أفكار تشاركية بين هيئات وجمعيات ووكالات للنهوض بالسياحة
يتطلع الكثير من الفاعلين في الحقل السياحي، إلى مستقبل زاهر من خلال الكثير من الحلول، والإنجازات، والعمل المشترك المتكامل بين تحقيق النمو السياحي، والاستثمار الأخضر، والاستكشاف في المناطق الجبلية والصحراوية، وضم مناطق عذراء وأخرى ميتة إلى النشاط الحيوي السياحي، مع خدمات رقمية لتسهيل الرحلات والحجز في الفنادق، والسفر نحو الجزائر.. هذه، كلها تحديات يخوضها هؤلاء من أجل تحقيق النهضة في القطاع السياحي.
وأكد بعض الفاعلين في القطاع السياحي والصناعات التقليدية لـ”الشروق”، على هامش الصالون الدولي للسياحة والأسفار في طبعته الـ22، بقصر المعارض الصنوبر البحري، أن الترويج للمقومات والمؤهلات الموجودة في الجزائر يبدأ من السياحة، ومن تحسين الخدمات الفندقية، وتحقيق طاقة الاستيعاب لإيواء السياح.
وعود تحققت وأخرى تنتظر التحدي
وقال رئيس الفدرالية الوطنية للفندقة والسياحة، عبد الوهاب بولفخاد، إن التركيز على السياحة الصحراوية خلال الفترة الخريفية وبداية الشتاء، من خلال تسهيل الحصول على التأشيرة السياحية الإلكترونية للأجانب، من شأنه التمهيد لتهيئة أرضية قوية وفعالة في المجال السياحي.
وأكد أن هناك الكثير من الوعود بدأت تتحقق، موضحا أن الفدرالية الوطنية للفندقة والسياحة، طرحت الكثير من الانشغالات وأخذت بعين الاعتبار من طرف الجهات المسؤولة عن قطاع السياحة.
بولفخاذ : تأشيرة إلكترونية للأجانب والتركيز على السياحة الصحراوية
من جانبه، قال مدير السياحة والصناعات التقليدية بعين صالح، حميد بن زاهر، إن الترويج للوجهات السياحية المحلية هو ترويج للمنتوج السياحي، حيث تقوم المديرية، بحسبه، بعدة أنشطة تتعلق بالتراث المادي وغير المادي، وتركز على دمج الصناعات التقليدية بالسياحة.
وأكد المتحدث أن هناك مخططا في إطار مرسوم وزاري، لاكتشاف نقاط سياحية جديدة في الصحراء وتوجيه السياحة الداخلية.
وأشار بن زاهر إلى أن افتتاح موسم السياحة والصناعات التقليدية الصحراوية الذي هو على الأبواب، هو فرصة للتعريف بمنطقة عين صالح من زاوية سياحية وليست استثمارية، قائلا: “إن الفنادق في هذه المنطقة مملوءة ولكن برجال الأعمال والمهتمين بالمشاريع الاستثمارية، لكننا نريدها أن تملأ بالسياح”.
التركيز على الرحلات الاستكشافية وتصنيف المناطق العذراء سياحيا
وعبر مدير السياحة والصناعات التقليدية بعين صالح، عن تطلع المنطقة لتصنيفها كمنطقة سياحية بعد أن أصبحت منطقة للاستثمار في المشاريع، مؤكدا أن مؤسسته تركز حاليا على رحلات استكشافية تحت الرعاية السامية لوالي ولاية عين صالح، ولأنها تتمتع بمناطق عذراء وبرصيد سياحي وبصناعات تقليدية مميزة، فإنها كفيلة بأن تحول من منطقة عبور على منطقة حيوية يزورها السياح من كل الدول.
تنهينان: مغامرات واستكشاف وإقامة في مخيمات تقليدية لاستقطاب السياح
وقال حميد بن زاهر إن بعض العثرات التي تقف أمام التطور السياحي تتعلق بتأخر بعض المشاريع، التي لم تنطلق بعد.
وفي السياق ذاته، قالت مديرة الوكالة السياحة والاكتشاف “أضوضا”، الكائن مقرها بتمنراست، تنهينان لعجين، إن المغامرات والاكتشاف في عمق الصحراء، والإقامة في مخيمات تقليدية، هو ما يعطي نكهة خاصة للرحلة السياحية، حيث إنها تتعاون مع وكالات سياحية في الشمال لإرسال مجموعة من السياح الأجانب، وتنظيم رحلات لهم إلى مناطق في الصحراء.
وأكدت أن وكالتها تسعى لاكتشاف نقاط سياحية جديدة في الجنوب، لكن تأسفت لعدم فتح بعض الوجهات السياحية في تمنراست، حيث تريد أن تعثر على مواقع أثرية وسياحية لتوجه إليها السياح في رحلاتها المنظمة.
