبل، بالنظر لما يملكه من إمكانات تفوق كل المدافعين في البطولة، من دون نسيان الجناح مهدي بوشريط الذي غيبته الإصابة عن الملاعب لمدة طويلة، وكان حاسما الموسم الماضي في وجود بلايلي ونعيجي، قبل أن يغيب ويعود في نهاية الموسم الجاري، بمساهماته الكبيرة في النتائج العريضة للمولودية خلال المواجهات الأخيرة، ليضع نفسه أحد أبرز الأسماء المعول عليها الموسم القادم.
الأهداف المهمة لرباعي المقدمة، لم تمنع الأندية من استغلال إمكانات شبابها، على غرار أخريب لاعب شبيبة القبائل، والذي أصبح قطعة أساسية مع “الكناري”، وأزاح أسماء لها وزن في البطولة الوطنية، على غرار الحمري، وبوعالية في بعض اللقاءات، كما عوض رياض بودبوز بأفضل طريقة ممكنة، ما جعل المدرب مجيد بوقرة يضعه في قائمة الأسماء المعول عليها في “الشان” المقبل وكأس العرب، وهي نفس الحال لاتحاد الجزائر، الذي انقلبت المعطيات فيه رأسا على عقب، بسبب المستوى الكارثي لما يسمى “بالنجوم”، وهو ما استغلته بعض الأسماء الشابة، في صورة محروز الذي تمكن من الظفر بمكانة أساسية من أمام سعدي رضواني وهيثم لوصيف، وأصبح قطعة أساسية في الرواق الأيمن، في نفس حالة المهاجم بن معزوز الذي أثبت علو كعبه أمام مهاجمين أقوياء مثل غاساما وكالاب، لتأتي الإصابة وتبعده عن الميادين إلى غاية نهاية الموسم في انتظار الموسم المقبل الذي سيكون بداية له ولكل اللاعبين الشباب الذين قدموا أنفسهم بامتياز في بطولة هذا الموسم.
ولم تقتصر العناصر الشابة على الأندية الكبيرة فقط، بل معظم الأندية الجزائرية استنجدت بشبابها، في صورة طمين مع شباب قسنطينة، وكمال العربي في أولمبي الشلف، وصالح بوشامة مع وفاق سطيف، من دون نسيان نادي بارادو الذي أصبح الاعتماد على الشبان فيه عادة، وتألق اللاعبين في سن صغيرة في صورة تيطراوي الذي تنقل إلى أوروبا الموسم الماضي، وعادل بولبينة هداف البطولة، والمطلوب رقم واحد سواء محليا أم حتى في بعض الأندية الأوروبية، ما يؤكد على نقطة واحدة وهي تواجد الموهبة في كل الأندية الجزائرية، لكن لم تجد من يمنحها الفرصة لتبرز إمكاناتها، بسبب سقوط جل رؤساء الأندية والمدربين رهينة النجوم ومطالب الأنصار التي قضت على مشوار العديد من اللاعبين الشباب في الكرة الجزائرية.