أضخم تظاهرة ثقافية تدشن ليلا وعلى طريقة “الويكلو” بباتنة

شهد المعرض الولائي للكتاب، المنظم بقاعة الأسحار بباتنة، انطلاقة سيئة في ضبط مواعيد التدشين، حيث كان مقررا أن ينطلق يوم الثلاثاء الموافق لـ 4 ديسمبر، قبل أن يتأجل إلى يوم الأربعاء الموافق للخامس ديسمبر، فأعلن عن تدشينه من طرف الوالي بصفة رسمية، ما دفع المئات من المواطنين إلى التوجه نحو القاعة منذ الظهيرة، غير أن شيئا من ذلك لم يحدث سوى فرقة الرحابة التي راحت تدندن لوحدها في انتظار التحاق الوفد الرسمي الذي كان في جولة ماراطونية لتدشين مشاريع بعدة بلديات غرب الولاية، دون إعلام المنتظرين باحتمال تأجيل التدشين، ما حوّلهم إلى كتل آدمية مكدسة خلف قضبان القاعة وعلى السلالم الحجرية، دون أن يخرج إليهم أي مسؤول ويمارس ثقافة الأعلام والاتصال، خاصة أن بين المنتظرين كبار سن، رافقوا أبناءهم وتلاميذ، وبعضهم قطع مسافات بعيدة من مختلف بلديات الولاية وحتى من ولايات مجاورة للظفر بالعناوين المطلوبة في الساعات الأولى خشية نفادها السريع. واستمر الوضع على ذلك، مخلفا حالة تململ دامت ساعات طويلة قبل أن يحل الظلام وينصرف المنتظرون إلى بيوتهم مع غصة في الحلق تنم عن عدم التقدير والاحترام للوقت ولا للقيمة المعنوية للمواطنين الذين قضوا 5 ساعات كاملة في الانتظار.
وكان الوالي دشن رفقة الوفد الرسمي في إطلالة سريعة وبروتوكولية لم تدم غير بضع دقائق المعرض في حدود الثامنة والنصف ليلا وسط غياب تام للجمهور، ما فوت الاحتفاء الحقيقي بالمغزى الحقيقي، وتم ذلك في أجواء باردة جدا لم يحضرها سوى مسؤولين ومنتخبين وعناصر الشرطة والإعلاميين، فكانت أشبه بالتدشين على طريقة “الويكلو”، دون جمهور.
ويشارك في المعرض الكبير المنظم من قبل مؤسسة خاصة عدد كبير من دور النشر المتخصصة في شتى المجالات، حيث ينتظر أن يعرض أزيد من 6000 عنوان في مجالات مدرسية وجامعية وتاريخية وأدبية، كما سيحتفي بعدد من الكتاب والشعراء في جلسات بيع بالتوقيع، علما أن عددا من العارضين سيقدمون طيلة أيام التظاهرة التي تدوم من 4 إلى 19 من الشهر الجاري تخفيضات تتراوح ما بين 20 و30 في المائة في أسعار الكتب.