-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“أمريكا ستتلقى ردا حاسما”.. وهذا ما أكده قائد الجيش الإيراني

الشروق أونلاين
  • 8225
  • 0
“أمريكا ستتلقى ردا حاسما”.. وهذا ما أكده قائد الجيش الإيراني

نقلت وسائل إعلام إيرانية عن قائد الجيش اللواء أمير حاتمي، تأكيده بالرد الحاسم على ضرب أمريكا لمنشآت إيران النووية، والقتال ضد الكيان الصهيوني حتى النصر.

وبحسب ما أفادت وكالة مهر للأنباء، فقد أجرى القائد العام للجيش الإيراني، اتصالا مرئيا من مقر ذو الفقار المركزي مع كبار قادة الجيش، أشاد من خلاله بالجهود المبذولة لمواجهة الكيان الصهيوني، وبذكرى شهداء هذه الحرب، وتمنى الشفاء العاجل للجرحى.

وقال حاتمي: “لقد جعلت مهامكم الناجحة خلال هذه الفترة العدو لا يشعر بالنجاح في أفعاله، لدرجة أنه اضطر اليوم إلى ملاحقة المسؤول الرئيسي عن هذه الجرائم والدخول معه مباشرة في صراع مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

وأضاف: “على مدار تاريخ الثورة الإسلامية، وحتى قبل الثورة الإسلامية، شهدنا جرائم الأمريكيين مرارًا وتكرارًا، وهذا ليس بالأمر الجديد. ففي عام 1979، وخلال فترة الدفاع المقدس، وخاصةً في أواخر تلك الفترة، شهدنا جرائم الأمريكيين مرارًا وتكرارًا. وفي كل مرة ارتكبوا جرائم، تلقّوا ردًا حاسمًا، وهذه المرة سيكون الأمر نفسه”.

وأكّد حاتمي على التمسك الدائم بشعار “الجيش يضحي بنفسه من أجل الوطن”، مشيرا إلى أن “العمل العظيم الذي قام به الشعب يوم الجمعة وتواجده في الميدان ضاعف مسؤولية الجيش”.

وأردف: “إننا ممتنون لهذا الشعب العظيم والواعي، وأُعلن بصدق وأمانة أمام الشعب الإيراني الكريم أننا اليوم أكثر تمسكًا بشعارنا من الماضي، وسندافع بكل قوتنا عن استقلال البلاد ووحدة أراضيها وعن نظام الجمهورية الإسلامية المقدس، الذي يُعدّ أكبر داعم لاستقلال البلاد ووحدة أراضيها”.

وتابع: “نعتبر الشهادة نعمة عظيمة، لكننا الآن نقاتل من أجل النصر. أدعو القادة والمقاتلين الأعزاء إلى تنفيذ الخطط التي أعلنتها القيادة المركزية لمقر خاتم الأنبياء وقيادة عمليات ذو الفقار للجيش بإبداع ومبادرة وقوة وعقلانية، وأن يكونوا على يقين من أنهم مصدر فخر واعتزاز للشعب الإيراني والقائد الأعلى للقوات المسلحة. إن شاء الله، سيكون النصر حليفنا، وهذا وعد الله عز وجل القاطع”.

وفجر الأحد، انخرطت الولايات المتحدة الأمريكية رسميا في الحرب إلى جانب الكيان الصهيوني، وذلك بقصف منشآت إيران النووية، في خطوة قال عنها مراقبون أنها تصعيد خطير ينذر ببداية الحرب العالمية الثالثة.

وفي اليوم العاشر من الحرب بين إيران والكيان الصهيوني، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن بلاده نفذت هجوما “ناجحا للغاية” على المواقع النووية الإيرانية الثلاثة فوردو ونطنز وأصفهان، مؤكدا أن “الآن هو وقت السلام”.

وقال ترامب إنه تم إسقاط حمولة كاملة من القنابل على الموقع النووي الأساسي في فوردو، مؤكدا أن موقع فوردو انتهى، وأنه لا يوجد جيش آخر في العالم غير الجيش الأميركي يمكنه أن يفعل هذا.

وطالب إيران بالموافقة الآن على إنهاء هذه الحرب، ووصف هذه اللحظة بأنها تاريخية للولايات المتحدة وتل أبيب والعالم، مشددا على أن أي رد انتقامي من إيران ضد الولايات المتحدة سيقابل بقوة أكبر بكثير مما شهدناه الليلة.

