-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
صيحة الشروق

إذا عُرّبت…

عمار يزلي
  • 2164
  • 16
إذا عُرّبت…
ح.م

العالم العربي برمته بحاجة إلى إصلاح وليس إلى ترميم، قال ذلك أكثر من مسؤول عربي وجزائري بالأخص فيما يتعلق بالجامعة العربية، التي لم تعد تجتمع إلا على تفرق..
الواقع، أن العرب ممثلون في “جامعتهم” المفرّقة بين جمع الجموع، قد تأسست لتجمع شتات العرب غير المتجمعين على إجماع.. كان ذلك بوحي بريطاني أجنبي بالأساس لحاجة في نفس “جاكوب”.
بنفس الذهنية والاستراتيجية الغربية للقضاء على “الامبراطورية الإسلامية” العثمانية، التي كانت تقضي بتجميع العرب لمناهضة العجم ممثلين في الخلافة العثمانية التي كان الغرب يعمل على الانقضاض على إرثها، خاصة بعد حروب البلقان. لورانس العرب، كان العميل البريطاني الذي سيعمل على هذا التوجه لتجسيد خبرة مخابر التاج البريطاني في الشرق الأوسط.
رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط في بداية القرن التاسع العشر، بتوريث فلسطين لليهود وتقليم أظافر الرجل المريض قبل توزيع إرثه بين القبائل الأوروبية ضمن اتفاقية سايكس بيكو، التي سميت بهذا الاسم تيمنا باسم وزيري خارجية بريطانية “سايكس” ووزير الخارجية الفرنسي “بيكو”، كان الهدف الأكبر من رؤية الغرب الأوروبي للمنطقة لحدود سنة 2000.
والآن، وقد أنجزت المهمة وقضي على الخلافة الإسلامية العثمانية وعاد العرب كما كانوا قبائل في شكل دول.. متصارعة على زعامات مزعومة، تحت مظلة الغرب الأمريكي الأوروبي، وعودة الأمور إلى مجاريها التاريخية البعيدة.. تبدو تركيا اليوم أكثر ما تكون تواقة لاسترجاع تاريخها العربي الاسلامي السني.. بل وتاريخها الأوروبي. إيران على نفس الوتيرة تسير، نحو امبراطورية فارسية شيعية.. تتنافس مع الجيران العرب على ممرات الماء وشرايين الاقتصاد التجاري البحري النفطي.. تماما كما كان الصراع قبل الإسلام بين فارس والعرب على الممرات التجارية البحرية: البحر الأحمر والخليج الفارسي.. الذي عربه العرب بالإسم دون أن يتمكنوا من تعريبه سيادة وملاحة واقتصادا.. والدليل أن إيران تهدد اليوم بغلق مضيق هرمز إذا ما منعت من تصدير نفطها عبره.. بذهنية ّ”علي وعلى أعدائي”، على اعتبار أن إيران ما تزال تعتبر في وجدانها الأيديولوجي والعقائدي أن الخليج هو خليج فارسي وليس خليجا عربية. ذلك أن العرب لم يكن لهم لا نفوذ ولا دولة بالمنطقة فيما خلا اليمن في الجنوب الغربي من الخليج.
العرب اليوم إذن في مفترق الطرق نحو الوثبة إلى الأمام عن طريق تحالفات وإصلاحات جذرية في العلاقات العربية عربية والعربية إسلامية، وهو ما يبدو صعبا اليوم في ظل التشظي العربي على أسس ولاءات للغرب أكثر من الولاءات للعروبة.. وانقسام المسلمين العرب وغير العرب على أسس طائفية ومذهبية.
الغرب الاستعماري القديم والحديث.. يلعب دور المفرق بين “المرء وزوجه”، لنفس حاجة جاكوب في القرن 19، غير أن هذه المرة، ليس بضرب الإسلام بالعروبة، كما كان الحال مع البعثية، ولا بضرب الأعاجم بالعرب كما كان الحال مع بريطانيا، خاصة في شبه الجزيرة العربية، أو البربر بالعرب في الشمال الإفريقي.. ولا حتى بضرب التخلف الطرقي بالإصلاح الوهابي، بل باستعمال كل هذه الشراك والحبال جميعا. بنفس الصيغة والعقيدة، يعمل اليوم الغرب الأوروبي الأمريكي على صهينة المنطقة وتفريق شمل العرب ونسف جامعتهم وأنديتهم من اساسها.. بدليل أن النادي الخليجي هو الآخر يتعرض للتآكل والنخر كما نخرت من قبلها أندية اتحادية كالاتحاد المغاربي وسابقا مشروع الاتحاد بين مصر والسودان، وبين مصر وسوريا والعراق، ومشروع الوحدة بين الجزائر وليبيا.. ووو.. كل هذا لصالح مشروع اتحاد بين دول حوض المتوسط.. وإسرائيل طبعا.. تكون فيه دول الشمال المهيمنة، فيما دول الجنوب دركي وشرطي لمحاربة الإرهاب والهجرة الإفريقية نحو القارة العجوز وأمريكا.. وسوق استهلاك.
لهذا، إصلاح الجامعة العربية، يتطلب إصلاحا داخليا في كل دولة على حدة. وهذا ليس بالأمر السهل في ظل الانقسام وحب الزعامات وترأس الكتل وضعف الثقة بالنفس والولاء المطلق لولي النعمة والحامي لغير الملة ولغير الدين.. الحالب للذهب والنفط والدم..
لهذا، قد نحتاج إلى ثورات إصلاحية غير استبدادية، ديمقراطية، نابعة من إرثنا الحضاري والديني والتاريخي.. كنتم خير أمة أخرجت للناس.. تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
16
  • فؤاد

