-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إيران وتركيا ولعبة الموت

صالح عوض
  • 1762
  • 14
إيران وتركيا ولعبة الموت

دفعت الإدارة الأمريكية بالحرب ضد بلدين اسلاميين استراتيجيين في لحظة واحدة، فلقد وصلت الليرة التركية إلى وضعية متردية وازداد الخناق على الاقتصاد التركي والاتهامات المتبادلة إلى درجة تجميد حسابات وزيرين تركيين والأمور آخذة في التصعيد وليس من المتوقع ان توقف الإدارة الأمريكية هجومها الاقتصادي والأمني على تركيا.
في الوقت نفسه تشن الإدارة الأمريكية حربا واسعة ضد الاقتصاد الإيراني وتلقي بكامل ضغطها لكي تحدث تحولا عميقا في الحياة الاقتصادية الايرانية، ويبدو ان حزم الإجراءات الامريكية العقابية سيصل إلى مستوى خطير للغاية عندما يصبح النفط الايراني بلا قيمة، بل ومخزونات الذهب والمعادن المختلفة، كما يتم ملاحقة الشركات التي سوف تخرج عن مسار العقوبات.
هكذا امريكا بعد ان دمرت بلدين إسلاميين كبيرين وهما العراق وافغانستان وحطمت أبنيتهما الاقتصادية والأمنية وألقت بهما في مدار المجهول وألحقت ذلك بعدوان مستمر في ليبيا وفلسطين واصبحت كثير من البلدان العربية قاب قوسين او ادنى من الهجوم الأمريكي.. لقد كانت الحجج واهية تماما في حبكها على افغانستان والعراق ولم يكن أي مبرر قادر على الصمود وانكشفت مع الزمن دعاواهم الكاذبة ولكن بعد فوات الأوان..
ان بروز تركيا وايران في العشرية الأخيرة أوحى لصانع القرار الأمريكي انه ازاء قوى اقليمية يمكنها الدخول في نادي الكبار لاسيما بعد حدوث الطفرة الاقتصادية التركية وحصول ايران على حقها في النووي، ثم حضور الدولتين في مجريات أحداث المنطقة وتطوراتها.
لن تسمح امريكا ببروز قوى اقليمية عربية او اسلامية تدخل باب الشراكة او التفاهم معها، انها لن تقبل الا بوجود تابعين أذلاء ينفذون ما يؤمرون به، ولهذا من المستبعد تماما ان يغير الأمريكان توجههم المعادي لبلداننا ومن العبث التفكير بإمكانية تحييد الأمريكان.
امام تركيا وايران تحد خطير.. صحيح انه متفاوت، ولكنه متشارك في مصير واحد فإن توجيه ضربات عنيفة لاقتصاد احدهما او مؤسسات حيوية في أي منهما سينتهي إلى ارباك المنطقة كلها وستصبح سورية بلا جدوى بعد ان لملمت أجزاءها وصنعت المعجزة بأن طهرت أرضها من قوى المجموعات المسلحة المدعومة من شتى دول العالم.
امام تركيا وايران وكذلك الدول العربية والاسلامية رفضُ الإجراءات الأمريكية والتوجه نحو المحيط العربي والاسلامي وإصلاح ما فسد من علاقات وإبداء تنازلات عميقة لبعضهم البعض لمواجهة التحدي الأمريكي الذي يسوق في ركابه أوروبا العاجزة.
ان عدم وجود استراتيجية عربية اسلامية هو الذي يقدم الفرصة كاملة للأمريكان كي يدمروا بلداننا بالجملة او فرادى.. متى ننتبه إلى ان الحرب لا تستهدف انظمة انما أمة تحاول النهوض والسير في طريق الانعتاق والحرية؟ تولانا الله برحمته.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
14
  • عبد الحكيم بسكرة

    تابع ويصرح حكام اليهود ان الرئيس بشار هو الحاكم المفضل لدينا ولا ننسى تحالف حافظ الاسد مع الكيان اليهودي و بيعه الجولان لهم في عهده و لم تطلق رصاصة واحدة في اتجاه الكيان الاسرائيلي و ما زعمهم بالمقاومة ضد اليهود الا زورا و كذبا و لا ننسى تصريح وزير خارجية سوريا اظنه شبعان حين قال: ان أمن سوريا من امن اسرائيل اكتفي بهذا.

