أكبر حزب في البلاد؟!
ردود فعل المواطنين على نتائج المنتخب الوطني، بالفرح والخروج إلى الشارع في حالة الفوز، أو بالاعتكاف والصمت في حالة الهزيمة، نابعة أساسا من محاولة هؤلاء المواطنين العثور على أمل واحد للبقاء في هذا الوطن الممزق بالفقر رغم غناه، والمهدد في أمنه، رغم توحده وتدينه، والنائم على قنابل اجتماعية موقوتة، لا يعلم سوى الخالق عز وجلّ ما يمكن أن تتداعى إليه في حالة تفجّرها؟!
-
لا شيء يوّحد الشعب هذه الأيام بكل فئاته، إلاّ كرة القدم، أكثر من السياسة والأحزاب، وحتى من الفقر والميزيرية، وأكثر أيضا من الحكومة المتحالفة، لا شيء غير كرة القدم استطاعت تحقيق الإجماع الوطني، وليس هنالك أكبر من حلم المونديال يراود الجزائريين منذ فترة، صغارهم وكبارهم، نساءهم ورجالهم، شرقهم وغربهم، وكأنه استقلال جديد وتحرر آخر، استقلال من النحس وتحرر من السلبية؟!
-
لاعبو الفريق الوطني تحوّلوا إلى رموز وطنية، يبحث الجيل الجديد عن تقليدها والتشبه بها والافتخار بإنجازاتها، أكثر من أي رموز تاريخية أخرى، حاول البعض طمسها، وخطط آخرون لتعليبها، ولم تُقدّم حتى الآن بالشكل الصحيح والسليم؟!
-
لماذا تحول كريم زياني، رفيق جبور، عنتر يحيى والآخرون إلى الحزب الأكثر انتشارا ومصداقية وسط الرأي العام الوطني، انتصاراته تلهب الشارع، وهزائمه تقتل الأمل في النفوس وتكبح الإرادة في الأعماق؟! هل صحيح أن كرة القدم تحولت إلى طوق نجاة للسياسيين الفاشلين، يتربصون بانتصاراتها لتمرير خططهم، ويتصيدون هزائمها للقول أن الفشل عملة وطنية وليست سياسية بحتة؟!
-
لماذا تحولت العالمية المنشودة في الكرة، من خلال الحلم بالمشاركة في المونديال، إلى أهم وأكبر من العالمية في أي شيء آخر، حتى في الدبلوماسية الخارجية المتعثرة منذ سنوات؟!
-
الكرة تحولت إلى حزب جماهيري واسع الانتشار، ومنحت سببا إضافيا للتمسك بهذا الوطن، سواء في النصر، أو حتى في حال الهزيمة، المهم، أننا عثرنا على شيء نجتمع حوله في زمن التفرقة، وبصيص أمل نتمسك به في زمن الظلمات؟!