-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أمتنا الإسلامية بين حصاد الصيام وبشائر القسام

أمتنا الإسلامية بين حصاد الصيام وبشائر القسام

تباركتَ، سبحانك، يا رب! تجليت على طائفة من بني الإنسانية، فوهبتهم الإيمان والهداية، وجعلتهم للآخرين قدوة وآية.

كما تجليت، على طائفة أخرى من بني البشر، فنكست لهم الراية، وخيبت لهم المقصد والغاية، وها هم يتيهون في الأرض من البداية إلى النهاية.

نحن نعيش هذه الأيام العلامات، والإشارات، والتنبيهات، حين تظلنا العشر الأواخر من رمضان، فنبدأ في حصاد الصيام، بفضل ما زرعناه من صلاة، وخشوع وقيام، داخل أمة الإسلام.

غير أن الأشرار من بني البشر، بغوا علينا، بالاحتلال، والعدوان، في محاولة لإذاقتنا الذل والهوان، وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين.

هم بغاة، شنوا الإغارة علينا، فقتلوا أطفالنا، ونساءنا، وكبارنا، وشردوا العزّل الآمنين منا، بكل همجية ووحشية، وأعانهم على ذلك، قوم من بني جلدتنا، ومن الآخرين.

لقد جنحنا للسلم، فلم يجنحوا، وتعاملنا مع أسراهم، بالحلم والتسامح، فلم يرعوا، ولم يتسامحوا، فداسوا على كل المبادئ والبنود، وتجاوزوا في عدوانهم -علينا- كل الحدود؛ وبالرغم من ذلك وجدوا لدينا كل الشجاعة والصمود.

إن فينا قوما جبارين، من كل أنواع المقاومين، بدءا بالقسّام جند الله، وانتهاء بالبواسل من أنصار الله.،

ونحن أناس لا توسط بيننا  لنا الصدر دون العالمين أو القبر

وهاهو رمضان، هو عبر التاريخ، شهر الجهاد والفتوحات، يأتي هذه السنة ليكون شاهدا لنا، لا علينا، فقد ظن المعتدون، أن المقاومة قد ضعفت، وأن قواها -لا سمح الله- قد خارت، هاهي المقاومة، تدك حصون المعتدين، فتدك حصونهم -انطلاقا من القواعد المجهولة- لتضرب أعماق عسقلان وتل أبيب، وتجبرهم على الفرار، كالفئران، إلى المخابئ،﴿قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾[سورة آل عمران، الآية 73].

وحدِّث، عن شعبنا الصامد في غزة، الذي استهان بكل الحواجز والمعيقات، كالتجويع، والتهجير، والتعذيب، وهاهو يقدِّم للأعداء، صورا من الصمود والتحدي، وآيات التصدي للتعدي.

“قولوا له، وهو الذي لا يقبل القول الصريح

إنا حلفنا، لن نذل لغاصب أو مستبيح

وغدا تسوقكم الجموع -غدا- إلى قبر العدم”.

ولعاقل أن يسأل -في ضوء هذا كله- بكل عفوية ومنطقية: أين تقف أمة المليارين من عواقب هذا الحدث؟

أمتنا التي تملك المال، والرجال، والأعمال، كيف خمدت، وجمدت، فأغلقت جيوبها، وجمدت جنودها، ونكست بنودها؟ ألسنا خير أمة أخرجت للناس؟

أين علماؤنا؟ أين كبراؤنا؟ أين نشطاؤنا؟ أليس فينا قائد رشيد وأبطال يفلون الحديد بالحديد؟

﴿وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ﴾[سورة البقرة، الآية 61].

لم يجدِ حصاد الصيام، والقيام، في شهر الصيام، ولم تخرجهم من جحورهم بشائر صواريخ القسّام، وهي تدك قواعد الأعداء اللئام، ألم يكفهم أن الفئة الباسلة من أنصار الله، قد تصدت –على قلتها- لأعتى وأخطر أنواع المعدات والطائرات؟

تباركت مشيئة الله، فقد وعد الله بالنصر عباده المؤمنين، مهما قلّ عددهم ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا﴾[سورة النساء، الآية 141].

