إسرائيل إلى زوال فلا نامت أعين الجبناء
بعد مرور 72 ساعة على بداية “طوفان الأقصى” قررت حكومة الصهاينة تكثيف غاراتها الجوية على غزة بعشوائية دون تمييز بين مدني وعسكري (ولو أدى الأمر إلى هدم الأماكن التي تحتجز فيها المقاومة الرهائن..!! ) . وهذه قمة “جنون العظمة” التي إن لم تلجمها الأسرة الدولية بلجام الردع القاتوني فسوف نتحدث الأنباء – بعد بضعة أيام – عن “محرقة فلsطينية” بتوقيع آل صهyون.
وكرد فعل يتوازن به الرعب قررت كتائب القسام إعدام رهينة صهyونية كلما تعرضت غزة إلى قصف ردا على “طغيان” طيران العدو..!!.
بهذا المنطق دخلنا مرحلة كسر العظام. وتأكدت للعالم ثلاث حقائق لا يمكن لأي متابع التشكيك في دقتها ولا في نصاعة بياضها:
– حقيقة انهيار بيت العنكبوت الsهيوني الذي أوهمتنا الدعاية الاعلامية العالمية أنه “عرين الأسود”. وعلى من ينشد السلامة – لنفسه ولشعبه- أن يطبّع مع الكيان المحتل وإلا فسوف يكون فريسته الموالية.
– وحقيقة قدرة المقاومة على افتكاك سلاحها من مخازن العدو، وإحراق معداته بما في ذلك (دبابات الميركافا) التي كان العدو يفاخر بها العالم . ولا أتحدث عن الخرائط والمخططات وكثير من الأسرار العسكرية (الخطط الأمنية. ولوائح بأسماء العملاء..). وهي أهم من كل سلاح. وأعظم من كل غنيمة..
– وحقيقة الأخلاق العالية التي يخوض بها رجال المقاومة معركتهم بنبل وشرف باقتحام المستوطنات والمعسكرات والثكنات وقتل المجندين أو احتجازهم أسرى . في مواجهة عدوّ مرتعب يهدم المباني فوق رؤوس المدنيين في غزة.. ويفاخر بقتل الأطفال والنساء والعزل ويهدد بتسوية غزة بالأرض..
وإذا كان هذا التوصيف مهما فإن الأهم منه معرفة نقاط الضعف التي ينبغي أن يُضرب منها العدو بقوة مزلزلة تتكافأ مع جنون عظمته وغطرسته وتبجحه.. وترده إلى صوابه. وهي كثير لكن أبرزها خمسة:
1- اعتمادهم على قوى خارجية يسميها القرآن المجيد حبل الناس في قوله تعالى: “ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ” آل عمران: 112. وهم مستقوون بحبل أمريكا والاتحاد الأوربي والمتعصبون للتطبيع..
2- هشاشة الوجود السكاني في فلsطين المحتلة: فلا يوجد تجانس بين الإشكيناز والسفرديم والفلاشا. يضاف إلى هذا الخليط الشائه المتطرفون و”شهود يهوى” وأصحاب المعبد والتوراتيون.. فهم لاجئون شتاتا قدموا من زوايا الأرض الأربع إثر “وعد بلفور” وبما بشرتهم الدعاية به من رخاء وسكينة وسلامة وأمن.. فإذا دوى الرصاص افرنقعوا فلا يجمع بينهم رابط لأنهم غير مؤمنين أصلا أن فلsطين أرضهم ولا يعتقدون بخرافة الوطن القومي إلا في الدعاية السياسية.
3- قلة المورد البشري عندهم: ففي عقيدة اليهود أنهم “أموسيون” تجري في عرقهم دماء “شعب الله المختار”. ومعناها أن من انحدر من أم غير يهودية لا يعتبرونه يهوديا..!! ثم إن دينهم مغلق لا يقبل أي جنس سوى أبناء يعقوب وأتباع موسى.
وبسبب هذه النظرة العنصرية قل نسلهم وصار أكثر ما يقذف في قلوبهم الرعب قتل مواطن واحد منهم..!! فإذا بلغ العدد 1000 قتيل مثلا. ردوا بقسوة من فقد الأمل في البقاء وبجنون من هو مهدد بالانقراض فسارع إلى حزم حقائبه وعاد من حيث أتى.
فمنذ بدأت الحرب يواجه نتنياهو مشكلة حادة في إقناع الشباب بالتجنيد. وسيواجه أزمة فرار جماعي بعد أن تضع الحرب أوزارها (شاهدنا بداياتها في ازدحام مطار بن قريون). ولن يجد من يسكن المستعمرات الواقعة على الحدود مع غزة. ومع لبنان وسوريا. وحتى الأردن مستقبلا.
4- توسيع رقعة المواجهة: انتقاما من غطرسة اليمين المتطرف ومن “حكومة الحرب” التي يسمونها حكومة أزمة. فما قام به الشرطي المصري من قتل سائحين يهوديين رسالة خطيرة إلى قيادة الكيان الغاصب – وإلى داعميه- مفادها أن الظلم مؤذن بخراب العمران. وأن الغطرسة تستفز العالم الإنساني ليصفي حسابات تاريخية لن تفلح الولايات المتحدة الأمريكية ولا الاتحاد الأوربي بتطويقها إذا اندفعت شرارتها في أقطار مطبعة وفي مجتمعات غير عربية وغير إسلامية..!! فيومئذ ينفلت السحر على الساحر.
5- طول النفس: فالرهان على من يصمد لأطول وقت . فكلما طال زمن المواجهة فقدت قوات العدو السيطرة على الميدان. ولم يبق لها سوى السيطرة الجوية لتدمير البني التحتية وارتكاب المزيد من الحماقات في حق المدنيين بقصف المساكن والمنشآت المدنية (قتل الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين وحتى الأسرى من جنودهم ومدنييهم..)؛ وهو سلوك إجرامي سوف يستدر عواطف إنسانية مع الفلsطينيين ويجلب مزيدا من النقمة على الصهاينة ويؤلب عليهم الرأي العام ويحرج حلفاءهم في العالم ويعري خديعة “حق الفيتو”..
فالحرب بدأت بضربة غير محسوبة على أيدي المقاومة. ورسّمها نيتياهو بتهديدات إبادة جماعية لن يغفرها له التاريخ. والحسم سيكون في الميدان قبل مرور 33 يوما بحصيلة ثقيلة في الطرفين. ومهما كانت نتيجة طوفان الأقصى فإن الدرس الذي سيستوعبه الضمير الإنساني هو أن لا مستقبل لإسرائيل في هذه الديار حتى لو زالت غزة من الخريطة. فمن تحت جماجم الشهداء يبعث الله عبادا أولي بأس شديد..
وتسألني: متى هو؟
وجوابي: عساه يكون قريبا.
والنصر للمقاومة ولا نامت أعين الجبناء.