-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“إِنَّنَا قَذِرُونَ”

“إِنَّنَا قَذِرُونَ”

هذه الجملة “إننا قَذِرُونَ”، لا تحتاج إلى شرح وتفسير وتوضيح، فهي أوضح من شمس في رابعة نهار صحو، وَأَضْوأ من بدر في منتصف شهر صحو حيث يعتلها أبله البلهاء، وأغبى الأغبياء.

لقد قيلت هذه الجملة في قوم يحسبون أنفسهم، ويحسبهم الأغرار من الناس كأنهلم يخلق مثلهم في العالم في كل أمر جميل وحسن، وأنهم – لذلك – يجب على الناس في العالم كله أن يقلدوهم ويقتدوا بهم، ومن لم يفعل فهو ليس على شيء، إنهم الفرنسيون.

يرد بعض الفرنسيين والمعجبون بهم بلسان الحال ولسان المقال أن قائل هذه الجملة يقصد بعض الفرنسيين وليس أكثر الفرنسيين، وأنه يقصد بـ القذارة – بعض الأمور المعنوية ولكن من خالط الفرنسيين، وعاش بينهم يجزم بأن قائل هذه الجملة لم يقل الحقيقة، خاصة أنه ليس شخصا عاديا، وليس من قوم عدو الفرنسيين، ولكنه أحد نخب فرنسا في القرن العشرين، وممن تباهي بهم فرنسا، وتفاخر بهم، وهو فيلسوفها وأديبها وفنانها جان بول سارتر.. وأقذر القذارة أن يتصف قوم بالعنصرية ويجاهروا بها قولا وفعلا، ومن ذلك ما قاله أحد ألمع” الفرنسيين وهو شارل مونتيسكيو عن الشعوب الإفريقية والأسيوية: إن كل جنس غير كفء للحضارة يجب أن يندثر كما اختفت حيوانات ما قبل الطوفان” ( انظر أوليفيي لوكور غرا نميزون: الاستعمار والإبادة. ص 144)، ولم يستثن جزءا من هذه الأمم والشعوب، فاسمع لهذا “الإنساني” الفرنسي العنصري وهو يصرح: لو اضطررت إلى دعم الحق الذي ندعيه لأنفسنا بجواز استعباد الزنوج لقلت: بعد أن أبادت الشعوب الأوربية شعوب أمريكا اضطروا إلى استعباد شعوب إفريقيا… لئن لم نستخدم العبيد لزراعة قصب السكر لكان سعره مرتفعا جدا، أعني أولئك العبيد ذوي البشرة السوداء وذوي الأنف الأفطس، لدرجة يستحيل معها أن نشفق عليهم، تعالى الرب ذو الحكمة الواسعة عن خلق نفوس، لا سيما النفوس الطبيبة، في هذه الأجساد السوداء.. وإذا افترضنا أنهم آدميون، فمعنى هذا أننا نشك في كوننا مسيحيين.. (انظر Rouland Norbert… Droit des minorités et des peuples autochtones. PUF. P. 352-353).

إن جملة جان بول سارتر وردت في كتابه “عارنا في الجزائر”، ص 38 ونصها: “إننا لسنا سليمي الطوية، إننا قذرون”. فهو قد جمع بين القذارتين المعنوية والمادية…

وبما أن الطبائع لا تزول من أصحابها ولو زالت الجبال من أماكنها؛ فهاهي السباحة الأسترالية، إريان تيتموس، تقول عن القرية الأولمبية الفرنسية في الألعاب الأولمبية في صائفة 2024 في باريس: القرية الأولمبية كانت قذرة، ولم تغير الملاءات إلا مرة واحدة. (الخبر 8/19 / 2024 ص 14) فيا أيها الفرنسيون قبل أن تزعموا تعليم الشعوب والأمم، تعلموا منها الأخلاق والسلوك العملي النظيف، ويكفي أن هذه الشعوب حررتكم من عدوكم الألمان بعد ما عجزتم عن ذلك.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!