إجراءات إدارية ضد التلاميذ المتغيبين لحمايتهم من الشارع

أمرت مديريات التربية للولايات رؤساء الثانويات بأهمية الشروع في تطبيق الإجراءات الإدارية ضد التلاميذ المحتجين والرافضين للعودة إلى مقاعد الدراسة، تفاديا لتعفن الأوضاع وكذا للحفاظ على مستقبلهم الدراسي، ولكي لا يضيعوا مزيدا من الدروس، خاصة وأنهم معنيون باجتياز امتحان شهادة البكالوريا.
وفي مراسلات صادرة عنها بتاريخ 22 جانفي الجاري، طلبت بعض مديريات التربية للولايات من مديري الثانويات أهمية الإسراع في اتخاذ مختلف التدابير اللازمة والتي من شأنها المحافظة على استقرار القطاع عموما والمدرسة العمومية بشكل خاص، من خلال البدء في تنفيذ الإجراءات الإدارية، ضد كل تلميذ متمدرس لا يمتثل للقوانين التي تسيّر المؤسسات التربوية، ولا يحترم القانون الداخلي للمؤسسة التربوية، لأجل حمايتهم من الشارع ومن الأطراف المحرضّة، التي تقوم باستغلال براءتهم لتحقيق أغراضها الشخصية.
وفي الموضوع، أوضحت مصادر “الشروق”، أن الإجراءات الإدارية والمعمول بها قانونا في مثل هذه الحالات، “الغياب غير المبرر عن الدراسة وبشكل متتال”، والتي سيتخذها رؤساء الثانويات، تتمثل أساسا في إرسال إعذارات بالغياب لأولياء أمورهم، حيث يتم في البداية توجيه إعذار أول لتبرير الغياب أو الالتحاق مباشرة بالدراسة، وفي حال عدم الامتثال، يتم توجيه إعذار ثان، على أن يتم إرسال إعذار ثالث وأخير بالشطب من الدراسة، وبالتالي، يحرم التلميذ من اجتياز الامتحانات الرسمية.
وفي نفس السياق، أكدت مصادرنا على أن جميع أفراد الجماعة التربوية، قد انخرطوا على نطاق واسع، في مسعى إقناع التلاميذ بأهمية العودة إلى مقاعد الدراسة واستئناف دروسهم بشكل عادي، خاصة وأن أساتذتهم على استعداد تام للجلوس معهم إلى طاولة الحوار، لمناقشة مشاكلهم بشكل حضاري بداخل مؤسساتهم وليس خارجها، والتوصل بذلك إلى حلول عملية، على اعتبار أن البقاء في الشارع كوسيلة للاحتجاج لن يساهم في حلحلة الصعوبات بقدر ما يتسبّب في تعفين الوضع.
ويذكر أن مديري التربية بالولايات التي شهدت احتجاجات لبعض التلاميذ، قد سارعوا إلى التحرك لأجل احتواء الوضع، من خلال توجيه تعليمات صارمة لمديري المؤسسات التربوية، خاصة المتوسطات والثانويات، عبر حساباتهم الشخصية في النظام المعلوماتي للأرضية الرقمية، لمطالبتهم بأهمية فتح أبواب المدارس التي يشرفون على تسييرها، بدءا من الساعة السابعة والربع صباحا، وعدم الانتظار إلى غاية الثامنة، للشروع بذلك في استقبال التلاميذ في ظروف حسنة، مع الحرص على اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة والضرورية، لتجنّب تجمعاتهم أمام مداخل المؤسسات التعليمية، بما يضمن سلامتهم وانضباطهم.
وإلى ذلك، فقد أقدمت بعض مديريات التربية للولايات، على تنصيب “خلايا أزمة”، لمتابعة الموقف عن قرب، والتدخل العاجل لاتخاذ الإجراءات المناسبة في حال حدوث أي طارئ أو تجاوزات.