أكاديميون فرنسيون يطالبون ماكرون بتكريم ضحايا منظمة الجيش السري

طالبت مجموعة من الأكاديميين والمؤرخين الفرنسيين، الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بتكريم ضحايا منظمة الجيش السري الفرنسية، والتي أسسها أصحاب أطروحة “الجزائر الفرنسية” في 1961 ومارسوا عبرها عديد العمليات الإرهابية سواء في الجزائر وحتى فرنسا، ما أسقط آلاف الضحايا.
في نص تحت عنوان “يجب على الجمهورية أن تكرّم جميع ضحايا منظمة الجيش السري، في الجزائر وفرنسا“، نشر على صحيفة “لوموند”، عاد مثقفون فرنسيون إلى تصريحات ماكرون في جانفي 2020 حين قال”إن القضايا المرتبطة بالذاكرة تقع في صميم حياة الأمم (…). حرب الجزائر هي ما يشكل الجمهورية الخامسة (…). لذلك، فهي أمرٌ يثقل الحياة المؤسسية والسياسية والعسكرية الفرنسية.”
الموقعون، بينهم المؤرخين بنيامين ستورا وآلان روسيو، والكاتبة والرياضية ميشيل أودان، وهي ابنة موريس أودان، ذكروا أنه لم يسبق لأي رئيس دولة قبل ماكرون أن منح هذا القدر من الأهمية لـ”الذاكرات المجروحة لحرب الجزائر”، حيث قام بـ19 فعلًا ذاكراتيًا، من بينها سبعة تصريحات رسمية.
إقرأ أيضا – “هنا يُغرَق الجزائريون”: تاريخ صورة وثّقت المجزرة
لكنهم نبهوا إلى صمت ماكرون “بشأن ما يقارب 3000 ضحية سقطوا جراء عمليات منظمة الجيش السري في عامي 1961-1962، سواء في الجزائر (2551 ضحية) أو في فرنسا (71 ضحية).”
وهو صمت يثير التساؤلات، يضيف موقعو النص “لا سيما أن بين هؤلاء الضحايا 77 عسكريًا ودركيًا، من بينهم 15 ضابطًا مثل الجنرال فيليب جينيستيه، بالإضافة إلى 20 شرطيًا، من بينهم ستة مفوضين، فضلًا عن مدنيين، منتخبين، قضاة، وموظفين.”
ليلفتوا أنه خصوصا وأن الأرشيف الفرنسي الذي أصبح متاحًا منذ المرسوم الصادر في 22 ديسمبر 2021 بمبادرة من إيمانويل ماكرون “يثبت أن قتلة منظمة الجيش السري كانوا بعيدين عن أن يكونوا “جيشًا من الوطنيين”، بل كانوا في الواقع أقرب إلى ‘عصابة من المجرمين المأجورين’.”

تمثال “العتال” قرب ميناء الجزائر العاصمة للفنان الجزائري محمد بوكرش، يؤرخ لاغتيال منظمة الجيش السري الإرهابية لمئات العمال الجزائريين بتفجير سيارة مفخخة يوم الأربعاء 02 ماي 1962 على الساعة السادسة و 10 دقائق صباحا. صورة: ماجيد صراح
ويُعد اغتيال ستة معلمين من المراكز الاجتماعية التربوية في الجزائر في 15 مارس 1962 نموذجًا لهذا الإرهاب، يضيف موقعو النص، الذين دعوا ماكرون تكريم “جميع ضحايا منظمة الجيش السري، وأن يعترف بهذه الصفحة من تاريخنا “التي تثقل الحياة المؤسسية، السياسية والعسكرية الفرنسية”، كما كتب هو نفسه. فكل أمة تنسى ماضيها محكوم عليها بتكراره.”
وارتكبت المنظمة السرية عديد الجرائم في سعيها لوقف تطور القضية الوطنية الجزائرية. فقام أعضاؤها بقتل المساجين في الزنزانات، وتنفيذ نحو 2293 تفجيرا بالعبوات البلاستيكية خلال الفترة الممتدة ما بين سبتمبر 1961 ومارس 1962.
فصعدت المنظمة أعمالها الإرهابية بعد التوقيع على وقف إطلاق النار. فأطلقت عدة قذائف مدفعية على أحياء سكنية بالقصبة السفلى يوم 20 مارس 1962، كما فجرت سيارة ملغمة أمام ميناء الجزائر يوم 2 ماي 1962، ما خلف مئات الضحايا من العمال الجزائريين، إضافة إلى استهداف مختلف المؤسسات الموجودة في الجزائر آنذاك.