-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ابتكار جديد في مجال التغذية

إنتاج خبز صحي باستغلال الميكروبات في جامعة قسنطينة

عبد العالي لرقط
  • 2353
  • 0
إنتاج خبز صحي باستغلال الميكروبات في جامعة قسنطينة
ح.م

توصلت الباحثة الجزائرية، نائلة بوشجة بن حسين لتركيبة خبز صحي طوعت فيها الميكروبات لتكون عنصرا غذائيا أساسيا في مشروع هذا المنتج.
“الشروق” التقت الدكتورة نائلة بوشجة بن حسين، الأستاذة بمعهد التغذية والتغذي والتكنولوجية الفلاحية بجامعة قسنطينة1، والتي قدمت شرحا مفصلا لبحثها المرتكز أساسا على تطويع الميكروبات وإدخالها في التصنيع الغذائي الذي من شأنه أن يكون مسلكا وطريقا لتطوير التغذية الصحية للإنسان، أين أوضحت الباحثة أن الفكرة انطلقت لديها من البحث عن غذاء صحي أساسه الغذاء الأكثر شيوعا لدى الجزائريين وهو الخبز.
لينطلق البحث سنة 2011 أي منذ أكثر من عشر سنوات، بمساعدة طالبة من المعهد على عدة تركيبات تُمكن من استغلال الميكروبات النافعة وتطويعها وإدخالها في صنع الخبز بزيادتها للمادة الأولية المتمثلة في القمح اللين “الفرينة”، وذلك عبر أربع مراحل امتدت على فترة خمس سنوات، بدءا من البحث في أنواع الميكروبات التي يمكن استغلالها في تجسيد الفكرة وبالخصوص لعنصر التلاؤم مع المادة الأولية في صناعة المنتج، وهو ما قادها بالضرورة للبحث في كيفية الحفاظ على الخصائص التكنولوجية للمادة الأولية والخصائص الحسية للمنتج، ومن ثَم الوصول للخصائص الصحية التي هي أساس هذا الابتكار.
وكنتيجة لأي مبتكر فإن أول ما يكون هو إخضاعه للتجربة، وهو شق آخر من البحث، يمكن أن يقود للتطوير أو حتى أن يعصف بالفكرة من أساسها ويجعلها غير قابلة للتجسيد. عمدت الدكتورة نائلة بوشجة لإخضاع نتاج بحثها للبحث الشبه عيادي لمتطوعين مع المتابعة المستمرة لمدة شهر، لتصل لنتيجة كون التركيبة المبتكرة للخبز حققت فائدة كبيرة من حيث هضم الميكروبات المستعملة في التركيبة لنسبة عالية من السكر والغلوتين لدى المتطوعين، لتنطلق من جديد في بحثها لتقديم الدليل والبرهان على ذلك من خلال إخضاع كامل التركيبة للدراسة والبحث الفيزيوكيميائي وبتفعيل عنصر المقارنة مع الخبز الأبيض، تم التوصل لنتيجة سكر ناقص وغلوتين ناقص ومضادات أكسدة مرتفعة وفيتامين أ مرتفع.
التوصل لنجاعة التركيبة لم يوقف الدكتورة بوشجة عن البحث لتطويرها، أين قامت بدراسة موازية تمكن من إدخال الابتكار في إنتاج عدة أصناف من الخبز على أساس المادة الأولية، وذلك بتحفيز من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ليتم حاليا تقديم ملف البحث والدراسة للمنتج المبتكر للحصول على برأت الاختراع الخاصة به.
ويعد الابتكار فريدا من نوعه في الجزائر وفي الدول المجاورة، والوحيد الذي حقق دراسة وبحثا متكاملا يمكن معه تجسيد التركيبة في أرض الواقع لتكون صناعية، تمكن من إنتاج خبز صحي في متناول المواطن وبأسعار معقولة، ويحقق فائدة غذائية صحية بديلة عن ما يشكله الاستهلاك المفرط للخبز العادي وبشكل واسع العجائن على صحة الإنسان.
فيما أثنت الباحثة على ما قدمته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للوصول بالمبتكر عبر كامل مراحل البحث والدراسة، والتي كانت نتيجتها أن تم تقديمه خلال عرض خاص لأهم مبتكرات ومخترعات الجامعة الجزائرية خلال زيارة وزير التعليم العالي والبحث العلمي ووزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة شهر فيفري الماضي لجامعة قسنطينة، ليصنع التفاؤل لديها بخصوص الرغبة السياسية القوية للدولة الجزائرية في مساعدة الشباب المبتكر، وتحويل المبتكرات والاختراعات لمشاريع ناشئة تحقق الإسهام الفعال في الميدان الاقتصادي.

سابقة في الجزائر
ومن جهتها، أكدت البوفيسور إيناس بليل عضو اللجنة الوطنية لمتابعة الابتكار وريادة الأعمال المكلفة بالنماذج الأولية والوسم ومديرة حاضنة جامعة قسنطينة01 على أهمية المبتكر الذي تقدمت به الباحثة الدكتورة بوشجة لما حققه من نتائج إيجابية لتحقيق الغذاء الصحي بإدخال وتطويع الميكروبات النافعة في المادة الأولية والذي يعد سابقة في الجزائر، وسيسهم وبشكل فعال في بحوث التغذية الصحية لدى الإنسان، خصوصا بما يميزه من اعتناء الباحثة بالخصائص التكنولوجية للمادة الأولية، واعتنائها بالخصائص الحسية وأهمها الذوق الذي يعد العامل الأول والأساسي لنجاح المنتج ومدى قابلية المستهلك له، وإقران كل ذلك بالخصائص الصحية المتوصل لها كنتيجة ذات فائدة بالخصوص لدى من يعانون من مشاكل هضمية وأمراض مستعصية كالسرطان وغيرها..
أين أفادت البروفيسور بليل أن المشروع حاليا موضوع على المنصة الخاصة بالحاضنات من أجل الحصول على وسم المشروع المبتكر وهي مرحلة من مراحل مرافقة الحاضنة للابتكار، والتي سبقها القيام بإجراءات تأمين وحماية هذا المبتكر لدى الهيئات المعنية سواء كانت داخل الوطن أو خارجه، وفي حال الحصول على الوسم سيتم مباشرة المرحلة الثالثة لتحصيل الدعم اللازم من صندوق المؤسسات الناشئة لتجسيد الابتكار كمشروع.
وأحصت مديرة حاضنة جامعة قسنطينة01 البروفيسور بليل إيناس 205 مشروع ابتكار ضمن القرار 1275 و100 مشروع خارج هذا القرار، علما أن الحاضنة تعنى بكل الأفكار الإبتكارية المقدمة من طرف الطلبة أو الأساتذة حتى ولو كانت خارج هذا الإطار حال المبتكر الذي تقدمت به الدكتورة بوشجة.
ومن جهته أكد الدكتور نذير عزيزي عضو اللجنة الوطنية التنسيقية لمتابعة الابتكار وريادة الأعمال الجامعية منسق مراكز الدعم التكنولوجي والابتكار بمنطقة الشرق للشروق اليومي، أن هذا الابتكار يكتسي طابعا علميا واقتصاديا جد مهم، يمكن الاعتماد عليه لتحقيق الغذاء الصحي للمواطن وبأقل التكاليف، وأن الوصول للنتائج الحالية في إنتاج الخبز الصحي يمكن أن يحقق إقلاع إنتاجي من الناحية الاقتصادية بكل جوانبها الخاصة والعامة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!