    لا وجود لشيء اسمه امازيغ او امازيغيه اصلا..اللفظ مستحدث 1967 الاسم التاريخي هو بربر وعندما نقول بربر فهو ليس عرق نقي أو حنس معين او نسب.. انما هو مجموعه من الاعراق التي استوطنت شمال افريقيا من اثوليين واشوليين وليبو وزنوج ..وفنقيون ..ونوميد ووندال ..وبزنطيين ..رومان ...وعرب فاتحين ..وعرب الاندلس ووووو

  • علي صخيري

    لكل ذي عقل لبيب في الجزائر أغلبية عربية مقابل أقلية بربرية لاذت بالجبال والشعاب والأودية حينما دخل العرب هذه الأرض وخاصة بعد دخول اعراب بني هلال وسليم وكثير من القبائل العربية الأخرى كما ذكرت المصادر التأريخية المعترف بها والكل يميز جيدا الفروق الواضحة بين الجنسين من حيث اللغة والعادات والتقاليد والملامح حتى. هذا لا يعني اعادة ثقافة العنصرية معاذ الله بل نحن شعب أصبح موحدا والحمد لله حاله كحال أغلبية الشعوب الأخرى فقد وحدتنا الضروف الجيوسياسية

  • chamharouche

    الى تعليق رقم 2 المسمى محمد روح للاميري بدل اسمك تهنى و ارتاح ... كن امازيغي ولا من المريخ او كن ماشئت المفيد تحذث عن نفسك بلسانك بلا ما تطرطق علينا كي البومبا ... كل واحد حر في حياته و اختياره بلا همز لمز و تنابز و تكبر غطرسة و لغو و تفرعين و الكالصوات ديالكم معمرين ازان لكن ماشي بيت الوضوء الي جاء بها الاسلام و العرب .

  • TADAZ TABRAZ

    لرقم 5 لأمازيغي .. تقول أن العرب لا يحكمون في الجزائر .. ولهذا فهي متخلفة وووو كما تقول فمن يحكم العراق وسوريا واليمن ... التي تعيش حروب وإرهاب وصراعات ومن يحكم إخوانك في الخليج الذين يقبلون أرجل ملوكهم وأمرائهم و المنبطحين لأمريكا والذين يستقبلون حكام إسرائيل بالبساط الأحمر ومن يحكم لبنان التي لم تعرف الإستقرار منذ أكثر من 40 سنة ومن يحكم مصر الإخوان الذين يطاردون الأقباط ويفجرون كنائسهم ويغتالون منهم كل يوم من يحكم ليبيا التي تعيش فوضى لا نظير لها ... وأخيرا يقول بايرون : تحب الحماقة الشهادة في سبيل الشهرة. ويقول جون جاك روسو : الطريقة الوحيدة لتفادي الخطأ هي الجهل.

