إفريقيا.. تنتصر لطوفان الأقصى!

وصل الأمر بالعدو الصهيوني قبل طوفان الأقصى أن اعتبر القارة الإفريقية، باتت في حكم الحليف الاستراتيجي له بعد أن تَمكَّن من ربط علاقات رسمية مع أكثر من بلد من بلدانها. وبدأت بعض “النخب” الإفريقية، التي مازالت لم تتخلص من عقدة الولاء للاستعمار، تَسخر من المواقف المبدئية لكثير من البلدان التي بقيت ثابتة على موقفها من القضية الفلسطينية ومن بينها الجزائر وجنوب إفريقيا..
وجرى الترويج عبر وسائل عالمية عدة أن الكيان حَسَمَ الأمر في إفريقيا وما على المتخلفين سوى الالتحاق بالرّكب!! وحتى عندما تمكَّنت دبلوماسية هذه الدول من وضع حد لمسألة قبول الكيان الصهيوني من قبل مفوضية الاتحاد الإفريقي كمراقب في المنظمة القارية سنة 2021 ، وحتى عندما تم طرد ممثلته، اعتبر البعض ذلك أمرا مؤقَتا، ولن يتأخر الكيان ليستعيد موقعه في المنظمة القارية…
ولم يكن هؤلاء يتوقعون أن “الطوفان” آتٍ، وأنه سيضع حدا نهائيا لكافة هذه الأوهام، بل وتُصبح القارة الإفريقية مُمَثَّلة في دولة جنوب إفريقيا هي رافعة الدعوى الجنائية ضد العصابة الحاكمة في الكيان بتهمة القيام بالإبادة الجماعية وارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة، ولا توقعوا أن يُصبح حليفهم الأول “نتن ياهو” مطاردا من قبل الجنائية الدولية مع مساعده في الإبادة “يواف غالانت” كمجرم حرب هو الآخر، في جميع دول العالم، ولا توقعوا القرارات القوية التي خرجت بها قمة الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا يوم 16 فبراير الجاري، حيث أجمعت على إعادة تأكيد جميع حقوق الشعب الفلسطيني…
يكفي أن البيان الختامي الصادر عن القمة حسب ما نشرته عدة وسائل إعلام تضمن مواقف واضحة من القضية الفلسطينية لعل أهمها ما يلي:
-أولا: دعا لوقف جميع أشكال التعاون مع الكيان وفقا للقرارات الدولية التي تدين ممارسات الاحتلال.
-ثانيا: دعا إلى دعم فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
– ثالثا: تضمن إدانة الحرب على غزة ووصفها بالعدوان الهمجي.
– رابعا: تضمن دعوة المجتمع الدولي للتدخل العاجل لوقف الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ودعا إلى رفع الحصار المفروض على القطاع فورا.
– خامسا: دعَّم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وطالب بالإفراج الفوري عن جميع الأسرى الفلسطينيين خصوصا النساء والأطفال.
– سادسا: دعا إلى إنهاء الاحتلال والانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة عام 1967 .
– سابعا: أكد اعتبار حل الدولتين هو السبيل الوحيد لضمان الاستقرار في المنطقة.
وبرغم الحصار المضروب من قبل الإعلام الغربي، والإعلام الموالي للصهيونية، على هذا البيان فإنه جاء لِيؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن القارة انتصرت بالفعل للطوفان، وأن ما قامت به الدول الإفريقية من دعمٍ لِصمود الشعب الفلسطيني وما تقوم به، يُعَد الخيار الثابت لشعوبها، وهو الأمر الذي بات يؤرق الكيان الصهيوني وحلفاءه باعتبارهم يعرفون وزن القارة المستقبلي ديمغرافيا واقتصاديا ومدى قدرتها على التأثير في العلاقات الدولية بما لديها من موارد ونسبة شباب هي الأعلى في العالم…
ألا يكفي مثل هذا الانتصار السياسي والدبلوماسي للقضية الفلسطينية في القارة الإفريقية لِيسكت المشككون في جدوى طوفان الأقصى وفي جدوى ثورة الشعب الفلسطيني اليوم؟