-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" رافقتهم في المخيم الصيفي لجمعية دار السلام بعين طاية

أطفال مناطق الظل يكتشفون مياه البحر لأوّل مرّة

كريمة خلاص
  • 967
  • 0
أطفال مناطق الظل يكتشفون مياه البحر لأوّل مرّة
ح.م

يجد أطفال الجنوب ومناطق الظل في المخيمات الصيفية متعة وفائدة كبيرة.. يعيشون فيها تجارب حياة غير معهودة ويكتشفون معالم أثرية ووطنية وسياحية يرونها للمرة الأولى كما ينزل جلهم لمياه البحر لأول مرة في لحظات مؤثرة جدا يبتهجون فيها ويتنططون فرحا..
“الشروق” رافقت هؤلاء في المجمع الخيري لدار السلام لرعاية الأيتام بعين طاية وعاشت معهم تلك الأوقات التي قالوا إنها ستظل راسخة في أذهانهم، حيث قضى الأطفال الأيتام الوافدون من مدينة الونزة بولاية تبسة أجواء رائعة وارتموا في المياه لساعات طويلة، كما استمتعوا ببرنامج ثري شمل خرجات ونشاطات ترفيهية لمعالم وطنية وأثرية.

يداعبون البحر لأول مرة..
كانت الساعة في حدود العاشرة صباحا عندما كان الأطفال الأيتام لجمعية “أحباب الونزة” متجهين إلى شاطئ سركوف بعين طاية.. فرحة كبيرة تراها في عيونهم ولهفة للسباحة التي لا يتقونها لكنهم كما قالوا سيكتفون بمداعبة مياه البحر.. كان المؤطرون التربويون النساء والرجال موزعون وساهرون على مراقبة الأطفال وتنبيههم من حين لآخر، مع أحاديث جانبية مع البعض.
وما إن وصل الجميع إلى الشاطئ حتى همّوا بحماس كبير نحو الماء.. وكلّهم سعادة لا توصف.. عيون المؤطرين كانت تتجه هنا وهناك لمتابعة الأطفال فالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، كما قالوا، كبيرة وثقيلة أمام الله وأمام الأهل والقانون…
وفي هذا السياق، أفاد مزوز مصباح رئيس جمعية “أحباب الونزة” في تصريح لـ”الشروق” بأنّ جل الأطفال يدخلون للمرة الأولى للبحر ففي منطقة الونزة يعانون كثيرا من نقص المرافق الترفيهية وانعدام المسابح لكنهم وجدوا في المخيم فرصة سانحة للاطلاع على جوانب كثيرة لجمال الجزائر.
اقتربنا من إحدى الفتيات لم يكن عمرها يتجاوز 9 سنوات أظهرت فرحة كبيرة بمجرد ملاطمة مياه البحر لوجهها فتخرج منتشية جدا قالت لنا: “لعبت ياسر بالماء… فرحت بزاااف أول مرة ندخل للبحر”.
وكشف المتحدث عن برنامج ثري تم إعداده بالتنسيق مع جمعية دار السلام التي لها فضل كبير على أبناء الونزة لمساعداتها المتكررة لهم في عديد المرات ضمن القوافل ومرافقة ودعم النشاطات، حيث تساهم بنحو 40 إلى 50 بالمائة.
وتضمن برنامج المخيم الصيفي دورة استكشافية للمنطقة على الأرجل ونزولا للبحر في أول يوم كما تلته زيارة لمستشفى عين طاية من أجل زرع روح التضامن في الأطفال الذين يعدون جيل الغد وتم عيادة بعض المرضى مع توزيع قارورات المياه عليهم والدعاء لهم بالشفاء.

برنامج ترفيهي وثقافي ثري
وزار الأطفال أيضا ملعب نيلسون مونديلا ببراقي ووقفوا على جميع المرافق فيه من غرف تغيير الملابس للاعبين والصالون الشرفي والنزول إلى محيط أرضية الملعب…
واستفاد الأطفال أيضا من يوم في المسبح الأولمبي 5 جويلية، كما تم زيارة قناة “الشروق” واستضافة الجمعية في برنامج “صباح الشروق” أين احتكوا بالصحفيين والتقنيين العاملين في القناة وأكرموهم بضيافة طيبة… رحلة استكشافية أخرى قادت الأطفال للمطار للتعرف على مسار المسافرين كما قضى هؤلاء أوقاتا جميلة في حظيرة التسلية بقصر المعارض.
وإضافة إلى ذلك، زار الأطفال مقر البرلمان وحي القصبة العتيق مع زيارة إلى مقام الشهيد ومتحف المجاهد للتعرف على بطولات وأمجاد الشهداء والمجاهدين الذين حرروا البلاد، وكل هذا في إطار زرع الروح الوطنية في قلوب الأطفال، فيوميات اليتيم في المخيم الصيفي مملوءة بالنشاطات والرحلات.
وأكد مزوز مصباح أن زيارة الأطفال سبقها زيارة لرئيس الجمعية إلى العاصمة تم القيام خلالها بجميع الإجراءات واستصدار جميع الرخص قبل حضور الفوج حيث قال: “في كل مرة نتقدم فيها إلى هيئة ما يتم الترحيب بالمبادرة ولا يترددون أبدا خاصة عندما يعلمون أنهم من مناطق الظل وأيتام، فالخير والحب موجود في كل الجزائريين مهما اختلفوا ظاهريا إلا أنّهم يكنون الحب للجميع”.