  • عبد الحكيم بسكرة

    تابع ( ردا على رقم 11 )فقال رئيس ايران لولا ايران ما استطاعت امريكا دخول و غزو العراق فمعظم العراق الآن يسيطر عليه الارانيون الصفويون بفضل حليفتها امريكا فقتلوا شعب العراق السني و علماءه و عاثوا فيها فسادا اما الآن فتحالف بشار الاسد المجرم قاتل شعبه مع ايران الفارسية الصفوية و مع روسيا الشيوعية لتدمير سوريا فدمرا شعبها بكل الاسلحة المحظورة بشهادة معظم الدول الكبرى و كل هذه الدول لم تنقذ الشعب السوري الحر لانه شعب مسلم و حتى السعودية التي تدعي وقوفها مع الشعب السوري لم نقدم شيئا له غير الكلام وبذلك تلتقي اهداف هذه الدول لضرب المسلمين الاحرار فروسيا حليفة جيدة للكيان الاسرائيلي و يتبع

  • عبد الحكيم بسكرة

    رد على المعلق رقم 11 hamdoun : من قال انني اريد تلميع السعودية فالسعودية نسبت ظلما لآل سعود و الاجدر ان تسمى ارض الحجاز و السعودية هي حليفة امريكا وعبثت بالشعب اليمني فلا هي انقضته من بطش الحوثيين المدعمين من ايران ولا جعلته آمنا من ضربات القصف الجوي مدعية ان الشعب اليمني هم ضحية جعلهم دروع بشرية من طرف الحوثيين و لا احد ينكر فساد الحكام السعوديين فهم حلفاء لأمريكا الظالمة و يطبعون مع الكيان اليهودي و كذلك الامارات و البحرين و مصر مع السعودية في حصارهم لقطر و تلفيق التهم لقطر و تركيا حسدا و ظلما , اما فضيحة ايران غيت في فضحها لإيران و امريكا لا ينكرها عاقل و قول رئيس ايران لولا يتبع

  • ahmed hamdoune

    إلى المعلقين عبد الله المهاجر و عبد الحكيم: هل تظنان أن القراء أغبياء و عمي إلى الدرجة التي تجعلهم يصدقون تحليلكما الذي أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه يقطر عصبية و طائفية و يعكس الحقائق؟! جتى الصبية يعرفون أن صدام حسينن هو الذي سلحته أمريكا و عملاؤها السعوديون مع مجلس التعاون الخليجي لضرب الجمهورية الإسلامية الناشئة و الكل يعرف أن إيران كانت سمنا على عسل مع السعودية في عهد الشاه المخلوع لآنهما كانا يشتركان في العمالة لأمريكا. يمكنكما تلميع الصورة القاتمة للسعودية المجرمة مدمرة اليمن و العراق و سوريا إن استطعتما و لكن دون استغباء الناس لأنهم يفرقون بين الشهم و النذل مستندين على الواقع الفاضح.

  • عبد الحكيم بسكرة

    تابع فقد استعمل الرئيس ريغان الأموال التي جناها من عملية بيع الأسلحة إلى إيران ووضع هذه الأموال في حسابات سرية في سويسرا واستعمل بعضها في تمويل مقاتلي الكونترا في نيكاراغوا. وذكرت محققة مختصة أنه لو لم يأخذ الخميني رهائن لأعطاه لرئيس ريغان رهائن حتى إذا انكشف تعاونه مع إيران، ادعى أنه كان يفعل ذلك ليسترجع الرهائن. أي أن موضوع الرهائن متفق عليه بين الطرفين.

