إسرائيل تستعدّ لإجلاء آلاف المستوطنين تمهيدا لحربٍ جديدة

واصلت إسرائيل، الخميس، غاراتها الجوية على قطاع غزة، بعد ليلة دامية تبادلت فيها المقاومة والاحتلال قصفا عنيفا أدى إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين وجرح 16 إسرائيليا. وذكرت مصادر فلسطينية أن طائرات حربية إسرائيلية قصفت، صباح الخميس، مواقع تدريب لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة “حماس” وأراضي زراعية في مناطق متفرقة من قطاع غزة، دون وقوع إصابات.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه أغار، صباح أمس، على أكثر من 20 هدفا عسكريا في معسكرات تدريب تابعة لحماس، وأنه أغار على أكثر من 140 هدفا لحماس منذ الليلة قبل الماضية.
وأعلنت كتائب القسام، في بيان، عن إطلاق رشقات صاروخية على جنوب فلسطين المحتلة استهدفت مستوطناتٍ ومواقعَ تدريب محاذية لقطاع غزة، وأكّد جيش الاحتلال أنه رصد إطلاق أكثر من 150 صاروخ من قطاع غزة نحو جنوب فلسطين المحتلّة في الساعات الأخيرة.
وقالت مصادر إسرائيلية إن 16 إسرائيليا أُصيبوا بجروحٍ متوسطة وطفيفة وتضررت واجهات عدة منازل بفعل إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة.
وكان ثلاثة فلسطينيين بينهم سيدة حامل في شهرها التاسع (23 عاما) وطفلتها (عام ونصف العام)، استشهدوا، جراء “استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمنطقة الجعفراوي وسط القطاع”، وأصيب 12 آخرون بجروح الليلة قبل الماضية، في سلسلة غارات إسرائيلية على القطاع، حسب وزارة الصحة بغزة. وإزاء هذه التطورات الخطيرة، حذّر جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الخميس، حركة “حماس” من تصاعد العنف في غزة، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية “إن المسؤولين يدرسون إجلاء السكان الإسرائيليين من المناطق القريبة من حدود القطاع”.
ونقل حساب الجيش الإسرائيلي على تويتر عن مسؤول عسكري كبير قوله إن “الطريقة التي تسير بها الأمور خطيرة. ستفهم حماس في الساعات المقبلة، كما حدث في الشهور الماضية، أن هذا ليس الاتجاه الذي تريده”.
من جانبه، صرح صباح الخميس”مصدر عسكري إسرائيلي رفيع المستوى” لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية قائلا: “إننا قريبون من المعركة البرية”. وقال هذا “المصدر الرفيع” بجيش الاحتلال إنه يتوقع استمرار الهجمات الصاروخية من المقاومة الفلسطينية، مشيرا إلى أنه “إذا تطلب الأمر فسنخلي عددا من مستوطنات غلاف غزة”، مدعيا أن “حماس أصبحت بعيدة عن الاتفاق والتهدئة وأنها ستتلقى ضربة قوية لكل أهدافها”.
وتابع المصدر “بدأت الاستعدادات وراء الكواليس بالفعل لنقل آلاف الإسرائيليين إلى تجمُّعات أخرى”.
وضاعفت الجبهة الداخلية الإسرائيلية من شدة التعليمات للمستوطنين فيما يتعلق بمزيد من إجراءات الحيطة والحذر؛ إذ تقرَّر صباح الخميس، إلغاء الدراسة في الحضانات وفي المدارس ووقف الأعمال الزراعية وتقليص حركة القطارات ووقفها من مقطع عسقلان حتى سديروت وإلغاء الدراسة في كلية سفير قرب بئر السبع. كما قررت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن أي تجمعات على بعد سبعة كيلومترات من الحدود ستكون مغلقة ولن يُسمح بالاجتماعات في أماكن مفتوحة وتقليص الخدمات الشخصية.
إلى ذلك، أعلنت الرئاسة الفلسطينية، في بيان، أن الرئيس محمود عباس “أجرى اتصالات دولية مكثفة وعلى كافة المستويات لوقف التصعيد الإسرائيلي على أهلنا في قطاع غزة”. ونبّه عباس إلى خطورة هذا التصعيد، داعيا المجتمع الدولي إلى “التدخل الفوري والعاجل لوقفه وعدم جر المنطقة إلى مزيد من الدمار وعدم الاستقرار”.