-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أيها المسيح قف!

صالح عوض
  • 924
  • 0
أيها المسيح قف!

سيدي عيسى بن مريم قف رجوتك.. أقبِّل يديك الطاهرتين وهما تفيضان بركة وسلاما على الناس فيما يهوذا يطاردك أيها الفلسطيني الفدائي الأول.. قف رجوتك أحكِ لنا الرواية كلها.. ألستَ يا سيدي تحمل معجزة الوجود فيما هم تكون ساقتهم الأقدار الى حيث هُم سوقا..؟ ألم تكلمهم في المهد صبيا ببيان لا غش فيه ولا تلعثم فأصابهم من بيانك الذهول ومن حقائق الحق معك أصابهم البهوت، وكانت كلماتهم مبعثرة وروايتهم مختلقة لا يقرهم عليها أحد؟
في ذكرى الاحتفال بمولدك الميمون نتتبع خطواتك وأمك الطاهرة من بيت لحم إلى الناصرة والقدس وهي تفرّ بك كي لا يمسك يهوذا وأصحابه الأشرار وقوة البطش الرومانية الاستعمارية.. كنت تمعن في الإصلاح ويمعنون في الإفساد والظلم.. كنت مزودا بالمعجزات التي لا يقوى عليها بشر فكانت تأخذ بها الألباب، لكنهم سريعا ما يرتدّون عنها كما كانوا يفعلون مع موسى الكليم.. وكما هم يفعلون مع أحبابك الفلسطينيين اليوم..
سيدي عيسى المسيح لقد كانت معركتك شرسة متعددة الجبهات فكنت ضد القوة الغاشمة المحتلة الطاغوتية وكنت ضد قوة الزيف والخديعة والالتواء في بني إسرائيل، وتحالف ضدك الظلم والخيانة اللذان وجدا في التخلص منك راحة لصيرورة الظالمين واستكانة لواقع الذل والهوان..
واجهوا كل معجزة بالتشكيك فتأتيهم بأخرى يخرّون لها سجدا، وقبل ان ترتفع رؤوسهم يداخلهم شيطان المهانة والخسة فيرتدوا عليك فضاقت بهم الحيلة فكادوا كيدهم وقد استشاطت قوى الشر الطاغوتية ووجدت في خسة بني إسرائيل حليفها وأداتها المثلى فكانت المؤامرة لقتلك كما تمت المؤامرة لقتل أخيك وحبيبك محمد.. ولئن أنجى الله محمدا بالهجرة فإن الله أنجاك بالرفعة إليه..
وباسمك سيدي حُرِّفت الكتب وزُيِّفت الحقائق وجُيِّشت جيوش العدوان تلاحق الإنسان في كل مكان.. وأصبحت البشرية التي لم تسمع مثلك متسامحا ومسالما ضحية حروب رفعت اسمك علما لها وكانت هي الأبشع في حروب الأرض..
في هذه الذكرى من كل عام تتجدد فينا المعاني وترتفع في وعينا درجاتٌ جديدة وتستقر في قلوبنا محبة أعمق ونحن نتتبع خطواتك تهدي الناس لربهم ولإخوتهم الإنسانية.. وقبل أن يحاولوا مؤامرتهم وأدركت أن الفراق قد حان أجله وقفت فيهم خطيبا مبشرا.. لا بأس فلقد ألقيت فيكم وعليكم حجتي فلئن حالت خسَّتكم ونذالتكم بينكم وبينها فغدا سوف يأتيكم أخي محمد برسالة الخير والبركة والرحمة للعالمين وتقوم معه أمة هي الخيرة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتحطم قوى الطاغوت وتلجم كيد الأنذال الخانعين والمفسدين..
سيدي عيسى المسيح إن المعركة هي تلك التي خضتَها ورغم كل معجزاتنا الفلسطينية إلا ان بني إسرائيل ومعهم قوة البطش الأمريكية يصرّان على المكيدة ولكن خانهم فهمهم ولم يتذكروا بأن محمدا فينا ولقد حق علينا وعليهم وعد الله بنصر عزيز لفلسطين التي قدَّستها خطواتك وباركتها خطوات محمد وموسى وكل أنبياء الله.. عليك سلامٌ يوم وُلدت وسلام يوم متّ وسلام يوم تُبعث حيا والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!