-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أمازالت أمريكا حلما؟

أمازالت أمريكا حلما؟
ح.م

الفيلم الطويل، الذي أخرجته بلاد هوليود، من بداية وباء كورونا إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة، قدّم الصورة الحقيقية للولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت وما زالت حلما بالنسبة لملايير البشر، ونموذجا فريدا لعشرات الدول التي تراها مشعلا للحرية مثل تمثالها الشهير في نيويورك، وناطحة لسحاب التقدم مثل أبراجها الشاهقة، وبيضاء مثل بيتها القابع في واشنطن، وهي في الحقيقة أوهنُ من بيت العنكبوت.

لقد فشلت أمريكا فشلا ذريعا في تسيير أزمة كورونا، فلا هي أخذت احتياطاتها من عاصفة الجائحة التي مهّدت هجومها قبل أشهر في الصين وفي أوربا الغربية، ولا هي تمكنت من تحجيم الخسائر البشرية حتى بلغ عدد الموتى الربع مليون أمريكي في أفظع حصيلة في العالم، ولا هي تفادت الموجة الثانية التي قد توصل عدد الموتى -حسب رئيسها الحالي جو بايدن- إلى نصف مليون قتيل، في أكبر كارثة تشهدها أمريكا منذ قرن من الزمن، وتكمن الكارثة في كون الفيروس عاش الآن قرابة التسعة أشهر وفرّخ في أمريكا، ولا يجد علماءُ البلاد الذين وعدوا شعبهم بنقله للعيش في المريخ، من حل سوى الاستسلام للوباء القاتل.

لقد كانت خطاباتُ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في ليالي كورونا الحالكات، بائسة جدا، فيها الكذب والغباء، وكادت تخلو من الجدية نهائيا، وكان الناس يقفون مذهولين وهم لا يصدقون أنهم يستمعون لرئيس الولايات المتحدة، وسط جبال من الجثث وأجساد تفترش الأرض طلبا للعلاج. وعندما سنحت كورونا للعالم بمتابعة الحملة الانتخابية لأمريكا ومسار الانتخابات، تيقنوا من كون الذين قدموا أمريكا على أنها قطعة من الجنة يقودها ملائكة إنما كانوا يخادعون الناس ويخادعون أنفسهم، فالبلد لا يزيد عن أن يكون دولة عادية في عالم يقيّم الحكومات بطريقة غير عادية.

وعندما تفشل أمة في تسيير أزمة صحية ومسار انتخابي رئاسي، فنحن أمام حالة متناقضة مع الصورة التي رسمناها دائما لأمريكا أو ربما رسموها لنا.

لقد نجحت بلدانا كثيرة بأقلِّ الإمكانات من تحجيم عاصفة كورونا، ومازالت فاتورة الموت تتضخم في أمريكا، ووصلت أممٌ بانتخاباتها الرئاسية إلى برِّ الأمان، ومازال الغموض يكتنف مصير انتخابات الولايات المتحدة التي قال فيها الصندوق شيئا، وقال الجمهوريون أشياء أخرى.

لا يمكن لـ”فتوة” القرية، أن يبقى مدى العمر الرجل القادر على إسقاط الجميع على الأرض، فربما قدّمت أمريكا للبشرية بعض الفتوحات العلمية والاقتصادية، ولكنها لم تكن قطّ الجنَّة الموعودة ولا القوة التي لا تُقهر، فمنذ شهر مارس الماضي ورئيسها السابق يعِد بالقضاء على فيروس كورونا، ووعد بأن أن يضع اللقاحَ في متناول الأمريكيين قبل الانتخابات الرئاسية، ووعد بأن لا يزيد عددُ الوفيات عن الخمسين ألفا، ولسوء حظ أمريكا فإن ما قاله مسجَّلٌ وما قاله تابعه الناس في كل القارات، والآن وبعد مرور عشرة أيام عن الانتخابات الرئاسية مازال ترامب مُصرًّا على الفوز، ومازال بايدن يشكُّ في الفوز.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • خالد بن الوليد

    ورغم كل هذا كان العرب والاعراب والعربان حكاما وشعوبا ولا زالوا يسبحون بحمد امريكا ويهللون
    نعم فمن المحيط الي الخليج سجد العرب لامريكا وتمسكوا بها كما يتمسك الصغير بامه وربطوا مصيرهم وحياتهم ومستقبلهم بامريكا فها هو امام الحرمين السديس الوهابي السلفي العربي يمجد ويمدح امريكا ورئيسها ويقول ان امريكا تنشر الامن والامان والسلام بالعالم اجمع وهذا نفاق وكذب وافتراء وغير صحييح -العالم كله يعلم علم اليقين بان امريكا تزرع الارهاب اينما حلت وارتحلت -
    الذل والهوان العربي متواصل مستمر ولن ينتهي فنخب الذل كما يقول احد الكتاب السعوديون

  • Omar

    L'AMÉRIQUE À ÈTE CONSTRUITE SUR DE BONNES FONDATIONS PAR DES GENS ILLUMINÉS QUE PERSONNE N'ATTEINDRA JAMAIS MÊME PAS LEUR CHEVILLES. ALORS OUI L'AMÉRIQUE RESTERA FORTE JUSQU'À LA FIN DES TEMPS, JE VOUS LE CONFIRME.... ET ENCORE UNE CHOSE, DANS QUELQUES ANNÉES NOUS ASSISTERONS À UNE AMERICANISATION DE LA PLANETE POUR QUE LE MODÈLE AMÉRICAIN SOIT L'UNIQUE MODÈLE DEL'ETRE HUMAIN VIVANT SUR CETTE PLANÈTE, CAR L'ÊTRE HUMAIN A BESOIN D'ÊTRE HOMOGÈNE POUR POUVOIR PASSER À LA PROCHAINE ÉTAPE : COLONISER LES AUTRES PLANÈTES DE LA GALAXIE VOIE LACTÉE..