  • عبد الحكيم بسكرة

    تابع وأن يتم ذلك كله عبر مفاوضات سرية على اعلى المستويات، وعبر اتصالات تعهد فيها ريغان بدعم ايران، وتعهد الخميني في المقابل بالمحافظة على استمرار تدفق النفط الى الغرب!
    نعم اخي القارئ، ان الخميني وغيرة ممن يتشدقون بالإسلام هم في حقيقة الأمر معول اليهود والنصارى لحرب هذا الدين وهدمه. فلم وثائقي أميركي بعنوان ((COVER UP: Behind The Iran Contra Affair)) ويفضح هذا الفلم اكذوبة الرهائن الأميركان في إيران. يتبع

  • عبد الحكيم بسكرة

    تابع مقابل إطلاق سراح مواطنين أميركيين كانوا محتجزين في لبنان.
    وتم الاتفاق حينئذ بين جورج بوش الأب، الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس ريغان، ورئيس الوزراء الإيراني أبو الحسن بني صدر في العاصمة الفرنسية باريس، بحضور آري بن ميناشيا مندوب المخابرات الإسرائيلية الخارجية "موساد".
    ولكن المدهش والمذهل حقا أن تلجأ دولة تدعي الأسلام كأيران في عهد الخميني الى اسرائيل، وتعبر منها الى الولايات المتحدة، وتبيع كل القيم وكل الشعارات الثورية والسلامية التي رفعتها منذ قيامها، لكي تحصل على سلاح تحارب به دولة عربية واسلامية اخرى. يتبع

  • عبد الحكيم بسكرة

    تعرف "إيران غيت " أيضا باسم "إيران كونترا" وينسب اسمها إلى صفقة سرية حيث باعت إدارة الرئيس رونالد ريغان خلال فترة ولايته الثانية إيران أسلحة بوساطة إسرائيلية، على الرغم من قرار حظر بيع الأسلحة إلى طهران وتصنيف الإدارة الأميركية لها "عدوة لأميركا" و"راعية للإرهاب".نص الاتفاق السري بين أميركا وإيران -التي كانت تخوض آنذاك حربا ضد العراق في ذلك الوقت- على تزويد طهران بأسلحة متطورة، تشمل قطع غيار طائرات "فانتوم" وحوالي ثلاثة آلاف صاروخ من طراز "تاو" TOW مضاد للدروع وصواريخ "هوك" أرض جو HAWK مضادة للطائرات مقابل إطلاق سراح مواطنين أميركيين يتبع

  • جزائري

    يا سيد عوض ترامب رقص منذ مدة في مكان غير بعيد عن الحرمين مع خادم الحرمين واخذ مقابل تلك الرقصة ما يقارب نصف ترليون دولار. ولاذ مليار ونصف مسلم بالصمت. المفكر الجزاىري مالك بن نبي يقول لا استعمار دون القابلية للاستعمار. سيبقى الاستعمار طالما هناك قابلية اسلامية للاستعمار.مالك بن نبي يفسر بدقة هذا الامر في حديثه عن الصراع الفكري واعتقد انك مطلع على ذلك . الصراع بين السعودية وايران وتركيا عن النفوذ كل على حدة وجه من اوجه القابلية للاستعمار اللتي يستغلها المستعمر ابشع استغلال

  • عبد الله المهاجر

    ج - أما بالنسبة للجزائر فحكامها يعرفون اللعبة الاسرائلية الايرانية السرية ,,وهم لن يقفوا مع ايران ضد أمريكا ولا ولن يدخلوا الى أي تحالف - شيعي ملحد - ضد أمريكا باءذن الله تعالى ,,
    ان تبقى الجزائر بعيدة عن المحور الشيطاني الشيعي خير لها من الاقتراب منهم فيخترقوننا ويدمروا بلادنا ,, الحمد لله نرى التقارب الجزائري نحو المحور الاماراتي السعودي بخطى ثابتة ومتواصلة اليوم ,,
    وهذه الاستراتجية الحقيقية التي تنفع بلادنا ,, وحتى أن التقارب الأمريكي الجزائري في قطاعات الاقتصاد تسير بكاريزما جميلة وان شاء الله تتطور لصفقات الأسلحة ,,,
    هذا هو الصح

