-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إمبراطورية الفساد تتهاوى

إمبراطورية الفساد تتهاوى
ح.م

فقاعة الفساد التي ظهرت في الجزائر خلال حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة وتعاظمت خلال العهدة الرابعة بدأت تتهاوى جراء التوقيفات والمحاكمات التي طالت كبار المسؤولين في الدولة وكبار “الأوليغارشية” الذين تحولوا في غفلة من الشعب الجزائري إلى إقطاعيين يتحكمون في قوت الجزائريين من خلال السيطرة على بوابات الاستيراد ويتحكمون في الأسعار نزولا وصعودا بما يخدم أهدافهم ويمكِّنهم من جمع الملايير عبر تفقير الشعب وتجويعه.

هذا إمبراطور الزيت والسكر تمكَّن من جمع ثروة بملايير الدولارات من خلال احتكار هاتين المادتين الحيويتين، وبات الأمن الغذائي الجزائري رهين كبسة زرّ من مكتبه، وذلك بتواطؤ واضح من مسؤولين كبار في الدولة، وهذه مافيا الحاويات تصرَّفت في قوت الجزائريين كما تشاء وحوّلت مادة متوفرة في الأسواق العالمية بأسعار بسيطة مثل الموز إلى فاكهة للأثرياء.

وللتضييق أكثر على معيشة الجزائريين أصدرت العصابة قرارات بتسقيف الاستيراد وحصر رخصه على المحظوظين من أذرع العصابة فتصرَّفوا في الأسعار كما يشاءون، ثم فتحوا “اسطبلات” كبيرة بلا تجهيزات ولا يد عاملة، وقالوا إنها مصانع لتركيب السيارات وشرعوا في استيراد سيارات جاهزة ومغلفة وسوّقوها على أساس أنها مركّبة في الجزائر، وذلك باعتراف وزير سابق للصناعة هو محجوب بدة عندما قال إن “مصانع تركيب السيارات هي استيراد مقنَّع”.

وعندما انتبهوا إلى أن الخزينة قد أفرِغت ولم يبق ما يمكن نهبه، تحوَّلوا إلى العقار الفلاحي وقسموه بينهم ويا ليتهم أحدثوا ثورة فلاحية وخلصونا من استيراد الحبوب واللحوم لكُنَّا رفعنا لهم القبعة، لكنهم لا يعرفون شيئا غير الاستيراد، وإخراج العملة الصعبة إلى الخارج، والقيام باستثمارات في إسبانيا وفرنسا وإخفاء أموالهم في البنوك السويسرية وفي شركات “أوفشور”.

ولأجل إبقاء فضائح النهب وتحويل الأموال بعيدا عن الرأي العام ومتناول الصحافة، كان الحل الوحيد هو إبقاء الوضع السياسي على ما هو عليه، من خلال التحضير للعهدة الخامسة والحديث على أن برنامج رئيس الجمهورية أنذاك مستمرّ إلى غاية 2030، لكن الحراك الشعبي كان لهم بالمرصاد، وهاهي إمبراطورية الفساد تتهاوى والرؤوس تتساقط يوميا غير مأسوف عليها.

لقد تمكَّنت إمبراطورية الفساد من تحويل بلدٍ يزخر بالخيرات والثروات إلى صحراء مقفرة وفقّرت الشعب وقتلت قيمة العمل فيه وحوّلته إلى شعب متسوِّل عبر برامج الصدقة الرسمية، وبل وتمكّنت العصابة من نشر ثقافة الفساد بين الناس بمحاربة النزهاء والتضييق عليهم وطردهم من العمل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!