شبكات التواصل لمتابعة الأطفال في المخيّمات الصيفية
تحرص معظم الجمعيات على القيام بفيديوهات مباشرة للأطفال على الموقع الرسمي للجمعية في شبكات التواصل خاصة “الفيسبوك” من باب طمأنة الأهل والأولياء على أبنائهم كما يتم التواصل مع المؤطرين في حال أراد الأولياء الحديث إلى أبنائهم.
وفي هذا الصّدد، كانت جمعية “أحباب الونزة” تنزل في اليوم فيديوهات عديدة توثق نشاطات الأطفال وأوقات راحتهم من باب طمأنة الأهل على أبنائهم.
وفي السياق، أفاد معزوز مصباح رئيس الجمعية: “مسؤوليتنا كبيرة أمام الله والضمير والقانون.. نحن نخاف عليهم كثيرا ونراقبهم ونحرص على سلامتهم ربما أكثر من والديهم لو حضروا معهم، لأنهم أمانة في أعناقنا فلو حدث للطفل مكروه مع والديه لا أحد يحاسبه أمّا الجمعية فيحاسبها الجميع…”
وأكّد مزوز أنّ “مواقع التواصل قربت بين العائلات وأبنائها وأطلعتهم على كيفية قضاء يومياتهم والأماكن التي يترددون عليها”.
وأضاف “العائلات تثق في الجمعية نظرا للسمعة التي تتمتع بها فنحن نوفر مؤطرين نساء ورجال للسهر على سلامة الأطفال طوال فترة استضافتهم في المجمع الخيري لدار السلام لرعاية الأيتام”.

المجمع الخيري لدار السلام يستضيف نحو 10 جمعيات لرعاية الأيتام
بدوره، أفاد محمد قبلي بأنّ المجمّع الخيري لدار السلام لرعاية الأيتام استضاف منذ انطلاق برنامج التخييم الصيفي في الفاتح جويلية الفارط زهاء 10 جمعيات من مناطق مختلفة من الوطن تنشط في مجال رعاية الأيتام والمعوزين.
واستقبل المجمع، بحسب المتحدث، “فوج قوافل الخير لتسالة المرجة وأطفال من تيميمون وحمام الضلعة ومعسكر وتيمقطن وبني عباس وتبلبالة والمدية وعين الدفلى وتبسة..” بالإضافة إلى بعض الجمعيات في المناطق المجاورة في إطار تخييم وجيز لمدة يومين أو 3 أيام.
وأوضح محمد قبلي أنّ الإعلان عن المبادرة تم في شهر ماي الفارط وشرع في التسجيلات الأولية وضبط البرنامج مع جميع الراغبين في الاستفادة من خدمات جمعية دار السلام لرعاية الأيتام.
وكشف محدثنا عن طلب كبير وغير متوقع لم تستطع الجمعية تلبيته بسبب محدودية الوقت والتأطير فالمسؤولية، كما قال، كبيرة وتتطلب يقظة وحرصا، خاصة أن بعض الجمعيات “الفقيرة” كانت نفقتها على دار السلام التي أمّنت الأكل والنقل والمرافقة، وقال: “يتم الاتفاق على البرنامج وضبطه بالتشاور مع الجمعيتين “الضيفة والمستضيفة”، إذ يجمع بين الترفيه والسياحة والتعليم وتضمن عادة زيارات لمواقع سياحية وأثرية ومعالم وطنية وكذا استجماما في البحر ونشاطات ثقافية وتربوية متنوعة.

التأمين من أهم شروط الاستقبال
ويعتبر التأمين من جميع المخاطر أحد أهم الشروط الأساسية التي تفرضها جمعية دار السلام في مجمعها الخيري في أثناء التخييم الصيفي، حفاظا على سلامة الأطفال الأيتام من جميع الحوادث التي قد يتعرضون لها سواء غرق أم كسر أم سقوط، وفق ما أكده محمد قبلي إضافة إلى تحديد عدد الأطفال على ألا يزيد عن 30 طفلا في الفوج وطلب خطي.

المجمع الخيري لدار السلام أفق جديد للأرملة واليتيم
وأوضح محمد قبلي أن المجمع الخيري لجمعية دار السلام بسركوف “عين طاية” ملك لجميع الأيتام والأطفال المعوزين، مشيرا إلى أنّه دخل حيّز الاستغلال مع بداية 2023 وهذه أول مبادرة تخييم على مستواه، وتم اقتناء بناية المجمع غير كاملة في 22 فيفري 2022 بتبرعات المحسنين الذين ساهموا في التمويل وهي وقف لليتيم.
ويقدم المجمع عدة أنشطة متنوعة من دروس دعم حققت فيها الدار نتائج متميزة بالنسبة للأطفال المزاولين بها الدراسة وجلسات علاج نفسي ودورات ونشاطات تثقيفية وتربوية للأطفال والأرامل وخاصة الدورات المجانية لتلقين بعض الحرف والنشاطات المهنية مثل مشروع الأرملة المنتجة لصناعة الحلويات والعجائن ودورات التجميل والعناية بالشعر التي استقطبت عددا كبيرا من النساء والفتيات… ودورات الإعلام الآلي والطب البديل ودورات تحفيظ القرآن الكريم ودورات السوروبان.
وفي الأخير، جدّد المتحدث نداءه للمحسنين من اجل مدهم بالدعم المتواصل للارتقاء بالخدمات المقدمة خدمة للأرامل والأيتام فالمجمع كما قال هو “دار جميع الأيتام والمعوزين ويستفيد منها الجزائريون في مختلف أنحاء الوطن”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!