وفي كلمة له عقب تنفيذ الهجمات الأمريكية على المنشآت الإيرانية قال ترامب  إن هدف الضربات هو وقف التهديد النووي، ووضع حد للإرهاب الذي كانت تشكله، برغم من تحذيرات دولية من تدخل الولايات المتحدة الأمريكية.

وتابع أنه “ما زال هناك الكثير من الأهداف، وإما أن يكون هناك سلام وإما مأساة لإيران”، وقال إنه سيتم ضرب أهداف أخرى بدقة إذا لم يتم تحقيق السلام، مشيرا إلى أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ستعقد مؤتمرا صحفيا بشأن الهجمات.

إيران تتوعد بالرد

وقالت إيران، إن الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة على منشآتها النووية يُعدّ “عملا وحشيا ومخالفا للقانون الدولي”، وطالبت بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لإدانة الهجوم.

وأكد وزير الخارجية عباس عراقجي إن واشنطن ارتكبت انتهاكا جسيما لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي بمهاجمتها منشآتنا النووية السلمية، مضيفا أن “أحداث هذا الصباح لها عواقب وخيمة وعلى أعضاء الأمم المتحدة الشعور بالقلق إزاء هذا السلوك الإجرامي”.

وشدد على أن إيران تحتفظ بكل الخيارات للدفاع عن سيادتها ومصالحها وفقا لميثاق الأمم المتحدة الذي يسمح بالرد دفاعا عن النفس.

وفي رسالة من إيران لمجلس الأمن قالت طهران إن الولايات المتحدة وتل أبيب مسؤولتان عن الهجوم غير القانوني على المنشآت النووية السلمية، داعية لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث هذا العمل غير القانوني واتخاذ إجراءات لإدانته.

في الأثناء، قالت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية في بيان عقب الهجمات الأميركية التي استهدفت المنشآت النووية الثلاث في البلاد، إن ذلك تم بـ”تغاضٍ بل وتواطؤ من الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.

ووصف البيان الهجمات بأنها انتهاك لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية والقوانين الدولية الأخرى، منتقدا الوكالة الدولية للطاقة الذرية بسبب “عدم إدانتها” للهجمات التي نفذتها تل أبيب والولايات المتحدة.

وأضاف: “للأسف، تم تنفيذ هذا العمل المخالف للقانون الدولي بتغاضٍ، بل وبمستوى من التعاون من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية”. وقالت “نحن ننتظر من المجتمع الدولي إدانة هذه الفوضى القائمة على شريعة الغاب، ودعم إيران في نيل حقوقها المشروعة. ونؤكد لأمتنا العظيمة أن هذا الهجوم لن يُثنينا عن تطوير صناعتنا النووية الوطنية”.

نتنياهو يشكر ترامب

عبر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن شكره للرئيس الأميركي على تنفيذ الهجوم على المواقع النووية الإيرانية.

وقال نتنياهو إن القوة تأتي أولا ثم بالسلام، مضيفا في كلمة له في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد أن ترامب وأميركا تصرفا بكثير من القوة وقراره الجريء استهداف منشآت إيران النووية سيغير التاريخ.

وأكد أن “الهجوم الأميركي على المواقع النووية الإيرانية تم بالتنسيق الكامل مع إسرائيل”، مشيرا إلى أن ترامب اتصل به فور انتهاء العملية.

نواب بالكونغرس ينتقدون ترامب

قال زعيم الديمقراطيين في الكونغرس حكيم جيفريز إن ترامب يدفع البلاد نحو الحرب بسبب الضربات الجوية الأميركية على إيران، مضيفا في بيان: “لقد ضلل الرئيس ترامب البلاد بشأن نيته، ولم يحصل على إذن من الكونغرس لاستخدام القوة العسكرية، ما يهدد بتورط أميركا في حرب كارثية محتملة في الشرق الأوسط”.

وقالت السيناتورة الديمقراطية جين شاهين إن ترامب ضلل البلاد بشأن نياته وفشل في طلب تفويض من الكونغرس لاستخدام القوة، ووعد بجلب السلام للشرق الأوسط، لكنه فشل في الوفاء بهذا الوعد.

من جانبها، قالت عضو مجلس النواب نانسي بيلوسي إن الرئيس ترامب تجاهل الدستور من خلال إشراك الجيش الأميركي من جانب واحد دون إذن من الكونغرس، وطالبت بإجابات بشأن العملية التي تعرِّض الأميركيين للخطر وتزعزع الاستقرار.

