أهوال القيامة.. غزة تلفظ أنفاسها.. عبارات تهز المواقع

تعيش مواقع التواصل الاجتماعي تحت وقع الصدمة، بسبب الجرائم المروعة التي يشهدها قطاع غزة، التي مسحت أحياء سكنية بأكملها، وخلفت المئات من الشهداء، في أيام العيد وما تلاها، ما خلّف حالة من الحزن والأسى والعجز لدى شريحة واسعة من الجزائريين الذين خرج العديد منهم في وقفات سلمية لاستنكار دموية الاحتلال الصهيوني ومطالب بتجديد النصرة وكافة أشكال الدعم لما تبقى من غزة..
ما يحدث في غزة ليس فيلم رعب هوليودي أو تمثيلية هتشكوكية، بل واقع مرعب تجاوز كل حدود الجريمة والعنف والهمجية والسادية في ترويع الأبرياء وقتل الآمنين وتصفية جماعية للسكان بصواريخ وقنابل محرمة دوليا، استهدفت خيم النازحين والمدارس والمستشفيات ومراكز الإيواء، ولم يشفع العيد في وقف ويلات القصف الذي بات أكثر همجية وعشوائية وشمولية في مشاهد دموية للمباني المتفجرة والأشلاء المتطايرة ونداءات الاستغاثة وبكاء لأطفال فقدوا أسرهم وأطرافهم، وهي المشاهد التي أثارت صدمة العالم وأعادت تحريك مواقع التواصل الاجتماعي، التي شهدت مشاركة واسعة لمشاهد القصف والدمار والتقتيل لتصل هذه الجرائم غير الإنسانية غير المسبوقة للعالم.
كأنها أهوال القيامة..
كأنها أهوال القيامة.. هكذا وصف رواد مواقع التواصل العدوان الأخير على غزة، بعد تطاير أشلاء الضحايا من الأطفال والنساء والمسنين لعنان السماء، بعد قصف صاروخي مركز على العديد من الأحياء في مشاهد وحشية تجاوزت الإجرام النازي، حولت أحياء سكنية بكاملها في ثوان إلى ركام ودخان تتصاعد منه صيحات الأنين وتسيل فيه الدماء كالوديان، وسط بكاء الأطفال وعويل النساء وتكبيرات الثابتين من المجاهدين، وهي المشاهد التي صدمت العالم الذي كان بحاجة لهذه المجازر المروعة ليتحرك ضميره النائم، حيث خرجت العديد من المظاهرات والمسيرات المستنكرة لهذه الجرائم في العديد من عواصم العالم، على غرار الجزائر أين نظمت العديد من الجمعيات والأحزاب وقفات استنكار في العديد من الولايات لتسجيل موقف مشرف لبلد المليون ونصف المليون شهيد الذي كان دائما داعما للقضية الفلسطينية مع مرور التاريخ، تحت شعار “نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”.
غزة تلفظ أنفاسها الأخيرة..
قال مدير وزارة الصحة بقطاع بغزة، منير البرش في تصريح صادم ومحزن ومدم للقلوب: “لا أبالغ عندما أقول إن غزة تلفظ أنفاسها الأخيرة”، حيث علق أحدهم على هذه العبارة: “وكأن كل ما حدث في غزة هو تمهيد لما حصل هذه الأيام حتى كلمة إبادة قليل، وحذّر الدكتور منير البرش من تصاعد استخدام الاحتلال لأسلحة جديدة تسبّب إصابات “غريبة ومشوّهة وحروقاً بالغة”، مشيراً إلى انهيار النظام الصحي بسبب نقص حاد في الأدوية الأساسية والمضادات الحيوية والمعقمات، ما يجبر الأطباء على ترك الجروح مفتوحة دون علاج.
