-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أنا أو.. أولاش..

عمار يزلي
  • 1323
  • 4
أنا أو.. أولاش..
ح.م

تمكنت السلطة من ترويض أصحاب مطلب المرحلة الانتقالية، وفرضت عليهم أجندتها السياسية، المتمثلة في البقاء ضمن الدستور ولا خيار غيره. يبدو هذا واضحا، من خلال مسعى الحوار الذي تعمل الرئاسة جاهدة من أجل إنجاحه هذه المرة، على خلاف المواعيد السابقة، التي لم تعمل على إنضاجها، وفضَّلت العمل الأحادي وضبط عقارب الساعة على 3 أشهر الدستورية لرئيس الدولة.

فتوى المجلس الدستوري، التي كانت تخريجة اجتهادية دستورية، برغم أن القياس لا يجوز دستوريا، جعلت رئيس الدولة في راحةٍ من الزمن والوقت والمهلة، ودفعت أيضا بالمعارضات الرافضة للباءات إلى الاقتناع بأن الباء الكبرى باقية إلى أن تتم الانتخابات، ومن دونها، فالباء باقية وتتمدَّد. لعل هذا ما أقنع المتشككين في نوايا السلطة والخائفين على مصالحهم وخنادقهم السياسية إلى أنه: لكي نتخلص من الباءات، علينا بقبول إجراء الانتخابات وقبول الحوار لتشكيل آليات ذلك. السلطة كانت أذكى لمّا رمت بالكرة إلى ملعب المشككين والرافضين والمرافعين لصالح المرحلة الانتقالية، واختارت منهم من رشحوهم هم بأنفسهم.. وقالت لهم بعبارةٍ مباشرة: اتفقوا في ما بينكم، لا دخل للرئاسة ولا للجيش ولا للحكومة في ما تقرِّرونه، ونحن سنعمل على التنفيذ فقط.

هكذا تمّ إحراج الجميع، وخاصة الغلاة منهم، لكون رؤية السلطة في تنظيم الانتخابات وآلياتها كان أرفع سقفا من تلك التي بنتها المعارضة. لهذا، لا شيء يخيف السلطة في هذا الشأن، وكل ما في الأمر أنها تريد أن يطمئن الجميع إلى أن الاستحقاق الرئاسي القادم تريده أن يكون حقيقيا، شفافا وذا مصداقية وديمقراطيا أكثر من مطلب الديمقراطيين أصحاب المحاصصة السياسية.

نمتُ على هذا الحدث، لأجد نفسي معارضا شرسا، أتحاور مع لجنة الحوار، باعتباري معارضا للحوار أصلا.. قلت لهم: نحن نرفض الحوار، نحن نطالب بالمفاوضات. ردّ عليّ ممثلٌ عن لجنة الحوار: مفاوضات علاه، تحسب أحنا ديغول؟ واش راك تقول؟ قلت له: نتفاوضوا يعني نتناقشوا. قال لي: وحنا واش رانا نديروا هنا؟ نلعبوا الكارطة؟ جينا باش نسعوا لكم ونتناقش.. يالله قول واش عندك. قلت له: أحنا يخصنا نربحوا بلا ما ننتخبوا. قال لي ضاحكا: معناه ماكان لاه ننظّم الرئاسيات؟ ماكان لاه نتحاور أصلا؟.. يالله يا سيدي أروح أنت رئيس أو أحد من أصحابك الديمقراطيين وهاهي الديمقراطية.. قلت له: أحنا إذا نظمتم الانتخابات، نخسروا.. لهذا أولاش الفوط. قال لي: معناه غير تربحوا أنتم وإلا ماكانش الفوط؟ هذه هي الديمقراطية نتاعكم؟ قلت له: أحنا نختار الرئيس، مش الشعب.. قال لي: والشعب واش يدير؟ يلعب الكرة؟ قلت له: يروح يدير روحه ينتخب، وأحنا من يقرر شكون ينجح. قال لي: هذا ما كان النظام يفعل منذ الاستقلال. جماعة تختار الرئيس والشعب يروح يفوطي شكلا، أي يزكي الاختيار، والنتيجة معروفة سلفا.. نحن نريد أن يختار الشعب فعلا من يريد ومن يحب ويختار.. ولا يحتار، سواء تعلق الأمر اليوم بالرئاسيات أم مستقبلا مع رئيس الجمهورية الجديد، في الاستحقاقات المحلية والتشريعية.. نريد أن ننتهي من نظام المحاصصة. قلت له: صحّة أعطونا الحصّة الكبرى.. قال لي: أقلية تريد أن تكون الأغلبية علاه؟ قلت له: نحن هم النُّخب المتعلمة بالفرنسية والدّارجة.. فرنسا كانت تفعل نفس الشيء معنا.. معكم.. كأنديجان.. لماذا قبلتم؟ قال لي: وعلاش خرّجناها بالسلاح لو كنا قبلنا؟ قلت له: الحاصل: رانا موافقين بصّح إذا كان الرئيس منا، وإلا نحن ضدّ. قال لي: الخوارج قالوا هذا قبلكم.. انتهى اللقاء.

