أطباء بلا حدود: خطة الاحتلال لتوزيع المساعدات “فاشلة وعديمة المبادئ”

نددت منظمة أطباء بلا حدود بخطة الاحتلال للسيطرة على توزيع المساعدات داخل غزة عبر “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة من الولايات المتحدة، والتي انطلقت أواخر ماي، ووصفتها بأنها خطة فاشلة وعديمة المبادئ.
وقال الأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود، كريستوفر لوكيير، في بيان له اليوم الأحد، 1 جوان، أرسلت إلى “الشروق أونلاين” نسخة منه: “اتضحَ من البداية الكارثية لتوزيع المواد الغذائية الذي تنسقه مؤسسة غزة الإنسانية المُنشأة حديثًا بأن الخطة الأمريكية-الإسرائيلية لاستغلال المساعدات هي غير مجدية. ففي 27 ماي، بعد ظهر اليوم الأول من عملية التوزيع في رفح، جنوب غزة، أُطلق النار على عشرات الأشخاص وسقط منهم جرحى، فيما وُزّعت كميات غير كافية على الإطلاق من الإمدادات الأساسية المنقذة للحياة وسط حالة من الفوضى.”
ليضيف أن الفلسطينيين المحرومين من الطعام والماء والمساعدات الطبية لقرابة ثلاثة أشهر، حوصِروا بسياج وهم ينتظرون للحصول على الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة، “وهذا تذكير صارخ بالمعاملة المُجَرِّدة للإنسانية التي تفرضها السلطات الإسرائيلية منذ أكثر من 19 شهرا.”
ليلفت الأمين العام لأطباء بلا حدود أن الغذاء لا يوزع حيث تشتد الحاجة إليه، بل يوجّه حصرا إلى المناطق التي تختار قوات الاحتلال أن تحشد فيها المدنيين، ما يجعل من الفئات الأكثر حاجة للمساعدات، بالأخص كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، ليس لديهم في الواقع أي فرص للحصول على الغذاء.
“لا صحة للادعاء بأن هذه الآلية الفاشلة وعديمة المبادئ ضرورية لمنع حرف مسار المساعدات. فمنذ بداية الحرب، عالجت أطباء بلا حدود المرضى بشكل مباشر عندما تمكنا من إدخال الإمدادات إلى غزة. ويبدو أن هذه المبادرة حيلة ازدرائية للتظاهر بالامتثال للقانون الدولي الإنساني. أما من الناحية العملية، فهي تستخدم المساعدات كأداة لتهجير السكان بشكل قسري، ضمن ما يبدو أنه استراتيجية أوسع نطاقًا للتطهير العرقي لقطاع غزة ولتبرير استمرار الحرب التي تُشَن بلا حدود.” يقول الأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود، كريستوفر لوكيير.
إقرأ أيضا – “فرقنا تنهار ونرفض توظيف المساعدات لخدمة أجندة الاحتلال”
وفي نفس الوقت، يخنق الاحتلال النظام الإنساني في القطاع، فبعد أن سمحت قواته بإدخال “عدد تافه من شاحنات المساعدات إلى غزة”، قامت بعرقلتها فور تجاوزها المعبر، مانعة بذلك وصولها إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها، بمن فيهم الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات.
وخلق الحصار حالة من العوز واليأس لدى الغزاويين في الوقت الذي يريد الاحتلال فرض سردية أحادية الجانب “الطريقة الوحيدة لتقديم المساعدات تتمثل في عسكرتها.” ليختتم الأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود، كريستوفر لوكيير، بيانه بالإشارة أنه “وبالإضافة إلى أوامر التهجير وحملات القصف التي تقتل المدنيين، فإن استغلال المساعدات كسلاح بهذه الطريقة قد يشكّل جرائم ضد الإنسانية.”