-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إيمان خليف.. امرأة من ذهب

ياسين معلومي
  • 296
  • 0
إيمان خليف.. امرأة من ذهب

دوّى للمرة الثانية النشيد الوطني في أولمبياد باريس بعد تتويج الملاكمة الجزائرية إيمان خليف بالميدالية الذهبية، عقب فوزها على الملاكمة الصينية يانغ ليو بإجماع الحكام، لتدخل التاريخ وتصبح أول امرأة جزائرية تحرز ميدالية أولمبية في الملاكمة.. وأول ملاكم أو ملاكمة يحصد الذهب منذ المرحوم حسين سلطاني في ألعاب أطلنطا 1996.
ويحسب للملاكمة الجزائرية إيمان خليف أنها قوية الشخصية، بدليل أنها لم تتأثّر بالحملة الممنهجة التي تعرّضت لها خلال الألعاب الأولمبية، لاسيما أنها نالت الإمكانات والمساعدات لضمان تحضير جيّد مكّنها من حسم كل المنازلات السابقة، وبمساعدة مدرّبها الكوبي بيدرو دياز رفقة الجزائريين محمد شعوة وعبد الهادي كنزي اللذين قدّما الوصفة الحقيقية لإيمان خليف للتتويج بالميدالية الذهبية.
تتويج إيمان له طعم خاص.. لاسيما أنها تعرّضت إلى مؤامرة حقيرة وحملة تنمّر عالمية جارحة، وهجومات قاسية ودنيئة تجاوزت كل حدود الأخلاق والآداب والمبادئ السامية للرياضة، من خلال التشكيك في أهليتها لممارسة رياضة الملاكمة مع السيدات، في تصرّف مشين يسقط كل مبادئ الروح الأولمبية، لكن ردّ الجزائرية كان فوق الحلبة بتحقيقها الفوز تلو الآخر، ثم تتويج بذهبية أخرجت الكثير من الجزائريين إلى الشوارع، سواء في الجزائر أو في فرنسا.. وأظهرت للجميع، وخاصة أولئك الذين أرادوا تحقيقها، أن كل المؤامرات التي حيكت ضدّها لم تزدها سوى إرادة وقوة للتتويج، خاصة وأنها أعطت وعدا لكل الجزائريين، وفي مقدّمتهم رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي ساندها وساعدها للوصول إلى التتويج الأولمبي، مؤكدة أمام كاميرات التلفزيون: “رئيس الجمهورية كلّمني عقب التتويج، أعلم أنه المساهم الأول والمناصر رقم واحد، الحمد لله، رئيس الجمهورية يعرفني منذ 2022، كما أن الجمهور عزف النشيد الوطني وفرح معي ووقف إلى جانبي، لقد وعدت السيد الرئيس بالتتويج ووفّيت بوعدي”.
وبتتويج الملاكمة الجزائرية إيمان خليف بالميدالية الذهبية والدموع التي ذرفتها أثناء عزف النشيد الوطني، بعد العراقيل والصعوبات المفتعلة، تكون قد انتصرت لكرامتها داعية إلى ضرورة وقف الإهانات التي يتعرّض لها الرياضيون في المنافسات الدولية، وهي رسالة مباشرة تحمل كل قيم الميثاق الأولمبي والمبادئ السامية للرياضة، موجّهة رسالة إلى كل شعوب العالم، بالتمسّك بمبادئ الميثاق الأولمبي والابتعاد عن التنمّر الجارح على جميع الرياضيين.. مثل هذه الأمور قالت البطلة الجزائرية إنها تمسّ بكرامة الإنسان، وهي مؤثرة جدّا، وبإمكانها حتى أن تدمّر أبطالا وتفرّق بين الشعوب.
اليوم ونحن نحتفل بالملاكمة الجزائرية التي أفرحت كل الجزائريين وأعطت دروسا لكل الذين أرادوا أن يوقفوا مسيرة بطلة، على كل المسؤولين في الجزائر أن يواصلوا الوقوف بجانب كل الرياضيين الموهوبين والناجحين بمنحهم كل إمكانات البقاء في المستوى العالي، لنيل ألقاب وميداليات أخرى، خاصة في الألعاب الأولمبية القادمة المقررة سنة 2028 بالولايات المتحدة الأمريكية.
وعلى المسؤولين عن شتى الرياضات في الجزائر البحث في كل مكان بالجزائر العميقة عن رياضيين موهوبين واحتضانهم ورعايتهم وتوفير كل الإمكانات لهم، إلى أن يصبحوا أصحاب مستوى تنافسي عال ويرفعوا علم الجزائر عاليا في المحافل الرياضية الدولية؛ على غرار خليف ونمور وسجاتي وغيرهم.. ولا نريد أن يكون هؤلاء الشجرة التي تغطي غابة مشاكل الرياضة الجزائرية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!