أطباء “يتهاونون” في فحص مرضى السكري ويكتفون بوصف الأدوية
يتجاهل بعض الأطباء المُعالجين للأمراض المزمنة، إجراء فحص شامل وكامل لمرضاهم خلال موعدهم الطبي، ويكتفون بإعادة وصف أدويتهم المزمنة، ليجد المريض نفسه لاحقا يعاني من أعراض خطيرة، كان يمكن تفاديها لو قام المعني بمختلف فحوصاته وتحاليله الدورية، والظاهرة نجدها خصوصا عند بعض أطباء مرض السكري والغدد، وحتى كثير من المرضى يتهربون من مواعيدهم الطبية ويكتفون بشراء أدويتهم المزمنة من الصيدليات، دون الخضوع لفحص شامل.
يتهاون بعض الأطباء سواء في المستشفيات أم خواص، في إجراء الفحوص الشاملة والكاملة لمرضاهم، خلال مواعيد زيارتهم الدورية، ويكتفون بوصف أدويتهم المعتادة، رغم أن الأمراض المزمنة وحتى التناول المتواصل للأدوية، له مضاعفات عديدة على الصحة ولابد من الانتباه إليها قبل تفاقمها.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس الجمعية الوطنية لمرضى السكري بولاية الجزائر، فيصل أوحدة، بوجود فئة من الأطباء ومنهم حتى خواص لا يقومون بفحوصات كاملة لمرضاهم، بل إن بعضهم لا يقابل المريض أصلا خلال موعده الطبي، ويترك المهمة لممرضته التي تتكفل بتجديد وصفة الأدوية للمريض، دون إخضاعه لفحص شامل.
ولكن، بحسب المتحدث في تصريح لـ”الشروق”، لا يمكن توجيه الاتهام فقط لبعض الأطباء، لأن كثيرا من المرضى يتهاونون بدورهم في هذا الموضوع، ومنهم من يقصد الصيدلي خلال نفاد أدويتهم، ليعطيه أدوية جديدة بواسطة بطاقة شفاء، دون تكليف نفسه زيارة طبيبه المعالج.
وقال أوحدة: “بعض المرضى عند دخوله لعيادة طبيبه الخاص أو بمصلحة الاستعجال بالمستشفى، يستعجل خروجه، فيطلب من الطبيب وصفة لأدويته المزمنة دون الخضوع لفحص، وهو ما يرفضه غالبية الأطباء، لأنهم ملزمون بإجراء الفحوص الدورية لأصحاب الأمراض المزمنة”.
وبحسبه، الطبيب الذي لا يفحص مريضه يقوم بعمل غير قانوني، لأنه ملزم بذلك، وخاصة لأصحاب الأمراض المزمنة ومنهم مرضى السكري، الذين يجب فحص مستويات السكر لديهم كل ثلاثة أشهر والكوليسترول والقلب وعمل الكليتين، وزيارة طبيب العيون والأسنان مرة في السنة، خاصة ممّن تعدت مدة إصابتهم بالمرض 10 سنوات.
يفضلون اقتناء أدويتهم من الصيدلية بدل زيارة الطبيب
كما تختلف الفحوصات بالنسبة لمرضى السكري المعالجين بالأنسولين، والذين لابد من خضوعهم لتحاليل دم دورية، لتجنيبهم مضاعفات صحية قد تكون خطيرة على الصّحة. ويؤكد أوحدة، بأن الطبيب ملزم بفحص جسم المصاب بمرض السكري، عن طريق قياس معدل ضغطه الدموي، وفحص بين أصابعه بحثا عن فطريات أو أي جروح قد تتفاقم مستقبلا.
ليتأسف، أن بعض الأطباء تركوا مهمة فحص وتحسيس مرضاهم، لجمعيات مرضى السكري، التي باتت تتولى هذه المهمة.
ونتيجة لهذا التهاون، قد يصل مريض السكري حد الإصابة بفشل كلوي تام، insuffisance rénale terminale والذي لا حل له سوى زراعة كلية أو الخضوع لحصص تصفية الدم 3 مرات في الأسبوع مدة كل حصة عدة ساعات.أو يصاب بعمى العينين لتخلفه عن موعد طبيب العيون مرة كل سنة أو بمرض القلب، بسبب تهاونهم في الفحص وإجراء تحاليل الدم الدورية.
وفي موضوع ذي صلة، نظمت الجمعية الوطنية لمرضى السكري بولاية الجزائر، يوما تحسيسيا لصالح مواطني منطقة بني ورتيلان وبني شبانة بقرى ولاية سطيف لقياس نسبة السكر التراكمي في دمهم، وهي التحاليل التي تجريها المخابر الخاصة بمبلغ 1200 دج، بينما أجرتها الجمعية مجانا، لصالح أكثر من 200 مواطن من المنطقة. ويُنتظر إجراء العملية نفسها بدائرة الضاية بن ضحوة بولاية غرداية نهاية الأسبوع الجاري، بالتنسيق مع جمعية “صحة وحياة”.