-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مشاريع ضخمة تفوق 500 مليار دولار

إعادة إعمار ليبيا.. هل تكون للجزائر حصة؟

حسان حويشة
  • 6585
  • 0
إعادة إعمار ليبيا.. هل تكون للجزائر حصة؟

الخبير سليمان ناصر: افتكاك عقود يجب أن ترافقه القيادة العليا للبلاد

تتجه شركات جزائرية للظفر بصفقات في الجارة ليبيا في إطار إعادة إعمار هذا البلد الذي أنهكته الحرب والصراعات الداخلية وتدخل قوى أجنبية منذ عقد من الزمن، من منطلق أن الجزائر تجرعت تبعات الفوضى في ليبيا وحان وقت الظفر بصفقات في برامج إعادة الإعمار.

وقدرت جهات دولية قيمة إعادة إعمار ليبيا بأكثر من 500 مليار دولار تشمل عدة قطاعات حيوية على غرار البناء والأشغال العمومية والطاقة والصحة والنقل والتجارة وغيرها.

ومن المنتظر أن تتجه الأطراف الليبية إلى تنظيم انتخابات في 24 ديسمبر المقبل، رغم إعلان برلمان طبرق سحب الثقة من رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة قبل يومين.

ومنذ أسابيع يطالب خبراء ونشطاء ومغردون جزائريون على الشبكات الاجتماعية خصوصا بضرورة أن تلقي الجزائر بثقلها الدبلوماسي لتمكين شركات جزائرية عمومية وخاصة الظفر بصفقات في برامج إعادة إعمار ليبيا، بالنظر للقرب الجغرافي وعلاقات الأخوة، وأيضا لكون الجزائر كانت من اكبر الدول التي تجرعت ماليا تبعات الانفلات الأمني في هذا البلد، كما أنها تدعم الجهود الدبلوماسية للتوصل لحل سلمي وتستقبل في كل مرة وفودا رسمية ليبية.

في هذا السياق، أفاد الرئيس المدير العام لكوسيدار لخضر رخروخ في تصريح هاتفي لـ”الشروق”، أن شركته بصدد إجراء مباحثات والقيام بالاتصالات اللازمة لتقييم فرص الظفر بصفقات في برامج إعادة إعمار ليبيا.

وأوضح لخضر رخروخ أن الوضع في ليبيا حساس ومعقد، لذلك فإن كوسيدار تفضل أن تتجه بهدوء وروية والقيام بالاتصالات والمباحثات اللازمة.

وأضاف رخروخ، أن الاتصالات جارية أيضا مع السفير الجزائري بطرابلس الليبية، وهناك شركاء محتملين نحن بصدد التباحث معهم لتقييم الفرص المتاحة هناك، وما هي الفرص الأنسب للشركة،  وكيف تذهب إلى هناك وغيرها.

وكما هو معلوم، فإن شركة كوسيدار متخصصة في مشاريع البناء والأشغال العمومية على غرار الطرقات والسدود والمشاريع السكنية والمنشآت المينائية وغيرها، وحتى شبكات الصرف وتحويل المياه وغيرها.

وقبل أشهر، استبقت شركة سونلغاز الأمور ووقعت على صفقات مع شركة الكهرباء الليبية لبناء محطة كهربائية بالعاصمة طرابلس، بطاقة 160 ميغاواط، عبر تأجير 8 توربينات تشتغل بالغاز، في صفقة هندسها الرئيس المدير العام لشركة إنتاج الكهرباء، صبري لزهاري (فرع سونلغاز).

كما سبق للرئيس المدير العام لسونلغاز شاهر بولخراص أن اعلن أن شركته بصدد مد الكهرباء إلى ليبيا عبر الشبكة التونسية.

وفي ذات السياق، أفاد مصدر بـ”سوناطراك” لـ”الشروق” أن الشركة تنتظر رفع القوة القاهرة في ليبيا للعودة مجددا إلى النشاط بعد أن غادرت قبل سنوات. ووفق المصدر ذاته، فإنه ينتظر رفع القوة القاهرة بعد الانتخابات الليبية في 24 ديسمبر المقبل وهو ما سيشكل فرصة لسوناطراك للعودة إلى هذا البلد الجار.

وقبل أيام صرح الرئيس المدير العام لسوناطراك توفيق حكار خلال نزوله ضيفا على فوروم الإذاعة الوطنية، أن الشركة تعكف على دراسات لتطوير استكشافات بليبيا مستقبلا، دون أن يحدد تفاصيل إضافية.

ومعلوم أن سوناطراك كانت أوقفت نشاطها منذ سنوات في ليبيا عقب سقوط نظام معمر القذافي وتدهور الوضع الأمني، وقامت في 2018 بجلب حفارة وإعادتها إلى الجزائر كانت متوقفة منذ سنوات.

في هذا الصدد يرى الخبير سليمان ناصر، أستاذ الاقتصاد بجامعة ورقلة، أن الجزائر يجب أن لا تنسى حصتها من الجارة ليبيا في برامج إعادة الإعمار، لكن يجب أن يكون الوضع مستتبا ومستقرا.

وأفاد سليمان ناصر في تصريح هاتفي لـ”الشروق”، أن الظفر بمشاريع وصفقات في مشاريع إعادة إعمار ليبيا التي تبلغ مئات الملايير من الدولارات يبقى متوقفا على الاستقرار التام، وقال “لا أنصح أي شركة بالتوجه إلى هناك إلا بعد استتبات الوضع واستقراره وتحقيق الوحدة الوطنية وإلا سيصبح الأمر مغامرة نحو المجهول”.

وشدد الخبير سليمان ناصر على أن حصول الشركات الجزائرية على صفقات في مشاريع إعادة إعمار ليبيا، لا بد من مرافقته على أعلى مستوى من طرف القيادة الجزائرية، سواء رئيس الجمهورية أو وزير الخارجية، موضحا أن افتكاك عقود يستلزم تفعيلا حقيقيا للدبلوماسية خصوصا أن هناك حديثا عن تعيين سليمان شنين في منصب سفير الجزائر بطرابلس.

ومن بين الأمور التي ستساعد على افتكاك عقود يوضح سليمان ناصر ضرورة تبادل الزيارات على مستوى الوزراء ورجال الأعمال، مثل ما حدث قبل أيام مع مصر.

كما دعا سليمان ناصر لفتح معبر الدبداب البري مع ليبيا وتفعيله، موضحا ن المعبر الحدودي أحيانا يكون أنجع وأسرع في عمليات النقل، إضافة للتبادل بين البنك المركزي في البلدين شريطة أن يكون البنك الليبي موحدا وليس بنكا مركزيا في الشرق وآخر في الغرب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!