وأشار البرش إلى أن الاحتلال يوظف “التجويع كأسلوب حرب” بعد منع دخول الإمدادات الغذائية والطبية لأكثر من 34 يوماً، بينما تعاني المستشفيات من اكتظاظ غير مسبوق وسط إخراج 400 طبيب من القطاع بين قتيل ومعتقل ونازح.
نحن نباد، نحن نقتل، نحن نذبح..
ومن الكلمات المدوية والحزينة التي هزت العالم، كانت للصحفي حسام شباب الذي ارتقى قبل يومين في غارة اسرائلية استهدفت شمال القطاع، حيث قال في فيديو حزين وهو يكي الوضع المأساوي في غزة: “نحن نباد، نحن نقتل، نحن نذبح، نحن نحترق في شمال غزة”.. وهي العبارات التي خاطب بها حسام شباب ضمير العالم الذي أضار ظهره للمجازر المأساوية التي تجاوزت كل الأعراف والقوانين وأبدعت في التقتيل الجماعي والتهجير أين يضطر آلاف المدنيين لهجرة منازلهم قسرا تحت التهديد بالقتل، يحملون أطفالهم وأمتعتهم البسيطة بلا وجهة آمنة. المعابر مغلقة والماء والغذاء شبه منعدم والمساعدات الإنسانية يمنعها الكيان عن دخول القطاع، فيما العالم يتفرج وكأن الأمر لا يعنيه. الأرقام الرسمية تتحدث عن أكثر من خمسين ألف ضحية بين قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، لكن العدد الحقيقي قد يكون أكبر بكثير، فكثيرون ما زالوا تحت الأنقاض وآخرون يموتون بصمت بسبب الأمراض وسوء التغذية.
الجزائر تسجل وقفات شرف
كانت الجزائر في الموعد لاستنكار الجرائم الصهيونية في حق الأبرياء في غزة، حيث خرج المئات من الجزائريين في مختلف الولايات في وقفات شرف، رافعين شعارات تطالب بوقف العدوان الغاشم على غزة، حيث نظم حزب حركة مجتمع السلم وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني أما مقر الحزب بالمرادية في العاصمة الجزائرية، كما نظمت جمعية حراء وقفة سلمية بمقرها المركزي بالعاصمة طالبت بضرورة حشد الدعم والنصرة لغزة وضرورة تحرك الأحرار في جميع أنحاء العالم لوقف العدوان، كما نظم أعضاء جمعية الإرشاد والإصلاح وقفة سليمة بساحة أول ماي بالعاصمة رافعين شعارات منددة بالتقتيل والتجويع والتهجير الممنهج الممارس من قبل الكيان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الأعزل.
ضرورة النصرة وحشد الدعم
وطالب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدم الاكتفاء بالبكاء والتنديد والحزن، في وقت يحتاج فيه المحاصرين في غزة إلى دعم حقيقي أكثر من أي وقت مضى، داعين إلى تكثيف حملات التبرع وإيصال المساعدات للغزاويين عن طريق العديد من الجمعيات الجزائرية الناشطة في هذا المجال والتي تمتلك قوات خاصة لإيصال المساعدات لغزة، خاصة وأن الجهاد بالمال يعتبر، بحسب الكثير من الأئمة، أولوية في هذه المرحلة الحساسة، علما أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أصدر بيانًا، شديد اللهجة، أكد فيه: “وجوب الجهاد المسلّح ضد الاحتلال الإسرائيلي”، داعيًا إلى حصاره برًا وبحرًا وجوًا، ومشدّدًا على ضرورة التدخل العسكري الفوري من قِبل الدول الإسلامية لدعم المقاومة الفلسطينية على المستويات العسكرية والمالية والسياسية.
وأشار البيان إلى أنّ “ما يجري في قطاع غزة من عدوان متواصل، والذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شهيد، يمثل إبادة جماعية ممنهجة تُنفّذ بدعم مباشر من الولايات المتحدة، وسط صمت عربي وتخاذل من دول العالم الإسلامي”.