-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إلى دعاة حذف الفلسفة من مناهجنا

بقلم: وابل محجوب
  • 1583
  • 0
إلى دعاة حذف الفلسفة من مناهجنا

تتعالى أصواتٌ غريبة هذه الأيام ترافع من أجل حذف أم العلوم من المناهج الدراسية من دون تقديم الحجج العلمية والتربوية، والأمر الذي يثير شكوكا حول مقاصدهم، يتعلق باستمالة شريحة هامة من المجتمع وإظهار الاهتمام بهم من طرف أشخاص لا علاقة لهم بالمجال التربوي، والبيداغوجي.

الأجدر بهؤلاء أن يهتموا بقضايا الشعب المختلفة، وخصوصيات دوائرهم الانتخابية، وترك قضايا التربية والتعليم لأهلها، والأصل في هذا هو غياب تحليل دقيق لواقع المادة من طرف المختصين مما ساعد هؤلاء على الخوض في قضايا مصيرية غير مؤهلين أصلا في الخوض فيها.

إن ما غذى فكرة صعوبة الفلسفة على أبنائنا حتى أصبحت بعبعا يهددهم في الامتحانات يمكن حصره في نقطتين أساسيين:

1- مراجعة بيداغوجيات التكفل بالمادة وإبعادها قدر الإمكان عن التلقين، وفق مشروع علمي، ديداكتيكي، يناسب منطق المادة وأبعادها.

2- إن الاعتماد على تقديم مقالات جاهزة، وحفظها حرفيًّا من خلال دروس الدعم خارج الثانويات ساهم في تحوير أهداف المادة، وإبعادها عن خصوصياتها، إضافة إلى أنّ إخضاع مواضيعها إلى التوقعات حول الموضوع الذي يقدَّم في كل سنة أوقع الطلاب في صدمات، وهذا يتطلب قيام ديوان الامتحانات بدورة إعلامية لشرح طريقة إنجاز المواضيع، والمراحل التي يمرّ بها، وهي إجراءاتٌ دقيقة متواترة تجعل الطالب يفنِّد كل الادِّعاءات المزعومة التي ترشِّح مواضيع دون سواها، مما لا يدع مجالات للشك في أنها مراحل مدروسة بدقة لا تشوبها شبهات.

لا يختلف اثنان في أن أمّ العلوم مجالٌ تنطوي تحته كل العلوم سواء كانت إنسانية أو علمية أو ثقافية، وتساهم في تطوير المنطق وتنميته، وتكسب أساليب التفكير العلمي والرياضي والثقافي خاصة إذا قدِّمت بأشكال تراعي الأسس الديداكتية.

فكيف يمكن لعاقل أن يطلّق أم العلوم ويهتمّ بأبنائها؟

أليس من الأجدر فتح نقاش عامّ حول الكثير من القضايا وتسمية الأمور بأسمائها، ودعوة المختصِّين إلى القيام بواجبهم لتفويت الفرصة على الانتهازيين، والمغامرين، لأن قضايا التربية قضايا مصيرية تتطلب الحيطة والحذر، خاصة وأن دعاة الحذف والكثافة يريدون أن يجعلوا هذه المناهج شكلية، ويغضّون البصر عن الاختلالات الحقيقية التي تعرقل تطور المدرسة الجزائرية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!