-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الأكلات الخفيفة هي بضاعتهم الرئيسية

أطفال الشواطئ.. باعة صغار بهموم كبيرة

الشروق أونلاين
  • 162
  • 0
أطفال الشواطئ.. باعة صغار بهموم كبيرة
أرشيف
إسلام. ب

في شواطئ سكيكدة مترامية الأطراف، من القل إلى المرسى، مرورا بشواطئ “العربي بن مهيدي” وسكيكدة عاصمة الولاية، لابد أن تلاحظ فتية في عمر الطفولة، لا يكادون يبلغون مرحلة المراهقة، يحملون صينيات مليئة بأكلات مختلفة، ويصيحون في سيمفونية متناغمة “بينيي أو كالدي وهندي بارد”، لكل وجهته وسلعته، ولكن بهدف واحد وهو الحصول على دراهم معدودات لها أهمية قصوى بالنسبة إليهم.
حتى الشواطئ الخاصة والتابعة للفنادق الفخمة، تعرف تواجدهم ولا أحد يزعجهم، فهم يتحركون بين غدوّ ورواح، مما يجعلهم خفيفي الظل على الناس، بعيدين عن الإزعاج.
“الشروق”، استوقفت طفلا لم يتجاوز عمره العاشرة، كان يحمل صينية بها أكلة “كالدي” ساخنة، وهو يتوقف أمام المظلات، ويعرض بخجل السلعة عندما يقول: “كالدي سخون”، سألنا رسيم عن مهنته المؤقتة، فرفض ثم تردّد ثم قرّر الاسترسال في الكلام: “لم يعد يفصلنا عن موعد الدراسة سوى بضعة أيام، والحدث يتطلب مصاريف من لباس ومئزر وكتب وأدوات مدرسية، لا يمكنني أن أكون في الموعد الدراسي، بسبب فقر عائلتي سوى بهذه الطريقة”.
وعن مصدر سلعته، فهو يؤكد بأنها من صاحب محل تجاري معروف في وسط مدينة سكيكدة وشهرته تتعدى الولاية، يقدّم البيتزا وما شابهها من أكلات خفيفة مالحة، وهو يساعده ببيعها له دون ثمنها بخمسة دنانير يستفيد منها رسيم خاصة عندما يعلم الزبائن مصدر الأكلة، ويمكنه من جمع نحو 400 إلى 500 دينار يوميا يعتبرها كافية لهدفه الاجتماعي، رسيم وهو يغادرنا أقسم بالله بأن قدمه لم تطأ البحر بعد، أما عن الرمال، فقد رسمت على رجليه خرائط من لفح الشمس الحارقة.
أما عماد، الذي يتمدرس في الثانية ثانوي، فقد اختص في تقديم الشاي مع المكسرات، ويعترف عماد بأن القادمين من باعة الشاي، من أدرار بالخصوص يغلبونه بجودة الشاي الذي يقترحونه على السياح، ولكنه يتفوق عليهم في كدّه، حيث يباشر العمل سيرا على الأقدام من دون توقف على الساعة العاشرة صباحا ولا يتوقف إلا في حدود العاشرة ليلا، والوجهة دائما شواطئ البحر التي صارت مليئة بالمصطافين إلى غاية منتصف الليل.
وتتنوع السلع التي يبيعها أطفال الشواطئ، فهناك أطفال يبيعون التين الشوكي المقشر والبارد، وهناك من يبيع قطع فقط من البطيخ وفواكه أخرى، أما الغالبية، فيبيعون حلوى “الميلفاي” وما شابهه من حلويات تجد الرواج لدى المصطافين الذين يتعاملون مع هؤلاء الأطفال باعترافهم بلباقة وطيبة بسبب صغر سنهم ووضوح مسعاهم.
صور تنتهي مع انقضاء النصف الأول من شهر سبتمبر القادم، وحينها يتساوى تلاميذ الابتدائي والمتوسط والثانوي في كونهم جميعا يدخلون بلباس جديد ومحافظ جديدة ومآزر وكتب وأدوات مدرسية جديدة، وبعضها كان لشواطئ البحر دور فيها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!