  • نسومر الأوراس

    إن إقحام الجزائر في وسط هذا الهيكل المصطنع الذي يسميه الكاتب بالعالم العربي يعني الحكم على وطننا و شعبنا بالعيش في التخلف إلى أن يرث الله الأرض و من عليها ، فالعرب الذين يتحدث عنهم الكاتب حباهم الله بثروات طائلة و خيرات لا تنتهي و رغم ذالك هاهي أغنى دولة في العالم تعيش جهلا مطبقا و جامعاتها تصنف في ذيل القائمة عالميا ، ذلك لأن العقل والفكر لعربي صحراء قالحلة لا ينتج علما و لا ابتكارا و رحك عالمنا ابن خلدون الذي وصفهم بأنه لا يحسنون الصناعة () .

  • abay aissa

    واقع مر للأسف. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.التغيير من الداخل أمر حتمي لتغيير الوضع.

  • ابن الجبل

    اتفق العرب على أن لا يتفقوا !. متى كان العرب متفقون على كلمة واحدة ؟! حتى الاسلام لم يستطع أن يوحدهم ، بالرغم من أن القرآن الكريم يقول :" ان هذه امتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون " . فكل دولة أو دويلة تولي وجهها الى جهة معينة من الغرب حسب مصالحها السياسية والاقتصادية ... فما دامت تركيا تواقة لاسترجاع تاريخها العربي الاسلامي السني تحت الحضارة الأوربية ، وايران على نفس الوتيرة نحو امبراطورية فارسية شيعية ، فلماذا لا نؤسس نحن لامبراطورية شمال افريقيا الأمازيغي الذي ضربت حضارته في أعماق التاريخ ؟!

  • الطيب ــ 2 ــ

    ليس لأنها عربية و إلا لنكسرت في مهدها و لكنها مسلمة عالمية ضد العنصرية .أساسها أن تقول للناس كلكم لآدم و آدم من تراب ..إلهكم واحد لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى.. إنها رفعة الإنسان...إنه الشوق الذي انتظرته الإنسانية بفطرتها و عندما لاقته عانقته..." سلمان منا أهل البيت " ...صهيب الرومي مسلم أرضه هي أرض الإسلام كلها و مثله سيدنا بلال الحبشي ....رسالة الإسلام قدرها فقط أنها انطلقت من جزيرة العرب ..هي ليست رسالة العرب أو رسالة إلى العرب وحدهم ...التاريخ هو هذه الرسالة الخالدة و على الإنسانية أن تعيد النظر في فحواها و تتدبرها لتنقذ نفسها قبل فوات الأوان .

  • الطيب ــ 1 ــ

    حتى نقرب الفهم ..
    من تلك الخلوطة العربية الجاهلية التي كان من مظاهرها أنها تصنع الآلهة بيدها ثم تعبدها !!! و تجمع الأموال من خلال استحمار الناس للإلتفاف حولها كعقيدة ! من واقع العراة الحفاة ..من واقع مداهمات السلب و النهب ..من واقع الأنثى عار ..من واقع النعرات الجاهلية و القتل من أجل القتل ..من واقع الظلمات تلك انبثقت للوجود خير أمة عرفتها الأرض بقيادة خير خلق الله " خير القرون قرني "غيرت وجه الأرض في أقل من 50 سنة ليس لأنها عربية و إلا لنكسرت في مهدها ....يتبع

  • عبد العزيز

    الحمد لله على نعمة الاسلام والعروبة والانتماء حبيبنا محمد العربي الامي عليه الصلاة والسلام الحمد لله انني انتمي الى اسماء الله الحسنى ولا انتمي الي اسماء سميتموها انتم، يقول تعالى: إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان (صدق الله العظيم). اما مفهوم الجملة "اذا عربت خربت" والتي اطلقها ابن خلدون وعلى اساسها ينطلق اصحاب القلوب المريضة ويتخذونها حجة لشتم العرب اقول ابن خلدون يقصد بها الاعراب وليس العرب والفرق بين الاعراب والعرب يطول وعليكم البحث في غوغا وستفهمونها وهي تشمل كل الامم وليس العرب .. والعراب هم من العملاء والجهلة وقريش والصهاينة والمفرنسين المزروعين للعمالة.

  • م/ أولاد براهيم.

