أوقفوا المهزلة: لكي لا تضيع دماء بيت حانون

صالح عوض
أين العرب، أين المسلمون كل هذا الجبن خوفا من أمريكا؟.. هكذا صرخت عجوز فلسطينية وهي تخرج لتوّها من تحت أنقاض بيت قد هدمته طائرات إسرائيل في بيت حانون.. وقال رجل وهو يحمل رضيعا قد أصيب جراء القصف: (عندما تم أسر جندي إسرائيلي تحركت أجهزة الامن العربية ليل نهار بدأب للإفراج عنه.. أين هم الآن من هذه الجرائم التي يرتكبها العدو؟).ان خطوات حاسمة لابد من اتخاذها على الصعيد الفلسطيني أولها اعلان ان العملية السياسية قد فشلت، بل قد ماتت تحت سنابك دبابات إسرائيل ومع صواريخها التي دكت المنازل وبيوت الله وأن كل ما يترتب عليها قد توقف.. والاعلان بأن الحكومة الفلسطينية ليست نتاجا عن أوسلو، إنما هي نتاجا لمقاومة الشعب.. ومن هنا بالضبط التحرر من كل الالتزامات التي كانت على السلطة وليدة أوسلو.. وعلى ذلك توضع الخطط لشعب مقاوم وحالة ثورية لا لسلطة تعيش وهم الحكم وشهوة السلطان فيما هي لا تملك من أمرها شيء.. الأمر هنا يحتاج إيقاف المشي خلف السراب (وزراء، موظفون سامون، مهمات، سلم وظيفي، علوات…).
لابد من إيقاف المهزلة.. انه من أشد الألم ان تسمع مسؤولا فلسطينيا يدعو الى ضرورة تعديل الخطاب الفلسطيني لكي نصبح مقبولين إقليميا ودوليا.. هؤلاء الذين استمرأوا التذلل باسم الشعب الثائر يرون في عنفوان الشعب خطرا على حياتهم الآمنة المستقرة.. هؤلاء يرون في إمكانات جنون الشعب تهديدا لعلاقاتهم مع السيد الأمريكي.. هؤلاء الوجه الحقيقي لهزيمتنا.. ولعل حماس تكون أيقنت ان جرها لمربع السلطة السراب لم يكن إلا لتفريغ ساحة المقاومة ومن ثم الانقضاض على الشعب الأعزل لتهجيره من فلسطين.. ولعل حركة فتح تكون أيقنت ان قيادتها للشعب انتزعتها بريادتها للكفاح المسلح فقط.. لابد من إيقاف المهزلة… إنها الملحمة مع عدو لا يرحم ولا يرقب في مؤمن إلاّ ولا ذمة.