وكالات تربط علاقات دولية عبر منصات التواصل لاستقطاب السياح الأجانب
وأطلقت بعض الوكالات السياحية المشاركة في الصالون الدولي للسياحة والأسفار، شعار تشجيع الرحلات السياحية، حيث تخصصت الوكالة” آر إيف” التي يديرها رابح فكار، صاحب مكتب دراسات واستثمار في السياحة في الرحلات الداخلية إلى ولايات صحراوية وداخلية.
وقال مدير الوكالة رابح فكار إن الاستثمار في الرحلات مع الأجانب، أول خطوة في البرنامج السياحي الجديد المسطر للوكالة، حيث من خلال المشاركة بحسبه، في العروض الدولية، والعلاقات الواسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي مع جهات أجنبية مهتمة بالسياحة ومع بعض الأشخاص، يمكن ضمان مجموعات هائلة من السياح الراغبين في زيارة الصحراء خلال الفترة ما بين أكتوبر إلى فيفري القادم.
بن حبيب: تحقيق الأمن السياحي لتشجيع المستشمرين
ودعا إلى التسهيل لحصول السياح الأجانب على تأشيرة دخول الجزائر، وضمان الرحلات المباشرة من دول عربية شقيقة ومن دول أخرى، موضحا أن المعاناة تكون مع عجز الفنادق في بعض المناطق السياحية على استيعاب عدد النزلاء.
وأكد فكار أن التعويل هذه المرة يكون على السياحة في تمنراست وتيميمون، وبشار، وواد سوف، وغيرها من مناطق تعودت على تواجد السياح الأجانب، على أن تضاعف عدد الرحلات.
استقطاب الخبراء والباحثين في السياحة لإثراء الأفكار والمشاريع
وحول المشاركة بالأفكار والتخطيط الجيد لإحداث نهضة في قطاع السياحة بالجزائر، كشف رئيس المنظمة الوطنية الجزائرية للسياحة، ماهر حمور، أن منظمته أسست مجلس علمي، ستركز على السياحة والاستثمار الأخضر، حيث أنها تملك إطارات في القطاع السياحي، ومستشارين من هيئات عامة، ومكلفين باستقطاب مشاريع الجالية الجزائرية بالخارج.
وأكد أن المنظمة وضعت موقعا الكترونيا، لجمع الأفكار والباحثين والدكاترة والمشاريع المهتمة بالسياحة في الجزائر، من أجل بلورة ورشات تكوينية ودورات للتكوين العنصر البشري.
وتسعى المنظمة بحسبه، إلى تطوير العلوم السياحية والفندقية من اجل تطوير القطاع والاهتمام بالأفكار مع التركيز على الركن الأخضر أي تعاملا مع الحفاظ على البيئة.
ومن جهتها، قالت الأمينة العامة للمنظمة الوطنية للسياحة، مكلفة بالعلاقات والتعاون الخارجي، جميلة بن حبيب، إن هناك ورشات على هامش الصالون الدولي للسياحة والأسفار، تتحدث على الأمن السياحي بهدف تشجيع الاستثمار والمستثمرين، ودعوة الجالية الجزائرية إلى إفادة بلادهم بمشاريعهم وأفكارهم ودراساتهم حول السياحة.
منصات رقمية لتسهيل الحجوزات والسفر
وشارك في صالون السياحة والأسفار، ممثلون لمنصات الكترونية تقدم خدمات حجز غرف في فنادق جزائرية، وأخرى عبر عدة دول أجنبية كتركيا وتونس، حيث أوضح ممثل منصة ” mybeds.pro”، أن هذه المنصة استحدثت سنة 2020، واستطاعت أن تستقطب الكثير من المهتمين، بعد التسهيلات التي قدمتها لبعض الجزائريين الذين يحجزون غرف فنادق في دول أجنبية.
وأكد أنها تضمن الحجز عن بعد وباختيار الغرفة وما على المسافر إلا أن يذهب إلى الخطوط الجوية لحجز الرحلة بعد ضمان غرفة في فندق ما داخل أو خارج الجزائر.
تفاؤل بتحسن الخدمات بعد تخرج دفعات مختصين في السياحة
وأبدى المدير العام لمؤسسة الديوان الوطني للسياحة، تفاؤله بدخول الجزائر مرحلة التطور السياحي، خاصة بحسبه، بعد تخرج الكثير من الطلبة المكونين في التسيير الفندقي والسياحي، موضحا أن هناك نقاط يركز عليها الديوان، لتطوير السياحة الداخلية ووضع برامج لرحلات سياحية نحو الصحراء ما بين فترة أكتوبر وفيفري القادم.
وقال إن التحولات الاقتصادية تحتم علينا الدخول في مرحلة التحدي لإنعاش السياحة الداخلية وفتح المجال واسعا للسياح الأجانب، حيث تعمل مؤسسة الديوان الوطني للسياحة، على التنسيق مع جهات أخرى لإنجاح برامج الموسم السياحي بالصحراء.