    نحن العرب هذا وطننا نشترك فيه مع أخواننا الامازيغ الاحرار.. نعم أننا ؛ وبكل صدق لانريد أن نقترب من أعراب دول الخليج المنبطحين؛ ولامن الجامعة الاغبرية؛ ولامن السعودية الوهابية. دون أن ننسلخ من هويتنا؛ ولانفرضها على أحد. أننا في وطننا الجزائر عرب؛ وامازيغ أحرارعاش أجدادنا؛ واجداد أجدادنا في كنف الوحدة ؛ والتآخي تحت سقف واحد منذ آلا السنين يردون عنه العداء في لحمة؛ واخاء مع أحترام الاختلاف العرقي؛ واللغوي والا كيف تحافظ اللهجات المحلية على وجودها؛ وانتشارها ؛ وتنوعها في كنف الوحدة الوطنية شعارنا في ذلك قوله تعالى :. ياأيها الناس أنا خلقناكم شعوبا؛ وقبائل لتعارفوا .. وقوله (ص) مثل المسلمين

  • امازيغي زواف

    يا رقم 2 محمد اسم لا علاقة له بالكهنة ولا غيرهم .. اما العرب الذي ننتمي لهم كما ينتمي لهم محمد عليه الصلاة والسلام تاريخهم مشرق وتطور وما عليك الا ان تسأل الذين هم ربك ومثلك الاعلى واسألهم كيف تمكنتم من العلوم كما تمكنت فرنسا من الجزائر اليوم بفضل عملائها .. طيبة العرب بدينهم وأخلاقهم سمحت لمن هب ودب الاحتماء بهم خوفا من بطش الجهلة من المسيحيين والعملاء الا انه للاسف لما هؤلاء احتمو بالعرب ودينهم الاخلاق انقلبو وتم شراء ذممهم واصبحو عملاء مندسين وسط العرب.. واتحداك ذكر اي دولة يحكم فيها العرب .. العرب الحقيقيين بعيدين والعملاء من الاقليات هم من يحكم والجزائر خير دليل اذكر عربي واحد في السلطة.

  • ؟؟؟؟؟؟

    كفاكم تكالبا على العرب....تكلم عن اليهود الماسونيين و الأنجيليين الذين لا يفرقون بين حق و باطل و الذين تسلقوا الأنظمة العربية تحت غطاء تقية اللسان و الذين عملوا على تخلفه و تجهيل شعبه و استعباده بنرجسية مقيتة....تكلم عن جماعة الروتاري....تكلم عن من ينشر الرذيلة و الأنحلال الخلقي في مجتمعاتنا المحافظة.....تكلم عن الحركية مثل بن غبريط و مراد سال دمي بلي يهودي...تكلم عن لورنسات العرب المزروعين كالجرب في المجتمعات المسلمة...تكلم عن بني عريان و بني بهدل و بني عداس الحفاة العراة المتطاولين في البنيان و الطغيان.....سم الأمور بمسمياتها

  • صنهاجي قويدر

    لم يكن حال العرب في الجاهلية أفضل مما هوعليه حالهم اليوم ، لكنهم ورغم ضعفهم الرهيب وحالتهم الماساوية بعثت فيهم روح جديدة قادتهم إلى العلياء أي تقدم ، فصاروا بقوتهم يرهبون الفرس والروم ، وتمكنوا من دك حصونهم ، والقضاء على كبريائهم ، ونقلوا إلى شعوب العالم أفضل حياة نموذجية لم يعرف التاريخ مثلها ولن يعرف حتى يرث الله الارض ومن عليها ، والسر معوف لدى الخاص والعام فلماذا يتنكر اليوم العرب لهذا السر ،وبدونه لن تقوم لهم قائمة مهما حاولوا ، وقد حاولوا منذعشرات السنين فما زادهم ذلك إلا ذلا وصغارا

  • محمد

    الجزائر ليست عربية بل امازيغية لا تحاولو ادخالنا في منظومة الانبطاح العربية نحن أمازيغ احفاد فاطمة نسومر وديهيا وماسينيسا ويوغرطة وشيشناق وغايا لن نسمح لأحد بسلخخنا عن هويتنا

  • الشروق السعيد

    روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: - إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم -
    وقال الصادق الأمين عليه الصلاةوالسلام : أُمَّتِي كالمطر، لا يُدْرَى أَوَّلُها خير أَو آخِرُها
    فالله منح المسلمين خيرات الأرض والحمد لله أننا في خير وعافية