الافتتاحية
إسرائيلي يدير البيت الأبيض

بدأت الغيوم تتكشف على حقيقة ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى الرغم من العرض الباهر الذي قدمه الأمريكان بتمكينهم أول رجل أسود من أعلى وأخطر منصب على وجه الأرض.
-
لذلك فالتعيينات الأولى التي كشف عنها الرئيس المنتخب للولايات المتحدة الأمريكية، تؤكد أن الرجل لم يتمكن من الوصول إلى ما وصل إليه قبل عقد “صفقة” مهمة مع اللوبي اليهودي المسيطر على الإعلام والاقتصاد والمناصب الحكومية.
-
“رام إيمانويل” أصبح أكبر موظفي البيت الأبيض وهو ثاني أهم منصب في الحكومة الأمريكية، إسرائيلي الأصل ووالده إسرائيلي الجنسية ومن أبرز دعاة الحركة الصهيونية، بل كان عضوا بارزا في حركة سرية يهودية يطلق عليها اسم “إيتسيل” وهي من الحركات المتشددة التي دخلت في حرب عصابات ضد قوات الانتداب البريطاني قبل قيام دولة الكيان الصهيوني عام 1948.
-
لذلك كله لا عجب أن تسارع الصحافة الإسرائيلية إلى الترحيب بتعيين رجل أدى واجب الخدمة الوطنية في إسرائيل، وقالت “إن رجلنا أصبح في البيت الأبيض، ولا يمكن أن يترك ضميره في الخارج”.
-
ولم ينكث أوباما عهدا من خلال تعيين إسرائيلي أمينا عاما للبيت الأبيض، وإنما الرجل طبق أهم التزاماته خلال الحملة الانتخابية عندما سافر إلى إسرائيل ووضع طاقية اليهود ومارس طقوسهم على حائط المبكى، وبالغ في التودد لإسرائيل، بل وصفها بالمعجزة التي يحق للأمريكيين الافتخار بها، حيث قال مخاطبا بيريز “في السنوات الستين منذ إنشاء دولة إسرائيل كنتم مشاركين بعمق في هذه المعجزة، ونحن ممتنين جدا ليس كأمريكيين، بل كمواطنين في هذا العالم للخدمة التي أديتموها”، وقال “أنا هنا في هذه الجولة لتأكيد التزامي بأمن إسرائيل”.
-
واللوم هنا لا يقع على أوباما الذي لم يفعل ذلك، ولو لم يحصل على تأييد مجلس العلاقات الإسرائيلية الأمريكية “إيبك”، إنما يقع اللوم على ضعف العرب والمسلمين، الذين لا يسمع لهم صوت في الولايات المتحدة الأمريكية، رغم أعدادهم الكبيرة هناك.