يكفي النظرة التأملية الدقيقة والعميقة إلى الواقع الداخلي لبني صهيون، ليدرك المتأمل حكمة الله.

إضافة إلى الخوف والهلع، الذي يعيشونه، هاهم وقد دبّت بينهم العقارب، فباءوا بالهزائم النفسية، والعسكرية، والسياسية، ﴿بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ﴾[سورة الحشر، الآية 14]

أيعقل بعد كل هذا الجزر الذي يميز الواقع الصهيوني، أن يخرج علينا، بعض الحكام، والعلماء، والدعاة، ليلمزوا المقاومة، ويطالبونها بوضع السلاح والاستسلام للعدو؟ “ألا ساء ما يصفون”.

أيا كان تكالب الأعداء، والأشقاء، ومهما تبدو ضربات الأعداء، بفعل إمدادهم بالسلاح، فإن النصر هو سيد الموقف، وإنه –أي النصر- قضية ساعة بالمعنى الواقعي، لا بالمعنى السياسي.

ستبقى غزة، صامدة بأبنائها وبناتها رغم الدمار، وستُلحق المقاومة الهزيمة بالصهاينة المعتدين، مهما تبجّحوا، لأن سلاح الحق أقوى من سلاح الباطل مهما قويت شوكته، والخاسر الأكبر بعد جيش العدو، هو جيش العملاء، فيوم تبيضُّ وجوه وتسودُّ وجوه، يومها يدرك العملاء، أنهم راهنوا على جواد خاسر، ويومها سيندمون، ولا ينفعهم الندم.

وجزى الله النخبة الحية، من طلائع المجتمع الإنساني، في كل أنحاء العالم، التي هبّت بكل وعي وشجاعة، للوقوف مع المقاومة الفلسطينية، والتنديد بالعربدة الوحشية الصهيونية، “ورب أخا لك، لم تلده أمك” كما يقول المثل العربي.

الجامعات، والبرلمانات، والقنوات هبّت كلها، للإعراب عن مواقفها الشجاعة، في حين لاذت مؤسساتنا -على اختلاف مستوياتها- بالصمت الرهيب، وليس هذا فقط، بل خرج علينا بعض الناعقين باسم السياسة، أو باسم الدين، وحتى باسم السلطة الفلسطينية، يعلنون الولاء لبني صهيون، ويتبرؤون مما تقوم به المقاومة.

فيا موت زر إن الحياة ذميمة      ويا نفس جدي، إن دهرك هازل.

وختام القول، إنه كلما بدا للبعض أن الظلام قد اشتد، وأن سطوة العدو قد امتدّت، فإن ضربات المقاومة تأتي لتبدد هذه الأوهام، وتزيل من حقول العقول هذه الألغام.

من علامات النصر للمقاومة، تقدّم القيادة للصفوف الأولى من المعارك، والاستشهاد في ساحة الوغى، حتى ولو كان ذلك لا يخلو من غدر الغادرين، وخيانة الخائنين.

وأيا كان تكالب الأعداء، والأشقاء، ومهما تبدو ضربات الأعداء، بفعل إمدادهم بالسلاح، فإن النصر هو سيد الموقف، وإنه –أي النصر- قضية ساعة بالمعنى الواقعي، لا بالمعنى السياسي.

ستبقى غزة، صامدة بأبنائها وبناتها رغم الدمار، وستُلحق المقاومة الهزيمة بالصهاينة المعتدين، مهما تبجّحوا، لأن سلاح الحق أقوى من سلاح الباطل مهما قويت شوكته، والخاسر الأكبر بعد جيش العدو، هو جيش العملاء، فيوم تبيضُّ وجوه وتسودُّ وجوه، يومها يدرك العملاء، أنهم راهنوا على جواد خاسر، ويومها سيندمون، ولا ينفعهم الندم.

نقول هذا، والحسرة تملأ قلوبنا، والأسى يقضّ ضمائرنا، ونهمس في أذن الجميع، أنه مازال متسع من الوقت، لتلافي ما فات.

فليعد الجميع إلى الصف الوحيد الذي هو صف المقاومة، ولا جدوى من المكابرة والتعنّت، لأن الحق قد بان دليله، واتضح سبيله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!