وأفيق على وقع أغنية: “الله يعطيك الردم أباري.. خليت يمينة بلا والي”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • قل الحق

    من تتحدث عنهم هم اول من انقلب على بيان اول نوفمبر و اسسوا لجمهورية علمانية في مؤتمر الصومام الذي خرج منه الشهيد زيغوت يوسف و هو يقول اما الجزائر فستستقل و اما الثورة فقد انتهت.
    من تتحدث عنهم هم من قاموا بتصفية المعارضين لارضية الصومام من المجاهدين الاوائل.
    من تتحدث عنهم هم اول من حمل السلاح ضد الجزائريين من اجل الحكم.
    من تتحدث عنهم هم اول من نادى بتدخل الجيش في التسعينات.
    من تتحدث عنهم هم من نظم مسيرة اسبوعا قبل انقلاب التسعينات و كان الغطاء السياسي الوحيد انذاك.
    من تتحدث عنهم هم من كانوا يحكمون بكوطة سيدهم التوفيق.
    من تتحدث عنهم هم البوفوار و صدعونا بال"بوفوار اساسين".
    ياو فاقو.

  • محسوم

    تمكنت السلطة من ترويض أصحاب مطلب المرحلة الانتقالية، وفرضت عليهم أجندتها السياسية، المتمثلة في البقاء ضمن الدستور ولا خيار غيره. يبدو هذا واضحا،... هولاء لم يحدث أن روضتهم السلطة لا بالمناصب ولا بالملايير .......................... بل هؤلاء غير قابلين للترويض رغم أن النظام كان يحاول ومنذ عشرات السنين بل هؤلاء فضلوا الأهوال والتهميش والمطاردات والمعتقلات .......... عن الانبطاح فمن ولد في العواصف لن تخيفه الرياح يا صاحب المقال

  • نسومر الأوراس

    لو أمطرت السماء حرية لأشترى العبيد مطرية

  • خليفة

    من تتحدث عنهم يملكون سجل CV حافل من النضال ضد العصابة ومنذ عشرات السنين أي لم ينتضروا 2019 حين استيقض الغارقين في الأحلام لمدة 57 سنة
    ومن تتحدث عنهم لم يساندوا العهدة 5 ولا العهدة 4
    من تتحدث عنهم عارضوا وانتقدوا انتهاك الدستور سنة 2008 بهدف فتح العهدات الرئاسية في وقت من تدافع عنهم صاموا عن الكلام
    من تتحدث عنهم ينتقدون بقية العصابة اليوم رغم الأخطار في وقت من تشهر لصالحهم لا يملكون الشجاعة لذلك
    من تتحدث عنهم يشاركون في المسيرات وفي قلب العاصمة في وقت من تتحدث عنهم يختبؤون خوفا من كلمة degage
    من تتحدث عنهم يناظلون من أجل التحرر من العبودية ومن تدافع عنهم يعملون من أجل تحسين شروطها