-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أمريكا وإيران .. لا كفيار ولا سجاد عجمي

الشروق أونلاين
  • 1355
  • 0
أمريكا وإيران .. لا كفيار ولا سجاد عجمي

عندما زار الرئيس الإيراني السابق محمد علي خاتمي مقر الأمم المتحدة في نيويورك وأطلق مبادرته حوار الحضارات أمام دعوة مفكري اليمين الأمريكي صراع الحضارات، نشطت وسائل الإعلام الأمريكي في وصف جودة السجاد الإيراني وأهمية الكفيار للصحة ولذة الفستق الإيراني..
صالح‮ ‬عوض
وأظن ان كثيرا من الأمريكان القريبين من صنع القرار بدأوا يتلمظون شفاههم وينكشون أسنانهم متخيلين لذة الأيام القادمة.. كان خاتمي يمارس إحدى ممارسات السياسة الاستراتيجية لبلده المحاصر.. ولمنظره الأنيق وألفاظه المنتقاة وثقافته الإنسانية العالية تغنى الإعلام الأمريكي‮ ‬بزيارة‮ ‬عالم‮ ‬الدين‮ ‬الإصلاحي‮.. ‬وكانت‮ ‬عين‮ ‬صناع‮ ‬القرار‮ ‬في‮ ‬أمريكا‮ ‬ترنو‮ ‬للبحر‮ ‬الأسود‮ ‬ومجاورة‮ ‬روسيا‮ ‬والتحكم‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮.‬
ذهبت السكرة وجاءت الفكرة.. وإذا بإيران تعلن عن برنامجها النووي، وإذا بإيران تواصل دعمها للمقاومة الفلسطينية .. وتتمخض ظروفها الداخلية على تصعيد تيار صنع وقائع الثورة الخمينية أيام عزها وإذا بأحمدي نجاد أحد قادة (الطلبة السائرين على خط الإمام) يصبح رئيسا للجمهورية الإسلامية.. وعلى طريقة معلمه أعلن أن العالم لن يستقر إلا بإزالة دولة الكيان الصهيوني، ضج العالم وظن الكثيرون إنها أمنية دفينة زلّ بها اللسان.. إلا انه واصل بمناسبة وغير مناسبة التأكيد على ان إسرائيل زائلة من الوجود.. وبعد أشهر قليلة كان جنود إسرائيل‮ ‬ودولة‮ ‬إسرائيل‮ ‬وقادتها‮ ‬يتلقون‮ ‬أقسى‮ ‬رسالة‮ ‬تعيدهم‮ ‬الى‮ ‬السؤال‮ ‬عن‮ ‬جدوى‮ ‬الكيان‮.. ‬فكانت‮ ‬الأيام‮ ‬الثلاثون‮ ‬من‮ ‬المقاومة‮ ‬إشارة‮ ‬الى‮ ‬ما‮ ‬سيأتي‮.‬
بالأمس كتب صحفي إسرائيلي يقول ان تل أبيب تكونت في 1909 وسيزيلها أحمدي نجاد في 2009.. أيا كان الأمر، فإن الأمريكان لن يتلذذوا بالكفيار الإيراني والفستق الحلبي ولن تتزين محلاتهم بالسجاد العجمي.. فملفات الشوك كثيرة.. وساسة أمريكا وإسرائيل في حيص بيص.. من فضائح‮ ‬جنسية‮ ‬الى‮ ‬فضائح‮ ‬رشوات‮ ‬الى‮ ‬فوضى‮ ‬وهزائم‮.. ‬إنها‮ ‬أيام‮ ‬تاريخية‮ ‬مفصلية‮ ‬تجتازها‮ ‬الأمة‮. ‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!