وصل أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الخميس، إلى العاصمة السورية دمشق في أول زيارة يجريها زعيم دولة منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وتأتي الزيارة التي تعد أيضا الأولى من نوعها لأمير قطر منذ أكثر من 14 عاما، بعد ساعات من إعلان أحمد الشرع رئيسا للجمهورية العربية السورية خلال المرحلة الانتقالية.

سمو الأمير لدى وصوله العاصمة دمشق في زيارة رسمية إلى الجمهورية العربية السورية الشقيقة#قنا #قطر #سوريا pic.twitter.com/icafV9v1rl

— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) January 30, 2025

أهم القرارات التي أصدرها الشرع بعد تنصيبه رئيسا.. وأول زعيم عربي يزور سوريا

وكشفت وسائل إعلام سورية، أهم القرارات التي أصدرها أحمد الشرع، بعد تنصيبه رئيسا للبلاد في المرحلة الانتقالية، فيما أشارت إلى أن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، سيكون أول زعيم عربي يزور سوريا بعد سقوط نظام الأسد.

ومساء الأربعاء، تم الإعلان عن إسناد منصب رئيس البلاد في المرحلة الانتقالية إلى أحمد الشرع، وذلك خلال “مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية” في دمشق، بحضور قادة الفصائل المسلحة الأعضاء بإدارة العمليات العسكرية.

وألقى الناطق باسم إدارة العمليات العسكرية العقيد حسن عبد الغني بيانا سمي “بيان إعلان انتصار الثورة السورية” قال فيه “نهنئ شعبنا السوري العظيم بانتصار ثورته المباركة”.

وأضاف أنه تقرر عقب اجتماع الفصائل العسكرية والثورية “تفويض رئيس الجمهورية بتشكيل مجلس تشريعي مؤقت للمرحلة الانتقالية إلى حين إقرار دستور دائم”.

وأكد أنه تقرر أيضا “حل مجلس الشعب المشكل في زمن النظام البائد واللجان المنبثقة عنه”.

كما أعلن عن “حل جيش النظام البائد وإعادة بناء الجيش على أسس وطنية.. وحل جميع المليشيات والأجهزة الأمنية التابعة للنظام البائد بكل بفروعها”.

في المقابل، تقرر “تشكيل مؤسسة أمنية جديدة تحفظ أمن المواطنين”.

كما أعلن عن حل حزب البعث العربي الاشتراكي وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية وإلغاء العمل بدستور سنة 2012 وبالقوانين الاستثنائية.

إدارة العمليات العسكرية: نعلن تولية القائد أحمد الشرع رئاسة البلاد في المرحلة الانتقالية #الجزيرة. pic.twitter.com/CjyE5szW5s

— محمد ‏الناصري 🇴🇲 (@mohammedalnseri) January 30, 2025

وفي كلمة له عقب الاجتماع، قال الشرع إن “أولويات سوريا هي ملء فراغ السلطة، والحفاظ على السلم، وبناء مؤسسات الدولة، والعمل على بنية اقتصادية”.

وأضاف: “كما عزمنا في السابق على تحرير سوريا فإن الواجب هو العزم على بنائها وتطويرها”.

وأردف: “كسرنا القيد بفضل الله وحُرر المعذبون ونفضنا عن كاهل الشام غبار الذل والهوان فكان النصر العظيم.. النصر لهو تكليف بحد ذاته، فمهمة المنتصرين ثقيلة ومسؤوليتهم عظيمة”.

كما أكد أن الصفة المتعارف عليها في الحرب هي الخراب وسفك الدماء، غير أن نصر سوريا تحقق وملؤه الرحمة والعدل، وفق تعبيره.

خطاب النصر … لرئيس الجمهورية العربية السورية .. أحمد الشرع pic.twitter.com/awE5jvhdPt

— موسى العمر (@MousaAlomar) January 29, 2025

يشار إلى أن الشرع -وهو أيضا قائد هيئة تحرير الشام– كان قد عقد لقاء مع الفصائل العسكرية للثورة السورية بدمشق يوم 21 ديسمبر الماضي، ناقش فيه شكل المؤسسة العسكرية الجديدة، وصرّح بأن جميع الفصائل ستدمج في مؤسسة واحدة بإدارة وزارة الدفاع في الجيش الجديد.

وأسقطت الفصائل المسلحة، بقيادة “هيئة تحرير الشام” التي يتزعمها الشرع في الثامن منديسمبر 2024، نظام الأسد الذي فر إلى روسيا مع عائلته بعد حرب أهلية استمرت 13 عاما.

أمير قطر يلتقي الشرع في دمشق

ويزور أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، العاصمة السورية دمشق، الخميس، في أول زيارة لزعيم عربي إلى سوريا منذ سقوط نظام الأسد.

وأكدت الرئاسة السورية أن الأمير سيلتقي رئيس الإدارة الانتقالية، أحمد الشرع، لبحث المستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين البلدين.

وكانت دولة قطر قد رحبت بالخطوات التي تهدف إلى إعادة هيكلة الدولة السورية وتعزيز التوافق الوطني، مؤكدةً دعمها لمساعي تحقيق الاستقرار وبناء مؤسسات الدولة على أسس قانونية وتنموية.

وشددت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها على أهمية احتكار الدولة للسلاح تحت مظلة جيش وطني يمثل جميع السوريين، حفاظا على وحدة البلاد وسيادتها، وبما يمهد لانتقال سياسي شامل.

وجددت الخارجية القطرية في البيان تأكيد دعم الدوحة الكامل لسوريا في مختلف المجالات، واستعدادها للمساهمة الفاعلة في الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق تطلعات الشعب السوري في الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار.

وتأتي هذه الزيارة بعد لقاء جمع رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مع الشرع في دمشق منتصف جانفي الحالي، في إطار المساعي القطرية لتعزيز الحوار مع القيادة السورية الجديدة.

كما شهدت الفترة الماضية خطوات دبلوماسية، من بينها إعادة فتح السفارة القطرية في دمشق ورفع العلم القطري عليها، وذلك بعد أكثر من عقد على إغلاقها في جويلية 2011.

وفي سياق التقارب المتسارع، استضافت الدوحة وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في وقت سابق من الشهر الحالي، وسط مساعٍ لدعم الاستقرار وتعزيز التواصل بين الجانبين.

كما واصلت قطر تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة إلى سوريا، تأكيدا على دعمها للشعب السوري خلال المرحلة الانتقالية.