-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أضربوها ببعضها…!

عمار يزلي
  • 233
  • 0
أضربوها ببعضها…!

“لا صمت يعلو فوق صمت المعركة”! هذا هو حال الحال المعكوس عندنا والعالم العربي والإسلامي برمته يغلي داخل جوف بركان، فيما القضية المركزية تتميع تمهيدا لبيعها ومقايضتها بتجارة.. تبور!

الجامعة العربية، حالها، حال أمة “بأسرها” في سجنها! إجماع على أن الجامعة لم تعد جامعة ولا مجموعة، ولا قادرة حتى أن تجتمع!

نائب أمينها العالم الراحل أحمد بن حلي، توفي وترك أبو الغيط يغط في نوم لا سابق له!

كيف يمكن لجامعة عربية، أنشئت للدفاع عن الأمة العربية وأعضائها في كل المحافل وضد كل أشكال الأطماع والتعسف الدولي، وتحريرها من “الاحتلال” (التركي)، أن تترك اليوم لنفسها المجال مفتوحا أمام كل أشكال “الضرب ببعضها”، كبقرة بني إسرائيل! حتى الاجتماعات، عادت لا تلبي مطالب الشعوب الغاضبة المقهورة! كيف لا ومقرها في دولة قهرت شعبها وأسكتته بكل أشكال العسف والتدمير الذاتي؟ كيف يمكن لدولة أهدرت دم شعبها أن تدير حوارا مع الشعوب العربية ممثلة في دولها؟ هل الدول أصبحت مرادفا “لعدو الشعوب”؟ لماذا لم تعد الجامعة تجتمع إلا لتفترق مفرقة؟ لماذا جمدت عضوية بعض الدول في عز الحروب الأهلية والطائفية منها سوريا وليبيا والعراق.. رغم رفض البعض من أعضائها؟ مع أن ميثاقها ينص على الإجماع في اتحاذ القرارات؟! الفيتو صار سياسيا لدول السيادة في مصر ولدى بعض القامات الخليجية التي منذ اندلاع أزمة قطر، لم تسارع لتلم شمل الدول لمناقشة مشاكلها! لأن هذه الدول ترفض أن تجتمع كونها تعرف أنها أقلية يرفض قرارها، وقد تنفجر الجامعة بالكامل. كيف يمكن للجامعة أن تصمت وما حولها يصرخ ويقصف بالثقيل؟

كل هذا يؤكد أننا مقبلون على احتمالين اثنين لا ثالث لهما: إما حل الجامعة العربية نهائيا بسبب اختلافات صادمة في وجهات النظر ومركزها سيكون القضية الفلسطينية التي تريد بعض الأطراف الفاعلة في الشرق الأوسط تصفيتها بما يريحهم من عناء وثقل الضغوط الأمريكية ورغبة منهم في ربح ود إسرائيل ومالها وتكنولوجيتها ودفن “النضال” ودعاته باسم “محاربة الارهاب”! أو الذوبان الكلي وخضوغ الجامعة إلى منطق واحد هو تحولها إلى جامعة عربية عبرية، تكون لإسرائيل قوة الملاحظة فيها، بل سلطة القرار!

المرجح أن الخلافات ستدفع إلى التصادم على الأقل بين كتلتين: الممانعة والتطبيع، وبين منطقتين جغرافيتين: المشرق والمغرب. الأكيد أن الجزائر كقوة إقليمية كبرى في المنطقة العربية والمغاربية لن تقبل بتصفية القضية الفلسطينية بهذا الأسلوب، ولن تدخر جهدا في عرقلة أي مشروع تسوية تدعو له اليوم مصر والأردن والإمارات ومعها المملكة السعودية والبحرين، وغدا اليمن وجيبوتي.. وهلم جرا! وهذا من شأنه أن يضع في “صباط” الجامعة، حجرا “يدبر” أرجل الجامعة، مما يجعلها تسمَر قبل البتر أو الموت. وهذا هو الاحتمال الأقوى في ظل إيماننا بأن الممانعة ستصمد، بل باقية وتتمدد، وستنشأ تحالفات وتكتلات جديدة في الشرق الأوسط تجعل من مشروع التنازل عن القضية، حجر الزاوية في أي تحرك سياسي ديبلوماسي أو حتى تحالف عسكري. وليس مستبعدا، بعد أزمة قطر الأخيرة أن تنشأ تحالفات استراتيجية جديدة في المنطقة تقرب كلا من تركيا وإيران وروسيا والعراق وسوريا ما بعد الأسد، من شأن هذا أن يغير من موازين القوى وينتج معادلة استراتيجية في المنطقة، يكون على  رأس أولوياتها “القضية الفلسطينية والعدو الصهيوني”، وبالتالي، ستكون المفاضلة واضحة بين أنصار أمريكا وحلفائها في المنطقة، ومهاجري القدس وشتات فلسطين، الذين سيخرجون من تحت الرماد أكثر صلابة وأكثر بأسا وقوة وأكثر جمعا.

والتاريخ المستقبلي سيكون شاهدا علينا وشاهدا على من شهد الزور وأمر بالمنكر ونهى عن المنكر.. ووجه الخروف.. معععـ…روف!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!