أما النائب توماس ماسي (عن ولاية كنتاكي) أحد أبرز الجمهوريين المعارضين للتدخل الأميركي في إيران، فنشر تدوينة عبر منصة إكس قال فيها: “قصف الرئيس ترامب للمواقع النووية الإيرانية مخالف للدستور”.

وانتقد السيناتور بيرني ساندرز (مستقل عن ولاية فيرمونت) في تجمع انتخابي في أوكلاهوما قرار ترامب بقصف إيران ودخول الولايات المتحدة في الحرب، وقال هو أيضا إنه مخالف للدستور بشكل صارخ.

وأضاف ساندرز أن الكيان الوحيد الذي يملك سلطة جرّ هذا البلد إلى الحرب هو الكونغرس بموجب دستور الولايات المتحدة، وأن الرئيس لا يملك هذا الحق.

غوتيريش يدين الهجوم الأمريكي على إيران

وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الضربات الأمريكية على إيران بأنها “تصعيد خطير في منطقة تواجه مخاطر، وتهديدا مباشرا للسلم والأمن الدوليين”، وأكد أنه يشعر بقلق بالغ إزاء استخدام الولايات المتحدة للقوة ضد إيران.

وقال غوتيريش في بيان صدر في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد إن “هناك خطرا متزايدا من أن يخرج هذا الصراع عن السيطرة بسرعة، مع عواقب وخيمة على المدنيين والمنطقة والعالم”.

وأضاف “في هذه اللحظة الحرجة، من الضروري تجنب دوامة الفوضى. لا يوجد حل عسكري. السبيل الوحيد للمضي قدما هو الدبلوماسية. الأمل الوحيد هو السلام”.

كيف سترد طهران على العدوان الأمريكي؟

وبدخول الولايات المتحدة رسميا إلى جانب الكيان الصهيوني، وقصفها للمنشآت النووية الإيرانية برزت عديد التساؤلات بشأن سيناريوهات الرد المحتملة، هل سيتم إغلاق المضائق وضرب البوارج والحاملات؟ هل سيتم ضرب القواعد العسكرية في المنطقة؟ هل ستحاول إيران ضرب ديمونة؟ هل ستتوسع الحرب ويتدخل الحلفاء أم ستقتصر على المحور فقط؟

في هذا الصدد، قال معلق التلفزيون الرسمي الإيراني إن كل مواطن أو عسكري أميركي في المنطقة أصبح هدفا مشروعا الآن.

وكانت إيران توعدت باستهداف المصالح الأمريكية بما في ذلك قواعدها في المنطقة، إذ كشف مسؤول أوروبي يوم الجمعة، أن طهران حذّرت قطر من أن القواعد الأمريكية في المنطقة ستصبح هدفا مشروعا لها ردا على أي هجوم أمريكي.

كما قال مسؤول إيراني في تصريحات سابقة لشبكة سي إن إن، إن المنشآت النووية محمية بشكل كامل وإن بلاده ستفعل كل ما يلزم لحماية الشعب الإيراني والمصالح العليا للبلاد إن تدخلت الولايات المتحدة.

وعلّقت جماعة أنصار الله “الحوثيين” في اليمن، على الهجوم الأمريكي قائلة إن على واشنطن تحمّل التبعات، ما يفتح الباب أمام عدة سيناريوهات قد يتضمنها الرد الانتقامي الإيراني على الهجوم الأمريكي.

وتمتلك الولايات المتحدة قواعد عسكرية في 19 موقعا على الأقل في منطقة الشرق الأوسط، تستضيف ما يتراوح بين 40 إلى 50 ألف جندي أمريكي.

  • ولا يستبعد خبراء ردودا انتقامية إيرانية تستهدف القواعد الأمريكية في المنطقة، فضلا عن إمكانية تعطيل حركة نقل النفط العالمية في مضيق هرمز، الذي يعتبر ممرا حيويا لشحن النفط، يمر عبره نحو 20% من نفط العالم.

ويعد مضيق هرمز، البوابة الرئيسية للبحر الأحمر وقناة السويس، ويقع بين جيبوتي واليمن، بعرض 15 ميلا عند أضيق نقطة، وهو ما يتيح لأنصار الله الحوثيين في اليمن تكثيف هجماتهم الصاروخية على السفن، الأمر الذي سيؤدي إلى عواقب وخيمة على سلاسل الإمداد العالمية.

ومنذ 13 جوان الجاري، يشن الكيان الصهيوني بدعم أميركي عدوانا على إيران استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين، وردت الأخيرة بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه تل أبيب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!