-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نذرت نفسها لإسعاد الأطفال المرضى واليتامى والمعوزين..

أسماء من أستاذة للغة الأمازيغية إلى بهلوانة تصنع الفرجة

نادية سليماني
  • 847
  • 0
أسماء من أستاذة للغة الأمازيغية إلى بهلوانة تصنع الفرجة
ح.م

لا تلقى ثقافة تجسيد شخصيّة المُهرّجين اهتماما لافتا، وهو ما يعكسُه العدد القليل للمُهرّجين في الجزائر، رغم أهمية هذا الفنّ التجسيدي في غرس كثير من القيم والمبادئ في نفوس الأطفال الصغار، ولا يزال فن البهلوان يقاوم رغم العراقيل على أيدي أشخاص تفرّغوا له رغم أنهم يمتلكون مهنا قارّة. ومن هؤلاء أسماء إبنة بومرداس التي إختارت التمسك بشغفها لتجسيد شخصية البهلوانة رغم أنها أستاذة في اللغة الأمازيغية.
أسماء مروشي، صاحبة الـ 32 سنة، فنانة من بلدية شعبة العامر بولاية بومرداس، اختارت تجسيد شخصية المهرجة، لتصنع البهجة وترسم الابتسامة على وجوه الأطفال الصغار، وشعارها “كل طفل يحتاج للضحك”، فهي مواظبة على تقديم عروض فنية متنوعة عبر مختلف المسارح وخلال مختلف المناسبات. وتفضل تقديم عروض مجانية لصالح الجمعيات المهتمة بالأطفال الأيتام والمعوزين والمرضى بالمستشفيات، مساهمة منها في تخفيف معاناتهم ولو بإضحاكهم.
وتروي أسماء مروشي، بداياتها مع شخصية المُهرّجة، وتقول لـ”الشروق”، بأن حلمها منذ الصغر كان ولوج عالم المسرح، إضافة إلى شغفها بكتابة الشعر وتأليف القصص، كما عشقت فن التنشيط ومقابلة الجمهور.
والبداية، كانت بالتحاقها للعمل بالمخيمات الصيفية لتكون قريبة من الأطفال، وبعد حصولها على شهادة الباكالوريا عام 2012 اختارت دراسة اللغة الأمازيغية، وبالجامعة فجرت طاقاتها لإبراز موهبتها في التنشيط على الخشبة والتواصل مع الناس، وتخرّجت لاحقا أستاذة في اللغة الأمازيغية سنة 2016.
وتضيف: “بعد لقائي مع المهرج المدعو زعطوش المنحدر من ولاية سطيف، قررت دخول فن التهريج، وقدمتُ العديد من العروض التي تحمل رسائل تربوية وقيمية، وتجمع بين الفكاهة والتعليم”.

“مهرجون يقدّمون أغاني هابطة وكلاما خادشا للأطفال..!”
وأصبحت أسماء بملابسها الملونة والمزركشة وشعرها الوردي المُستعار، محبوبة في ولاية بومرداس، وتقصد مختلف المناسبات من إحياء أعياد الميلاد وعيد الطفولة، والمناسبات التي تنظمها مختلف الجمعيات المهتمة بعالم الطفولة. بحيث لم تمنعها مهنة أستاذة لغة أمازيغية بمتوسطة سي رشيد بولاية بومرداس، من مواصلة شغفها في عالم البهلوان.
وبخصوص ردة فعل عائلتها بعد قرار تحولها إلى “بهلوانة”، تقول أسماء ” منذ صغري أحب الفن من شعر ومسرح وتنشيط بالمخيمات الصيفية، ما يعني أن عائلتي كانت تمتلك فكرة مسبقة عن شغفي، وعندما فاجأتهم باختياري تجسيد شخصية المرأة البهلوانة التي ترتدي الملابس المزركشة، بداية تفاجؤوا وطلبوا مني ترك الفكرة، خاصة وأنني أستاذة في التعليم المتوسط.. راكي تتبهللّي.. هذا ما قالوه، ولكن مع الوقت، تقبلوا الفكرة، خاصة عندما لمسوا فرحة الأطفال مرضى السرطان بالمستشفيات والمقعدين واليتامي الذين كانوا يفرحون بعروضي البهلوانية”. ليتحول تردّد العائلة إلى دعم كامل لابنتهم.
ومما يحز في نفس محدثتنا، أن بعض المهرجين والذين وصفتهم بـ “الدخلاء” على هذا الفن ويوجهون عروضهم لأطفال صغار، ومع ذلك يُدخلون أغاني الرّاي الصاخبة ويستعملون كلمات “ساقطة” خلال عروضهم، “بل البعض يقوم بالشتم والسخرية من الأطفال على سبيل المزاح، رغم أن عقل الطفل الصغير لا يميز بين المزاح والجدّ، وقد يتسبب له هذا السلوك في أزمة نفسية”،وهو ما جعل أسماء مرّوشي، تدعو السلطات المختصة إلى إنشاء مدارس أكاديمية لتأطير هذا الفن، الذي اعتبرته “فنا تربويا وهادفا، ويساهم في تطوير شخصية سليمة ومتزنة لأطفالنا، على المدى البعيد”.
وتخلص محدثتنا، إلى أنها مؤمنة بما تقوم به، حتى ولو رفضها المجتمع الذي تعود على رؤية الرجل المهرّج فقط، وأضافت: “من يقول إنني فارْغة شْغُل ما لْقيتي ما تديري.. أقول له: البهلوان مهنة نبيلة تغوص في عالم الطفل البريء، والذي إذا قال لك أحبك فهو صادق جدا”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!