  • عبد الله المهاجر

    ب - حدثت المشكلة لما أرادت ايران أن تمتلك سلاحا نوويا ,, فغضبت تل أبيب وواشنطن من عميلتهم طهران
    فالخطة كانت دعم ايران لنشر التشيع وابادة أهل السنة في العالم الاسلامي ,,
    وبما أن ايران خالفت أمر أسيادها وأرادت امتلاك السلاح النووي ,, قررت أمريكا أن توقفها عند حدها ,,
    وكما قلت كان الدعم الأمريكي لايران سرا حتى في عهد - باراك أوباما - ,,وفضيحة نقل المائات من ملايين الدولارات لطهران عبر طائرات سرا ,,, ولكن أتى - ترمب - وقلب الطاولة على الجميع ,,كما نرى اليوم
    الا اذا كانت اللعبة مستمرة تحت الطاولة مع الايرانيين ,,

  • عبد الله المهاجر

    بسم الله
    - الحقيقة هي أن أمريكا دمرت العراق وسلمته لايران ,,وأمريكا هي من دعمت ايران لاحتلال أربع عواصم عربية ,,ونشر مليشياتها الشيعية الكافرة ,,حتى أصبح الشيعي الأفغاني والباكستاني ينقلون بواسطة الحرس الثوري الايراني الى سوريا ,,ولا أحد يقول هذا ارهاب ,,
    لن ننسى أبدا أن ' اسرائيل ' هي من كانت تسلح ايران في الحرب على العراق ,,وكانت الطائرات المحملة بالأسلحة تنقل من تل أبيب وتحط في طهران بأوامر من الموساد الاسرائيلي ,,
    وتسمى هذه الفضيحة ,,بفضيحة ايران جيت ,أو فضيحة ايران كونترا
    ومن ذاك الوقت الدعم الاسرائلي الامريكي حتى في عهد - باراك أوباما ,,الخ

  • MOULOUD

    كل ما أعرفه عن سياسة أمريكا أتجاه العرب والمسلمين منذ عقود هي سياسة خبث وخداع ونفاق والضرب تحت الحزام وراء الستار ...ولكن منذ مجيئ هذا الرئيس العنصري المعتوه, فضح كل شيء وكشف الستار على حكام العرب العملاء المنافقين واتضح كل شيء للشعوب العربية المغفلة ولازال سيتضح اكثر فأكثر مدى الخداع الامريكي للمسلمين عموما ومن هنا ستكون المراجعة وبداية الصحوة والنهوض من جديد...فالازمة ستلد الهمة إنشاء الله.
    تولانا الله برحمته....تولانا الله برحمته....تولانا الله برحمته.

  • محمد

    هناك محاولة من تركيا لتمثيل الدول الإسلامية في إجتماع بريكس BRICS ولكن أظن أن على هذه المنظمة ان تبادر إلى الهجوم كذلك وليس البقاء كمنظمة تنافس الأنظمة المالية الصهيوأمريكية المتمثلة في صندوق النقد والبنوك الدولية ومنظمة التجارة وغيرها من القنوات المالية العالمية التي تسيطر عليها وتستعملها لتبتز ولتفرض سياسات معينة على الدول.
    صنع نظام مالي عالمي مواز هو مايصنع الفارق ويقلب الطاولة على أمريكا وشركاءها في البلطجة،وأكثر من ذلك لابد أن تنظم تركيا وإيران وفنزويلا وأندونيسيا وحتى الجزائر ودول أخرى إلى تلك المنظمة وتفعل معها إتفاقية للدفاع المشترك حتى لا تلجأ أمريكا لأي تهور عند فرض عقوبات عليها.