ألعاب ريو تفضح بطولة “الشكارة” والاستقدامات وترتيب المباريات

كشفت ألعاب ريو 2016 عن الوجه الحقيقي للمستوى الحقيقي الذي يميز الكرة الجزائرية، والذي عكسه الإقصاء المبكر لصغار المحاربين الذين انهزموا في لقاء الافتتاح أمام الهندوراس بسبب أخطاء بعضها قاتلة، قبل أن يرهنوا حظوظهم أمام الأرجنتين بسبب النقص العددي وغياب الواقعية التي حرمت العناصر الوطنية من التدارك.
وإذا كانت الجماهير الجزائرية قد أبدت أملا في إمكانية عودة صغار “الخضر” إلى الواجهة، بعد غياب دام 36 سنة عن الألعاب الأولمبية، إلا أن أبناء شورمان عجزوا عن استغلال الفرصة، وأثبتوا للمتتبعين بأن الكرة الجزائرية لاتزال عاجزة عن تشكيل منتخبات محلية أو شبانية قادرة على قول كلمتها على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وهذا خلافا لما ميزها نهاية السبعينيات وفي الثمانينيات، كما أن الإقصاء المر لزملاء العنصر المتألق بن دبكة أعطى صورة واضحة على غياب التكوين الذي تسبب في غياب الخيارات المناسبة واللازمة للتشكيلة، بدليل أن “الفاف” كانت تعول على بعض اللاعبين المحترفين، على غرار براهيمي ومحرز وبن طالب وبن سبعيني وغيرهم، إلا أن عجزها في إقناع أنديتهم بخيار التسريح جعل المشاركة في العاب ريو تصنف في خانة الشكليات، بدليل التنقل بـ17 لاعبا فقط، ما يحول دون ضمان الخيارات المناسبة.
من جانب آخر، صدمت الجماهير الجزائرية بسبب الأخطاء البدائية المرتبكة، وفي مقدمة ذلك الحارس شعال، إضافة إلى غياب الواقعية في اللعب، ما فوت على خط الهجوم استغلال عدة فرص سانحة للتهديف، ناهيك عن النرفزة وقلة الحيلة التي تسببت في طرد عبد اللاوي، وعقوبة بن قبلة الذي تلقى إنذارين، وغياب البدائل الفعالة، بدليل أن إصابة الحارس صالحي خلط الحسابات منذ البداية، كما لم يتوان البعض في انتقاد خيارات المدرب شورمان، بسبب غاب الاستقرار، والتغييرات الكثيرة التي مست التشكيلة منذ نهاية العام المنصرم التي تزامنت مع تنشيط نهائي كأس إفريقيا، وصولا إلى شهر أوت تاريخ المشاركة في الأولمبياد.
وفي السياق ذاته، فضحت العاب ريو مستوى البطولة الجزائرية التي أصبحت تعتمد في السنوات الأخيرة على منطق الشكارة وصرف الملايير على لاعبين فاشلين ميدانيا، ما جعل الحديث يكثر خلال الاستقدامات الحاصلة في فترة التحويلات الصيفية والشتوية دون أن يخلف أي صدى خلال أجواء المنافسة، وهو ما يؤكد لدى الكثير غياب سياسة التكوين التي يفترض أن تحظى بالعناية لاكتشاف المواهب الكروية ومتابعتها بالعمل والتوجيه، بدل اللجوء إلى الخزينة العمومية لصرف أموال على لاعبين يتم تداول أسمائهم على صفحات الجرائد، ثم يصدمون الجميع بمردود شاحب على مدار الموسم، وحسب البعض فإن ما حدث في أولمبياد ريو جدد القناعة بأن البطولة الوطنية أصبحت مرادفة للاستقدامات وصرف الأموال ناهيك عن آفة البزنسة وترتيب المباريات التي تحولت إلى عامل رئيسي في تحديد أمر الصعود أو النزول أو التتويج باللقب، وهي الظاهرة التي باتت تنخر الكرة الجزائرية، وتجعلها بعيدة عن تطلعات الجماهير لتشكيل منتخبات محلية وشبانية قادرة على قول كلمتها في التحديات الإقليمية والدولية.